"لم يكن المشهد المسرب، الذي لا يتعدى الدقيقتين، ل"فيكتور يانوكوفيتش"، رئيس أوكرانيا، وهو يتسلل، عبر طائرة هليكوبتر، مطرودا من رحاب الدولة بكل ما تتيحه من مؤسسات وسلط إلى ضيق لا يُدرى إلى حدود اليوم أين يكون، لم يكن هذا المشهد مستغربا لمن تفتحت بصيرته لسنن الله في المستبدين". بهذه العبارات عبرت جماعة العدل والإحسان عن موقفها مما يجري بأوكرانيا، متشفية في الطريقة التي تم بها هروب الرئيس فيكتور يانوكوفيتش، وبالتالي تكون الجماعة في موقع مساندة "الثورة الأوكرانية" التي اندلعت ضد الرئيس المنتخب شرعيا.
الجماعة التي تتباكى على الشرعية في بلدان كان يحكمها الإخوان المسلمون نسيت أن الرئيس الأوكراني وقع اتفاقا مع المعارضة يوم 21 من الشهر الماضي وهذه الأخيرة هي التي نقضته تحت ضغط القوى المتصارعة فوق هذا البلد.
فهل ستقنعنا الجماعة بأن ما وقع هو ثورة من مصلحة الأوكرانيين، في الوقت الذي تم شن الهجوم ضد الرئيس يانوكوفيتش لأنه رفض توقيع اتفاقية التبادل التجاري الحر مع الاتحاد الأوروبي الذي يرى فيه حزب المناطق أنه ضد مصالح أوكرانيا.
وكي نعرف حقيقة موقف الجماعة لابد من معرفة قادة الثورة الأوكرانية، فقائد الثورة هو ديميتري ياروش زعيم منظمة برافي سيكتور الأوكرانية اليمينية المتشددة، والتي سبق لزعيمها أن وجه نداء إلى قائد الانفصاليين الشيشانيين الإرهابي دوكو عمروف قصد تقديم الدعم المسلح للقوى الأوكرانية المعادية لروسيا.
وسبق لياروش زعيم الثورة الأوكرانية المزعومة أن قاتل في الشيشان، بما يعني أن الإرهاب لا دين له ولا ملة، وما زال يدعو علانية للإرهاب. فعن أي درس تتحدث الجماعة؟ فهل جاء إلى السلطة بطريقة غير مشروعة؟ هل مارس الدكتاتورية كما يمارسها أردوغان حاليا وهو النموذج الأثير على نفوسهم؟ هل تملق لأمريكا راعية المعارضة الأوكرانية؟
فيكتور يانوكوفيتش رئيس أوكرانيا المنتخب ترشح للانتخابات بشكل ديمقراطي وحاز على الأغلبية ولم يقم بما يخل بالأعراف الديمقراطية حتى يستحق العزل، ولما أصرت المعارضة على الفوضى نزل لطاولة المفاوضات ووقع الاتفاق المذكور، لكن رغبة الدول الغربية لم تكن راغبة في رئيس متحالف مع روسيا. فالمهم أن هذا الموقف كشف عن طبيعة العدل والإحسان المساندة للإرهابيين والمتطرفين وآكلي الأكباد وقاطعي الرؤوس بسوريا واليمين المتطرف بأوكرانيا.