جاءت زيارة العمل والصداقة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، (من 23 فبراير إلى 3 مارس) لجمهورية الكوت ديفوار، المحطة الثانية في الجولة الملكية الإفريقية التي استهلت بمالي وستشمل غينيا ثم الغابون ، لتضع قطار التعاون جنوب جنوب على السكة السليمة والاتجاه الصحيح. فقد حل جلالة الملك يوم الأحد 23 فبراير بأبيدجان حيث وجد جلالته في استقباله بمطار فيليكس هوفويت بوانيي الدولي، الوزير الأول الإيفواري السيد دانيال كابلان دانكان.
إثر ذلك، تقدم للسلام على جلالة الملك، رئيس الجمعية الوطنية، وعمدة بور بوي، وحاكم مقاطعة أبيدجان، ورئيس المجلس الدستوري، ورئيس المحكمة العليا، والنائب الأول لرئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي، ورئيس اللجنة الانتخابية المستقلة، ورئيس لجنة الحوار والحقيقة والمصالحة، ورئيس الهيئة العليا للحكامة الجيدة.
بعد ذلك، استعرض جلالة الملك والوزير الأول الإيفواري تشكيلة شرفية أدت التحية، قبل أن يتقدم للسلام على جلالته كبار ضباط القيادة العليا للقوات المسلحة الإيفوارية، ووزراء الدولة، وأعضاء الحكومة، وأعضاء البعثات الدبلوماسية العربية والإفريقية المعتمدة بأبيدجان، وأعضاء سفارة المغرب بالكوت ديفوار، وممثلو الجالية المغربية المقيمة بها ، والضباط السامون المغاربة أعضاء عملية حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بالكوت ديفوار.
إثر ذلك، تقدم للسلام على رئيس الوزراء الإيفواري أعضاء الوفد الرسمي المرافق لصاحب الجلالة، والذي يضم، مستشاري صاحب الجلالة السيدين الطيب الفاسي الفهري وفؤاد عالي الهمة، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد صلاح الدين مزوار، ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السيد أحمد التوفيق، ووزير الاقتصاد والمالية السيد محمد بوسعيد، ووزير الفلاحة والصيد البحري السيد عزيز أخنوش، ووزير التجهيز والنقل واللوجيستيك السيد عزيز الرباح، ووزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي مولاي حفيظ العلمي، ووزير الصحة السيد الحسين الوردي، ووزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة السيد عبد القادر اعمارة، ووزير السياحة السيد لحسن حداد، وكذا السيد يوسف العمراني مكلف بمهمة بالديوان الملكي. كما يرافق صاحب الجلالة وفد من المسؤولين والفاعلين الاقتصاديين يمثلون القطاعين العام والخاص، وعدد من الشخصيات المدنية والعسكرية. وبعد استراحة قصيرة بالقاعة الشرفية للمطار، وبمجرد ظهور جلالة تعالت هتافات الحشود الكبيرة من المواطنين والزعماء التقليديين الإفواريين ، وكذا أفراد الجالية المغربية المقيمة بالكوت ديفوار، الذين جاؤوا من جميع أرجاء البلاد للترحيب بمقدم جلالة الملك، مرددين لفظة "أكوابا" (التي تعني "مرحبا"، بلغة باولي)، ومتمنين لجلالته مقاما سعيدا بأرض الكوت ديفوار. وقد أبى جلالة الملك إلا أن يتوجه صوب هذه الجموع الغفيرة ليبادلها التحية ومشاعر المحبة .
إثر ذلك توجه الموكب الرسمي صوب إقامة جلالة الملك بأبيدجان حيث أبى سكان العاصمة الإيفوارية، الذين غصت بهم جنبات الشوارع التي مر منها الموكب ، إلا أن يخصصوا استقبالا حماسيا حارا واستثنائيا لجلالة الملك، حاملين الأعلام الوطنية للمغرب والكوت ديفوار ، ومشيدين بالصداقة والأخوة المغربية- الإيفوارية.
ويوم الاثنين ترأس جلالة الملك رفقة الوزير الأول لجمهورية الكوت ديفوار حفل افتتاح المنتدى الاقتصادي الإيفواري المغربي، حيث أكد جلالة الملك في الخطاب الذي ألقاه بهذه المناسبة أن تنظيم هذا المنتدى بكوت ديفوار، ولأول مرة خارج المملكة وعلى أرض إفريقية، لم يأت بمحض الصدفة، بل إنه يعكس، قبل كل شيء، جودة العلاقات التي تربط البلدين، كما يعد خير دليل على أهمية الروابط السياسية والاقتصادية التي تجمع المملكة بدول إفريقيا الوسطى والغربية.
