شهدت منطقة غرداية بالجزائر أحداث عنف طائفي خطيرة، أصيب خلالها عشرة أشخاص بجروح خطيرة، وبدأت المناوشات بين مجموعات من الشبان ليل الأحد إلى الإثنين، في أحياء بيريان التي تقع على بعد 45 كلم شمالي مدينة غرداية، وذلك أثناء الاحتفال بفوز منتخب الجزائر لكرة القدم على كوريا الجنوبية في مونديال البرازيل. وأعقبت المناوشات أعمال تخريب في عدة أحياء في بريان حيث تم حرق مبان عامة.
وقال أحد أعيان البلدة إن "مجموعات من الشبان استغلت الحدث الرياضي لتصفية حسابات والسرقة وإشاعة الفوضى".
وتخللت هذه المناوشات أعمال رشق بالحجارة واستعمال زجاجات مشتعلة كما كانت متبوعة بأعمال حرق لمنزلين ومرآب يقع بذات الحي، كما لوحظ بعين المكان.
وبغرض استتباب الأمن تدخلت قوات الأمن المنتشرة بالمنطقة بشكل فوري، حيث اضطرت إلى استعمال القنابل المسيلة للدموع بغرض استرجاع النظام العمومي وتجنب حدوث أعمال التخريب والحرق.
وتعيش منطقة غرداية أحداث عنف طائفي متكررة بين الميزابين الأمازيغ وبين العرب وعلى خلفيات مذهبية بين المالكيين والإباضيين. وكانت أحداث اندلعت في أبريل الماضي في غرداية أدت إلى مقتل شخص وإصابة العشرات، في أعمال العنف ذات الطابع الطائفي بغرداية . ويتعلق الأمر بثالث حالة وفاة منذ تفجر الموجة الجديدة من المواجهات في نونبر من السنة الماضية، بين الميزابيين وعرب الشعامبة.
وأكدت الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان أن السلطات الأمنية والسياسية للبلاد "لا تتحكم في الوضع، والأنكى أننا نستشعر تأزيم الأمور كلما كان هناك تدخل لهذه السلطات"، معربة عن الأسف لغياب "الصرامة" و"الحياد" في المبادرات من أجل تسوية الوضع بالمنطقة.
وتعرف غرادية أحداث عنف ومواجهات متكررة بين الميزابيين وعرب الشعامبة.
ويتهم معارضون جزائريون، السلطات بالتسبب في هذه الأحداث نظرا لتأجيجها الصراع في المنطقة حتى تظهر بمظهر من لا استغناء عنه لضمان الأمن والاستقرار، بينما يرى آخرون أن العنف المذهبي ما هو إلا غطاء للظلم الاجتماعي الذي تمارسه السلطات على أبناء المنطقة، حيث لا يستفيد هؤلاء من خيراتها بل جل العاملين بها من مدن أخرى.
ورغم أن هذه الصراعات تتجدد بين الفينة والأخرى فإن سلطات بوتفليقة وجنيرالات العسكر، لم تفكر في حل جدري لهذه المعضلة التاريخية التي يذهب ضحيتها كل سنة عشرات الأشخاص، وبدلا من ذلك فإن السلطات الجزائرية لا تسعى لحل مشاكلها الداخلية وتوجه كل عنفوانها لمناوءة المغرب في حقوقه التاريخية المشروعة.