نددت ناشطتان في مجال حقوق الإنسان تنحدران من الأقاليم الجنوبية للمملكة، امس الأربعاء، أمام مجلس حقوق الإنسان بجنيف، ب"الحصار اللاإنساني" المفروض منذ عقود على النساء بمخيمات تندوف. ودعت الناشطتان، خلال جلسة عامة للمجلس، الهيئة الأممية إلى زيادة الضغط على السلطات الجزائرية من أجل ضمان الحقوق الأساسية لساكنة المخيمات المتمثلة في الحركة والتجوال.
وقالت آمنة لغزال، وهي ناشطة جمعوية بالعيون، "إن المخيمات العشوائية، المقامة بالجنوب الجزائري والمراقبة من طرف البوليساريو، أضحت سجنا كبيرا مفتوحا على السماء تحرم فيه الساكنة تماما من حرية الحركة والتعبير".
وشددت على أن الوضعية الإنسانية المقلقة لساكنة تندوف "يمكن وصفها بأنها حالة من حالات الطوارئ، خاصة النساء والأطفال الذين هم الأكثر هشاشة".
وأبرزت لغزال، عضو المنظمة الدولية غير الحكومية "أوكابروس"، أنه "من أجل زيادة عدد السكان بالمخيمات، تقوم ميليشيات البوليساريو بإجبار النساء على الإنجاب القسري والزواج المبكر وتعدد الزوجات، وبالتالي حرمانهن من حق التصرف في حياتهن".
من جهتها، أثارت عائشة الدويهي، رئيسة جمعية الساقية الحمراء من أجل الدفاع عن حقوق الإنسان، انتباه مجلس حقوق الإنسان لمأساة الساكنة الصحراوية "المحبوسة في المخيمات العسكرية في تعارض مع التزام البلد المضيف وكذا الأممالمتحدة بالسهر على الحفاظ على الطابع المدني والإنساني لهذه المنطقة".
وأكدت أن الرقابة الصارمة التي يمارسها "البوليساريو" على الساكنة تسبب حالة من الخوف والترهيب، وتخلق نظام سلطة يقصي العائلات من تدبير شؤونها.
وسجلت الدويهي أن "الوضع أضحى أكثر مأساويا خصوصا وأن ميليشيات البوليساريو تسيطر كليا على المساعدات الإنسانية التي تمنح للساكنة".
ونظرا لهذا الوضع، دعت الدويهي الأممالمتحدة والمجتمع الدولي إلى "تحمل مسؤولياته تجاه مواطنينا المنسيين والمحرومين من حقوقهم الأساسية".
وبمناسبة أشغال مجلس حقوق الإنسان، أعرب اتحاد العمل النسائي عن قلقه الشديد إزاء الحصار المضروب على النساء والأطفال في تندوف، داعيا الهيئات الدولية المختصة إلى التدخل دون انتظار، من أجل وضع حد لهذا الحصار.
وقالت فاطمة المغناوي، التي تمثل اتحاد العمل النسائي في أشغال مجلس حقوق الإنسان، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، "لا أحد يستطيع أن يتجاهل المعاناة اللاإنسانية لآلاف النساء في المخيمات اللواتي تعانين ويتم حرمانهن من حقهن في التعليم وحرية التنقل".
وحسب هذه الناشطة الجمعوية فإن "الأطفال لا يفلتون من هذه المحنة وكثيرا منهم يتم إبعادهم عن والديهم، في انتهاك لاتفاقية حقوق الطفل".
عائشة الدويهي، رئيسة جمعية الساقية الحمراء من أجل الدفاع عن حقوق الإنسان الناشطة الجمعوية آمنة لغزال عضو المنظمة الدولية غير الحكومية "أوكابروس"