كما أن هذا الاختيار، يضيف جلالة الملك ، يشكل اعترافا بأهمية ومكانة الاقتصاد الإيفواري، ودليلا على الثقة في آفاقه المستقبلية. ذلك أن هناك العديد من المؤهلات التي جعلت هذا البلد يحتضن إحدى القواعد الصناعية الأكثر نشاطا بالمنطقة، وأحد الأقطاب التجارية الأكثر حيوية بها.
وقال صاحب الجلالة "واليوم، حيث صارت الاضطرابات السياسية من الماضي، فإن الوحدة الوطنية التي تمت استعادتها، واستتباب السلم والاستقرار، يشكلان ، بكل تأكيد، مصدر قوة كوت ديفوار. كما أن الماضي المشرق لبلدكم في المجال الاقتصادي يعد ، بحق ، أحد نقاط القوة التي يتمتع بها في المنطقة".
كما أكد جلالة الملك أن المغرب، على غرار كوت ديفوار، يلتزم التزاما كاملا بانتمائه الطبيعي لإفريقيا الذي ظل يلازمه على امتداد تاريخه". واليوم ، كما الأمس، توجد العلاقات الدبلوماسية في صميم التفاعل القائم بين بلدينا. غير أنه نظرا للتحولات العميقة التي يشهدها العالم فقد أضحى من الضروري ملاءمة ، الآليات التي تنبني عليها هذه العلاقات والأبعاد التي تنطوي عليها، وكذا الموقع الذي تحتله ضمن منظومة العلاقات الدولية، مع المعطيات الجديدة على أرض الواقع".
وأوضح جلالة الملك أن الدبلوماسية كانت في السابق، تعتبر أداة لتعزيز العلاقات السياسية، أما اليوم، فقد أصبح البعد الاقتصادي يحظى بالأولوية، ويشكل إحدى الدعامات التي تقوم عليها العلاقات الدبلوماسية، مبرزا جلالته أن التعاون الذي كان يقوم سابقا على روابط الثقة والوشائج التاريخية أصبح اليوم يرتكز، أكثر فأكثر، على النجاعة والمردودية والمصداقية.
وفي كلمة له بالمناسبة، قال الوزير الأول الإيفواري إن هذا المنتدى يكتسي بعدا كبيرا وأهمية قصوى بالنسبة للتعاون المغربي الإيفواري، مبرزا أن "العلاقات الممتازة القائمة بين البلدين، أرسى دعائمها رجلان استثنائيان ، ألا وهما جلالة المغفور له الحسن الثاني والرئيس الراحل فليكس هوفويت بوانيي".
وأشار الوزير الأول الإيفواري، إلى أن هذا المنتدى سيشكل فرصة سانحة بالنسبة للقطاع الخاص بالبلدين ، لنسج شراكة قوية وتنويع التجارة بين البلدين وتكثيف الاستثمارات بشكل متبادل، وذلك في إطار الاتفاقيات الثنائية الرسمية المبرمة بينهما، مؤكدا أن تشريف جلالة الملك لهذا المنتدى من خلال ترؤس حفل افتتاح أشغاله ، لدليل على الارادة الراسخة لجلالته وللرئيس الايفواري الحسن واتارا، في إعطاء دفعة جديدة وقوية للتعاون الثنائي.
أما السيدة مريم بنصالح شقرون، رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، فأكدت في كلمتها أن المقاولات المغربية، تولي أهمية كبرى للاستثمار في الكوت ديفوار، هذا البلد، الذي يعد اقتصاده من أكثر الاقتصادات حيوية في كل منطقة غرب إفريقيا.
وقالت " إن ما يبعث على الارتياح هو أن ربع الاستثمارات الخارجية للمملكة المغربية خلال الاشهر الستة الأولى من سنة 2013 أنجزت ببلدكم"، مجددة التأكيد على استعداد المقاولات المغربية لأن تتقاسم ما راكمته من تجربة وخبرة مع نظيراتها الإيفوارية في إطار مقاولات مغربية إيفوارية مشتركة وتنمية وتعاون مشتركين.
