أثارت مذيعة يمنية تقدِّم نشرة الأخبار الفرنسية، على قناة عدن، جدلاً كبيراً امس الجمعة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت، وذلك من خلال طريقة نطقها للغة موليير. وتبدو المذيعة اليمنية، من خلال فيديو اليوتوب الذي يتمُّ تداوله على الانترنيت، وهي تتحدث اللغة الفرنسية(او لنقل بالعربية تاعرابت "تتكرفص" عليها) بطريقةٍ رديئة لدرجةٍ مضحكة، وكأنها ما تزال تتعلَّم قواعدها وأصولها، وهو ما جعلها محطَّ سخريةٍ كبيرة بين نشطاء المواقع الإلكترونية.
انا على يقين أن موليير سيتقلب في قبره، لو قدر له ان يسمع ما تقوله المذيعة اليمنية، كما ان نابليون لو قدر له ان يعيش إلى يومنا هذا لطالب باكتساح اليمن وغزوها ومحوها على وجه البسيطة، حتى لا يأتي يوم تضحك فيه المذيعة اليمنية على لغة الفرنسيس..
ويبدو ان الفرنسيين لم تعد لهم غيرة على لغتهم القومية، هذه الحسناء الجميلة التي يرفضون المساس ولو بخصلة من شعرها، ونذكر هنا المعركة الضروس بخصوص تأنيث اسماء المهن والمناصب السامية، حيث لم يكن الفرنسيون، خاصة الاكاديميون منهم، يقبلون او يستسيغون القول مثلا: السيدة الوزيرة او السيدة القاضية..ويحرصون على تحصين اللغة الفرنسية من هذه الاختراقات والإبقاء على العبارات النقية: السيدة الوزير والسيدة القاضي إلخ..
كما ان الحكومة الحالية لم تعد تأخذها الحمية على اللغة الفرنسية بدليل انها لم تحرك ساكنا ولم تطالب حكومة عدن بالاعتذار على هذه المجزرة في حق اللغة الفرنسية، وهو ما قد يكون مختلفا لو ان العهد هو عهد فرانسوا ميتران الذي هدد في أكثر من مناسبة برفض أي تكامل وتحرير اقتصادي، إذا لم تنص الاتفاقات الاوروبية(ماستريخت) على استثناء الثقافة والابداع، وذلك من خلال رفع شعار: الاستثناء الثقافي الفرنسي وهو الموقف الذي شكل ثوابت السياسة الفرنسية والذي سار عليها اليمين واليسار بعد ميتران إلى اليوم الذي بهدلت فيه مذيعة يمنية لغتهم، التي تعتبر رمز استثناءهم الثقافي، فوقفوا يتفرجون عليها كحال العرب في قصيدة "القدس عروس عروبتكم" للراحل العراقي مظفر النواب..