قتل اكثر من 150 عاملا اثر انفجار وقع امس الثلاثاء داخل منجم للفحم في محافظة مانيسا التركية (غرب)، ولا يزال 250 من العمال محتجزين تحت الارض رغم جهود عناصر الانقاذ لمساعدتهم. وقال وزير الطاقة التركي طاهر يلديز اليوم الاربعاء ان ما لا يقل عن 166 شخصا قتلوا في انفجار وحريق وقعا الثلاثاء في منجم للفحم في محافظة مانيسا .
وأوضح طاهر يلديز ان 787 عاملا كانوا في المنجم عند وقوع الانفجار وان حوالى 400 منهم ما زالوا محتجزين تحت الارض.
ومن بين ال200 عامل الذين تم انقاذهم هناك اربعة على الاقل في حالة خطر.
وصرح رئيس بلدية مانيسا تشنغيز ارغون لقناة سي ان ان التركية "وفق ارقام غير رسمية، ارتفعت حصيلة القتلى الى 157 وحصيلة الجرحى الى 75".
وكانت الوكالة الرسمية لإدارة الكوارث تحدثت في وقت سابق مساء الثلاثاء عن سقوط 17 قتيلا داخل منجم سوما على بعد حوالى 500 كلم من اسطنبول في محافظة مانيسا.
وانهمكت فرق الاسعاف ليلا في نقل مصابين الى السطح يواجهون صعوبات في التنفس فيما تجمع مئات الموظفين في الشركة التي تدير المنجم في مكان الحادث.
وانتشر عدد كبير من عناصر الدرك والشرطة حول الموقع لتسهيل تنقل عشرات من سيارات الاسعاف بين مكان الحادث ومستشفى سوما.
وقالت سينا اسبيلر في تصريح لوكالة فرانس بريس "انتظر ابني منذ بعد الظهر. لا اعلم شيئا، لم يخرج بعد".
وأورد العامل كوسكون "سبق ان وقعت حوادث محدودة هنا لكنها المرة الاولى نشهد فيها حادثا مماثلا وبهذه الخطورة". وقال مسؤول امني فصل عدم كشف هويته للوكاة الفرنسية انه تم اجلاء نحو خمسين عاملا.
وذكر الاعلام المحلي ان 580 شخصا كانوا في المنجم عند وقوع الانفجا، ورغم ان العديد منهم تمكنوا من الخروج بقي قسم اخر محتجزا في جيب معزول.
وقال وزير الطاقة تانر يلديز الذي توجه الى المكان للصحافيين ان "اولويتنا هي الوصول الى عمالنا تحت الارض".
وأضاف ان "اربعة فرق انقاذ تعمل في المنجم. النار تتسبب بمشاكل ولكن يتم ضخ الاوكسيجين في الابار التي لم تصب باضرار".
و ادى انفجار، قرابة الساعة 12,30 ت غ، نتج عن عطل في محول للكهرباء الى انهيار في المنجم حال دون خروج عدد كبير من العمال.
واعتبرت شركة سوما كومور للمناجم في بيان ان الانهيار "حادث ماسوي"، مضيفة "المؤسف ان عددا من عمالنا قضوا في هذا الحادث. وقع الحادث رغم اكبر قدر من الاجراءات الامنية و(عمليات) التفتيش لكننا نجحنا في التدخل سريعا".
وأوضح وزير العمل والأمن الاجتماعي التركي ان المنجم تمت معاينته اخر مرة في 17 مارس وكانت المعايير المطلوبة متوافرة فيه.
لكن العامل اوكتاي بيرين قال "ليس هناك اي سلامة داخل هذا المنجم. النقابات ليست سوى دمى والإدارة لا تفكر إلا في المال".
وقال زميله تورغوت سيدال "هناك اناس يموتون في الداخل وجرحى، كل ذلك من اجل المال".
ووجه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في انقرة "تعازيه الصادقة" الى عائلات الضحايا، وقال ان "بعض عمالنا تم انقاذهم وآمل ان نتمكن من انقاذ الاخرين".
وأوضح الاختصاصي في الصناعة المنجمية فيدات ديداري لوكالة فرانس برس ان "الخطر الرئيسي يتمثل في نقص الاوكسيجين"، مضيفا "اذا كانت اجهزة التهوية معطلة فان العمال قد يقضون خلال ساعة".
والانفجار داخل المناجم امر مألوف في تركيا وخصوصا في تلك التابعة للقطاع الخاص. وكان الحادث الاخطر قد وقع العام 1992 حين قضى 263 عاملا في انفجار للغاز داخل منجم زونغولداك.