من جهته، أشار نائب رئيس الاتحاد العام للمقاولات بالكوت ديفوار السيد بيرنار ندومي، إلى أن دينامية وإرادة القطاع الخاص المغربي يجسدها الدعم المطلق والقوي لجلالة الملك من خلال حضوره الشخصي لافتتاح هذا المنتدى، مرفوقا بالفاعلين الاقتصاديين، معبرا في هذا الصدد عن الأمل في أن تحدو هذه الروح الاستشرافية أكبر عدد من القادة الأفارقة، "لأن فيها ضمان لإقلاع اقتصادي بالقارة الافريقية".
وقد شكل هذا المنتدى ، الذي حضره أزيد من 400 فاعل إيفواري و100 مقاولة مغربية ، مناسبة لاستعراض الخبرة المغربية في كامل تنوعها، وكذا فرص الأعمال وإمكانيات الشراكة بين المقاولات المغربية والإيفوارية، إلى جانب المؤهلات التي تزخر بها السوق الإيفوارية، قاطرة منطقة غرب إفريقيا بكاملها.
وفي نفس اليوم استقبل صاحب الجلالة بالإقامة الملكية بأبيدجان، السيدة الأولى للكوت ديفوار، السيدة دومينيك كلودين واتارا، حرم فخامة الرئيس السيد الحسن واتارا، التي كانت مرفوقة بكريمتهما.
ويوم الثلاثاء 25 فبراير استقبل جلالة الملك الوزير مدير ديوان رئيس جمهورية الكوت ديفوار، السيد مارسيل آمون طانوح ، الذي نقل رسالة شفوية إلى جلالة الملك، من فخامة السيد الحسن درامان وتارا.
ونفس اليوم ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله ، مرفوقا بالوزير الأول لجمهورية الكوت ديفوار السيد دانيال كابلان دانكان، حفل اختتام المنتدى الاقتصادي الإيفواري المغربي، الذي يعد تجسيدا لعزم جلالة الملك الوطيد على تعزيز العلاقات التي تجمع البلدين الشقيقين، من خلال إضفاء دينامية جديدة على التعاون الاقتصادي القائم بينهما.
وبهذه المناسبة، ألقى وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد صلاح الدين مزوار، كلمة أمام جلالة الملك، أكد فيها ، بالخصوص ، أن المغرب والكوت ديفوار يتوفران على موقعين استراتيجيين متكاملين، وتوجهات إقليمية، بل وقارية يمكن تطويرها بشكل مشترك، كما أنهما بلدين صاعدين، يمكنهما معا، أن يساهما في تحقيق التنمية المشتركة، خدمة لمنطقة غرب إفريقيا كلها، مما سيتيح لهما بلوغ الإقلاع المنشود بشكل قوي و سريع. أما الوزير الأول الإيفواري، السيد دانيال كابلان دانكان ، فأعرب عن ارتياح وسعادة الحكومة الإيفوارية بهذا الالتزام الدائم للمملكة، التي أولت على الدوام اهتماما كبيرا لكل ما يهم إفريقيا جنوب الصحراء بصفة عامة وغرب إفريقيا على الخصوص، بما فيها الكوت ديفوار، كنقطة ارتكاز و جسر للمبادرات المغربية في منطقتنا.
وأضاف الوزير الأول الإيفواري، أن الإلتزامات التي تمخض عنها هذا المنتدى، ستمكن من الاستجابة لانتظارات الشعبين المغربي والإيفواري، وذلك من خلال التقليص المستمر من حدة الفقر وخلق الثروات ومناصب الشغل على الخصوص لفائدة الشباب و النساء.
وبالمناسبة ترأس جلالة الملك مرفوقا بالوزير الأول الإيفواري حفل التوقيع على 26 اتفاقية شراكة واستثمار، همت القطاعين العام و الخاص. وتندرج هذه الاتفاقيات في إطار التوجهات الكبرى، التي حددها الخطاب الملكي السامي ليوم أمس الاثنين أمام المنتدى الاقتصادي المغربي- الإيفواري، سواء فيما يتعلق بتوطيد النموذج المتجدد للشراكة جنوب- جنوب، أو من حيث الدور الهام الذي يحظى به القطاع الخاص في هذه الاتفاقيات.
كما أنها تجسد المفهوم الملكي السديد، الذي يقوم على أهمية المشاريع في النهوض بالتنمية الشاملة، سواء منها البرامج الهيكلية الكبرى، أو تلك التي تهم التنمية البشرية والاجتماعية، وتستهدف تحسين المعيش اليومي للمواطنين.
