أظهرت وثائق لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) ومقابلات مع مسؤولين أمريكيين، أن فريق بحث تابع للوزارة يدرس حركات جسد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقادة عالميين آخرين، من أجل توقّع أفضل لأفعالهم، ومن أجل إرشاد السياسة الأمريكية. وذكرت صحيفة "يو إس آي توداي" الأمريكية ، أن مشروع "إشارات الجسد" الذي يدعمه "مكتب التقييم" التابع للبتناغون يقدّم تقارير بحثية الى وزير الدفاع تشاك هيغل، يستخدم فيها تحليل الحركة للتنبؤ بطريقة تصرّف القادة.
ويسعى صنّاع السياسة الأمريكيون لالتقاط أي إشارات قد تساعدهم على استباق تصرّفات بوتين الذي بدأ الاسبوع الماضي عملية عسكرية في شبه جزيرة القرم في اوكرانيا. وأدت الأزمة الى سلسلة من العقوبات الأمريكية والأوروبية ضد روسيا، ما زاد من التوتر الذي لم تشهد المنطقة مثيلاً له منذ الحرب الباردة.
ودعم "مكتب التقييم" عمل مديرة مشروع "إشارات الجسد" بريندا كونورز، الباحثة في الكلية الحربية البحرية في نيوبورت منذ العام 1996.
ودفعت بريندا مبلغ 300 ألف دولار منذ العام 2009 لخبراء من الخارج للعمل معها، وتضمن عملها تقريراً عام 2008 لمركز التقييم عن الرئيس الروسي تحت عنوان "الحركة، الدماغ وصنع القرار - الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
وركّزت كونورز في عملها على بوتين وغيره من القادة العالميين، ولكنها أحالت كلّ الاسئلة والتعليقات عن البرنامج إلى مكتب وزير الدفاع تشاك هيغل، في حين رفض مسؤولو وزارة الدفاع الأميركية التعليق عليه، مؤكّدين أن بوتين كان من بين القادة التي تمت دراسة حركاتهم.
ويقول مسؤول في مكتب التقييم رفض الكشف عن اسمه لصحيفة "يو أس أي توداي" نظراً إلى أن البحوث غير معلنة، إن "الهدف من الدراسة هو التعرف على الحركات الجسدية للقادة وتحديد إمكانية استخدامها لمعرفة مواقفهم وطريقة تفكيرهم"، موضحاً ان "المركز لا يقدّم نصائح تتعلّق بالسياسات"، وبذلك لا يمكن تأكيد مدى اعتماد صنّاع القرار في الولاياتالمتحدة على نتائج الدراسة.
وتقضي الدراسة بتحليل حركة الفرد، لمعرفة كيفية تفاعله تجاه الأحداث والقرارات التي يتخذها. وبدأت في بريطانيا عام 1940 على يد مدرّب رقص ومحلل حركة مجري يدعى رودولف لبن ، لتتطوّر لاحقاً بعد الحرب العالمية الثانية على يد مستشار إداري بريطاني يدعى وارن لامب.
يعتقد لامب أن "كل فرد لديه حركات خاصة به كالحمض النووي لا يمكن أن تتطابق مع فرد آخر، ما يسهّل على المراقبين توقّع ما يقدم عليه من تصرّفات وقرارات وطريقة تفكير".
وتظهر التسجيلات العسكرية أن لامب الذي توفي في شهر جانفي تلقّى مبلغ 24 ألف دولار من الكلية الحربية في فيفري 2011 لمساهماته في الدراسة.
وتظهر سجلات الإنفاق الفيديرالي أن الكلية الحربية دفعت منذ عام 2011، مبلغ 165.735 ألف دولار للطبيب النفسي في جامعة براون ريتشارد ريندي المتخصص في مجال تحليل الحركة.
كما دفع منذ العام 2009 مبلغ 113.915 ألف دولار اميركي لتيموثي كولتون الخبير في الشؤون الروسية في جامعة هارفارد مقابل أبحاثه مع كونورز، بحسب ما تظهر سجلات العقود العسكرية.
وكانت كورونز كشفت في كتاباتها عن الخلل في طريقة التي يمشي بها بوتين، مشيرة إلى مشاكل جسدية يعاني منها الرئيس.
وأُنشئ مركز التقييم عام 1973 ، على يد أندرو مارشال (92 عاماً)، وأعلن هيغل في ديسمبر أن المركز لن يقدم تقاريره مباشرة إلى وزير الدفاع ولكن لمسؤول على مستوى أدنى.