دعا مشاركون في ندوة نظمت امس الأربعاء بالرباط حول موضوع "ملف الصحراء وسط المتغيرات الجيواستراتيجية .. تشخيص وسيناريوهات"، إلى الترافع والدفاع عن قضية الصحراء المغربية، على المستوى الدولي، وفق استراتيجية استباقية مدروسة. واعتبر المتدخلون في هذه الندوة المنظمة بمبادرة من "المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات" و "المركز المغاربي للدراسات الأمنية وتحليل السياسات"، أن قضية الصحراء المغربية "التي تمر حاليا بمرحلة دقيقة"، تتطلب تضافر الجهود وأخذ المبادرة لتفادي "التعامل الظرفي"، و "الاضطرار للقيام بردود فعل سريعة " تفرضها المتغيرات التي تشهدها هذه القضية .
وأوضحوا أن أفضل وسيلة لبلوغ هذه الغايات هي تجميع الجهود وتنسيق المبادرات، والتسلح بالكفاءة، والوثائق والحجج وتمكين الباحثين والفاعلين في مجال الدبلوماسية الموازية منها، حتى يتمكنوا من استغلالها خلال النقاشات المتعلقة بالصحراء في المنتديات الدولية.
وفي هذا الصدد أبرز الفاعل السياسي والمدني البشير الدخيل، أن حل ملف الصحراء يتطلب مفاوضات وحلولا سياسية وديمقراطية ، مع التسلح بالحجج القانونية والشفافية والعمل المتواصل.
وبعد أن توقف الدخيل، رئيس "جمعية منتدى بدائل" عند المتغيرات التي شهدها ملف الصحراء منذ سنة 1963 حتى سنة 2014 ، أكد أنه يتعين التعاطي بواقعية مع هذا المشكل من خلال التفاوض والحوار.
ومن جهته، أكد عبد الفتاح البلعمشي رئيس "المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات" ، على ضرورة بلورة استراتيجيات مدروسة "حتى لا تؤثر المتغيرات والظرفيات في عملنا الوطني " ، مشيرا في هذا السياق إلى أهمية الاعتماد على المرجعية العلمية والتشخيص الاستباقي ، مع الحرص على مأسسة عمل الدبلوماسية الموازية حتى تشتغل بشكل متناسق.
وبعد أن أشار إلى أن المفاوضات مع (البويساريو ) لم تعط النتائج المرجوة منها ، بالنظر لكون الجزائر قد دخلت منذ زمان في معركة مفتوحة مع المغرب ، اعتبر أن قضية الصحراء تتطلب تجميع كل جهود كل الفاعلين من دبلوماسيين وجمعويين وباحثين في الداخل والخارج.
وفي الاتجاه نفسه، اعتبر عبد الرحيم منار السليمي رئيس "المركز المغاربي للدراسات الأمنية وتحليل السياسات" أن الدبلوماسية الموازية الكلاسيكية "أصبحت متجاوزة " في تعاطيها مع ملف الصحراء، موضحا في هذا الصدد، أن الرهان ، بشأن هذا الملف ، يجب أن ينبني أساسا على الحجج القانونية واللوبيات والإعلام من أجل الترافع في المنتديات الدولية ، والضغط بغرض التأثير في القرارات ، والتعريف أكثر بالقضية الوطنية إعلاميا.
ومن جهتها، قالت ياسمين الحسناوي، باحثة جامعية بالولايات المتحدةالأمريكية ومهتمة بشؤون الصحراء، إن الجالية المغربية بالخارج تضطلع بدور هام في الدفاع عن قضية الصحراء ، مشيرة في هذا السياق إلى أهمية التوفر على الوثائق وكذا التركيز على الجامعات والمنتديات العلمية الدولية ، في إطار خطة مدروسة لمواجهة أطروحة الانفصال.
ومن جانبه، قال الخبير في التواصل السيد محمد الغيث ماء العينين ، إن المجهودات التنموية الكبيرة التي بذلها المغرب في الصحراء يتعين إبرازها أكثر على المستوى الدولي من خلال خطة إعلامية مدروسة.
أما الخبير القانوني عبد الفتاح فاتحي ، فقدم قراءة لمضامين القرارات الأممية المتعلقة بالصحراء حتى سنة 2013 ، مشيرا إلى أن الأممالمتحدة تركز دوما على التفاوض والحل السياسي المقبول لدى كل الأطراف.