وهي أيضا اتفاقيات هامة تترجم إرادة البلدين الشقيقين في إضفاء دينامية قوية على علاقات التضامن الفعال والتعاون المثمر القائمة بينهما، وجعلها نموذجا للتعاون بين دول الجنوب، الذي ما فتئ جلالة الملك يعمل على ترسيخه.
وهو ما يعكسه العدد الكبير لهذه الاتفاقيات، وتنوع المجالات التي تشملها، كالتعليم والتكوين، والسكن والفلاحة والصيد البحري، والاستثمار والقطاع المالي والبنكي، والتجارة والسياحة والتكنولوجيات الحديثة، والموانئ، وغيرها.
ويوم الثلاثاء أيضا، أشرف جلالة الملك رفقة الوزير الأول الإيفواري على إطلاق مشاريع عقارية بأبيدجان .
وتهم هذه المشاريع، التي تشكل تجسيدا لعزم جلالة الملك على تمكين بلدان القارة الإفريقية من الخبرة المغربية، التي تحظى بإعجاب كبير، لاسيما في مجال محاربة السكن غير اللائق، بناء 7500 سكنا اقتصاديا بحي "لوكودجورو" (مقاطعة أتيكوبي) و530 وحدة سكنية بمقاطعة "كوماسي".
ورصد لهاتين العمليتين اللتين تندرجان في إطار الجهود المبذولة من طرف دولة الكوت ديفوار لمواجهة العجز البنيوي في مجال السكن، واللتان تنجزهما المجموعة العقارية المغربية "الضحى"، استثمارات بقيمة 2ر2 مليار درهم، وتهمان مساحة إجمالية قدرها 29 هكتار.
ويهم مشروع "لوكودجورو" (26 هكتار) تشييد مدينة مندمجة تزاوج بين الأصالة والحداثة، حيث تشتمل على 7500 سكنا اقتصاديا، ستنجز بأعمال داخلية ذات جودة عالية، وتهيئة ذات جمالية، وتجهيزات للقرب (مركز تجاري، مدرسة، إعدادية، مركز ثقافي، مركز إداري، مركز للشرطة)، فضلا عن حزام أخضر.
ويهم مشروع "كوماسي" (ثلاثة هكتارات)، والواقع في قلب مقاطعة "كوماسي"، بناء 530 شقة اقتصادية ومدرسة.
ويوم الأربعاء 26 فبراير أشرف صاحب الجلالة ، نصره الله، رفقة الوزير الأول لجمهورية الكوت ديفوار ، بالمنطقة الصناعية يوبوغون، الواقعة غرب أبيدجان، على إطلاق أشغال إنجاز وحدة صناعية لإنتاج أكياس تعبئة الإسمنت، بمبلغ إجمالي قدره 12 مليون أورو (8 مليار فرنك غرب إفريقي).
وستصل الطاقة الإنتاجية لهذه الوحدة الصناعية، التي ستنجز من طرف شركة إسمنت إفريقيا- الكوت ديفوار (سيماف- كوت ديفوار)، فرع المجموعة المغربية "الضحى"، إلى 80 مليون كيس في السنة ( قابلة للزيادة إلى 160 مليون)، موجهة على الخصوص، لمصانع إنتاج الإسمنت التابعة للمجموعة بكل من الكوت ديفوار، وغينيا كوناكري، والكامرون، وبوركينا فاصو، والغابون، والكونغو برازافيل، والنيجر ومالي.
وينسجم هذا المشروع، ذو القيمة المضافة العالية، والذي سينجز على قطعة أرضية مساحتها 5ر3 هكتارات، تمام الانسجام مع التوجيهات الملكية السامية المتضمنة في الخطاب الذي ألقاه صاحب الجلالة بمناسبة افتتاح المنتدى الاقتصادي الإيفواري- المغربي (24 و25 فبراير الجاري)، والمتعلقة بتعزيز التعاون جنوب- جنوب، وإضفاء الدينامية على دور القطاع الخاص، ودعم تموقع المملكة على مستوى منطقة غرب إفريقيا.
