افتتحت اليوم الثلاثاء بالقنيطرة ندوة دولية حول الجرائم المعلوماتية بمشاركة خبراء مغاربة وأجانب لتدارس الإشكالات المرتبطة بهذا النوع من الجرائم واقتراح الحلول الكفيلة بالتصدي لهذه الجرائم العابرة للحدود. وتندرج هذه الندوة التي ينظمها المركز المغربي للأبحاث المتعددة التقنيات والابتكار بشراكة مع المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بالقنيطرة وبرعاية من وزارة الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي ،في إطار الحملة الوطنية للتحسيس بمخاطر الجرائم المعلوماتية التي أطلقها المركز من 6 ماي إلى غاية 25 يونيو الجاري تحت شعار" جميعا ضد الجريمة المعلوماتية".
وتستهدف الحملة التي تنظم بشراكة مع جامعة ابن طفيل والجمعية الدولية لمكافحة الجريمة الالكترونية بفرنسا وعدد من المؤسسات الوطنية ، تحت شعار "جميعا ضد الجريمة الالكترونية"، بشكل خاص المؤسسات العمومية وشبه العمومية والأبناك والجامعات والمقاولات، على أن تشهد في غضون السنوات الأربع القادمة توسيعا لمجالها ليشمل شرائح وفئات أخرى من مستعملي شبكة الانترنت.
وأكد السيد يوسف بن الطالب رئيس المركز المغربي للأبحاث المتعددة التقنيات والابتكار في كلمة بالمناسبة ، أن هذه الندوة التي تعد تتويجا لهذه الحملة التي عرفت تنظيم مجموعة من الدورات التكوينية في المجالين التقني والقانوني وموائد مستديرة وندوات بعدة مدن مغربية، تهدف إلى التحسيس بمخاطر هذا النوع من الجرائم وضرورة العمل على أخذ كل التدابير الوقائية من أجل تحصين النظم المعلوماتية للمؤسسات وكذا حماية المعطيات الشخصية للأفراد والجماعات من كل أشكال الاختراق والقرصنة.
وأشار إلى أن هذا اللقاء لا يشكل فقط مناسبة لتدارس المستجدات المتعلقة بالموضوع، بل أيضا اقتراح الحلول العلمية والعملية للحد من انتشار هذا النوع من الجرائم التي تتم في العالم الافتراضي لكن لها آثار ملموسة على الواقع.
وأوضح رئيس المركز أن الجرائم المعلوماتية تكبد ميزانيات كل بلدان العالم خسائر كبيرة تزيد عن خمسمائة مليار دولار سنويا، مؤكدا أن المركز يعمل مع شركائه من اجل إرساء ثقافة حماية وتحصين الأنظمة المعلوماتية والمعطيات الشخصية.
من جانبه أكد السيد حسن الرقيق نائب مدير المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بالقنيطرة ، أن هذه الندوة العلمية تشكل مناسبة للباحثين والمهنيين والمهتمين سواء في المجالين القانوني أو التقني أو التنظيمي لتبادل التجارب واقتراح الحلول المناسبة للتصدي للجرائم المعلوماتية.
من جهته، أكد السيد محمد شوقي رئيس الجمعية الدولية لمكافحة الجريمة الالكترونية، أن الجرائم المعلوماتية هي نتاج للثورة الالكترونية التي يعرفها العالم ، مشيرا إلى تزايد اهتمام كافة أطياف المجتمع بهذا الموضوع.
وأكد أنه أصبح من الضروري أن يملك مستخدم الانترنيت مهارات خاصة من اجل التمكن من تأمين بياناته الشخصية وتأمين التجارة الالكترونية وتحصينها.
وأشار إلى أن هذه الجرائم أضحت تفرض تحديات على المهتمين بالمجال القانوني ومنظمات المجتمع المدني والجامعيين وكافة المعنيين من اجل مكافحتها واتخاذ جميع التدابير الأمنية لحماية الأنظمة الخاصة بالإعلام والاتصال.
وتوج حفل افتتاح هذه الندوة بتوقيع اتفاقيتي شراكة بين المركز المغربي للأبحاث المتعددة التقنيات والابتكار ومؤسسة "المغرب الرقمي كلوستر " والجمعية المغربية للثقة الرقمية من اجل تعزيز التعاون في مجال مكافحة الجرائم المعلوماتية.
ويتضمن برنامج هذه الندوة التي تمتد على مدى يومين تقديم مجموعة من العروض التي تتمحور على الخصوص حول "الجرائم المعلوماتية أية مقاربات حمائية" و"تدبير حماية النظم المعلوماتية " و"إجراءات مواكبة الثقة الرقمية ".