أكد باحثون مغاربة، امس الخميس بالرباط، أن الدبلوماسية الدينية للمملكة أثبتت نجاعتها في محاربة التطرف والإرهاب، بفضل التجربة والخبرة المهمة التي راكمها في تدبير الشأن الديني من أجل الحفاظ على وحدة المذهب المالكي. وأبرز الباحثون المشاركون في مائدة مستديرة نظمها المركز المغاربي للدراسات الأمنية وتحليل السياسات حول موضوع "السياسة الخارجية المغربية في منطقة شمال إفريقيا والساحل والصحراء : مقاربات جيو استراتيجية" أن نجاح المغرب في تدبير الحقل الديني على مستوى أماكن العبادة والتعليم العتيق وتكوين الأئمة جعلته مؤهلا تاريخيا وحضاريا للمساهمة في تشكيل الخريطة الدينية على الصعيد الدولي وفي مكافحة التطرف والحركات الإرهابية، خاصة في منطقة الساحل والصحراء.
وقال رئيس المركز عبد الرحيم المنار السليمي إن المغرب يضطلع من خلال إمارة المؤمنين بدور ريادي في هذه المنطقة التي تشهد صراعات دينية متنامية، وذلك بتوظيفه لخبرته في مجال تدبير الحقل الديني ووعيه المسبق بمكانته الجيو استراتيجية وتشخيصه الموضوعي للوضع في منطقة الساحل والصحراء.
وأبرز السليمي أهمية ربح رهان الحفاظ على إيقاع الدبلوماسية الدينية للمملكة ومواصلة التحرك النشيط في هذا المجال الحيوي بإفريقيا، بما ستكون له عدة إيجابيات، خاصة على الصعيد السياسي على المدى البعيد.
من جانبه، أكد مدير المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، عبد الفتاح البلعمشي، على ضرورة مواكبة هذه الدبلوماسية الدينية بتفعيل الدبلوماسية الثقافية وبذل المجتمع المدني لمجهود أكبر وتنسيق مبادرات مختلف الفاعلين في المجال الخارجي.
أما حسن اعبوشي أستاذ العلوم السياسية فقد أبرز أن المغرب تبنى سياسة خارجية متفردة باعتماده مقاربة شمولية تقوم على تحقيق الأمن الروحي والاقتصادي بالدول الإفريقية التي شملتها الزيارة الملكية وتحقيق تنمية مستدامة بها، وذلك وعيا منه بأهمية هذه الأخيرة في الحد من تيارات التطرف والعنف.