وبهذه المناسبة، قام جلالة الملك، بزيارة مصنع الإسمنت الجديد التابع لمجموعة "الضحى"، أيقونة الصناعة والخبرة المغربية، الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 500 ألف طن من الإسمنت في السنة (قابلة للزيادة إلى مليون طن سنويا)، والذي يشتمل على ورشة للطحن، وورشة للتكييس والشحن، ومستودعات مغطاة لتخزين مادة الكلينكر والمواد المضافة، ومختبر لمراقبة الجودة، إلى جانب بنايات إدارية وتجارية وتقنية. وأنجز مصنع إنتاج الإسمنت بأبيدجان، الذي تطلب استثمارات بقيمة 30 مليون أورو، وفقا لما استجد من المعايير التكنولوجية التي تتيح احترام البيئة، وترشيد استهلاك الطاقة، وإنتاج إسمنت يستجيب للضوابط المعتمدة ولمتطلبات السوق، فضلا عن تخصيص حصة 15 بالمائة للبيئة من مجموع الاستثمار الأساسي لتشييد المصنع.
وقد دخل هذا المصنع مرحلة الاستغلال في يوليوز 2013، حيث مكن من إحداث 250 منصب شغل مباشر وغير مباشر، منها 95 بالمائة موجهة للساكنة المحلية. وسيساهم إنجاز هذه الوحدة الصناعية في وضع حد لتضارب أسعار الإسمنت، وهي إشكالية ذات وقع كبير على قطاع العقار في الكوت ديفوار.
وتتوفر مجموعة "سيمات- سيماف"، التي توجد بكل من غينيا كوناكري، والكوت ديفوار، والكامرون، والغابون، ومالي، وبوركينا فاصو، والكونغو برازافيل، والنيجر، على وحدتين إنتاجيتين بالمغرب (منطقتي بني ملال وسطات)، دخلتا حيز الاشتغال منذ سنة 2010، بينما توجد وحدة ثالثة في طور الإنجاز بمنطقة الناظور.
وبعد ذلك قام جلالة الملك ، رفقة الوزير الأول الإيفواري ، بزيارة لورش المشروع السكني "إقامات أكوابا"، المنجز من طرف المجموعة العقارية المغربية "أليانس"، بمدينة "أنياما" التابعة لمقاطعة أبيدجان.
ويعد هذا المشروع الذي رصدت له استثمارات تناهز ملياري درهم، خير تجسيد لإرادة جلالة الملك في تمكين بلدان القارة الإفريقية عامة، والكوت ديفوار على وجه الخصوص، من الخبرة المغربية، التي تحظى بتقدير كبير، لاسيما في مجال محاربة السكن غير اللائق.
ويمتد مشروع "إقامات أكوابا" على مساحة قدرها 65 هكتار ويهم بناء 7800 سكنا اقتصاديا واجتماعيا، إلى جانب عدد من تجهيزات القرب (مركز صحي، مدارس، إعداديات، ثانوية، مركز تجاري، بنايات إدارية، مسجد، كنيسة، ملاعب رياضية... إلخ).
وسينجز هذا المشروع السكني المندمج، الذي سيمكن ساكنة أبيدجان، لاسيما ذوي الدخل المحدود، من الولوج إلى سكن لائق، عملي وفي المتناول، على ثلاث مراحل في أجل خمس سنوات ليستفيد منه عند الانتهاء من أشغال إنجازه قرابة 70 ألف شخص.
ويشكل مشروع "إقامات أكوابا"، جزءا من برنامج شامل يهم إنجاز مجموعة "أليانس" لعشرة آلاف سكن اجتماعي و4000 سكن متوسط وعالي المستوى بمقاطعة أبيدجان، وذلك بموجب اتفاقية تم توقيعها من طرف المجموعة والدولة الإيفوارية.
كما يهم هذا البرنامج الطموح ، المندرج في إطار المجهودات المبذولة من طرف الدولة الإيفوارية لمواجهة العجز البنيوي في مجال السكن والذي يقدر ب 500 ألف وحدة سكنية، إنجاز مجموعة "أليانس" للمشروع السكني "باسام الكبرى" (114 هكتار)، بملغ إجمالي قدره 3ر1 مليار درهم.
وستصل الطاقة الإنتاجية لهذه الوحدة الصناعية، التي ستنجز من طرف شركة إسمنت إفريقيا- الكوت ديفوار (سيماف- كوت ديفوار)، فرع المجموعة المغربية "الضحى"، إلى 80 مليون كيس في السنة ( قابلة للزيادة إلى 160 مليون)، موجهة على الخصوص، لمصانع إنتاج الإسمنت التابعة للمجموعة بكل من الكوت ديفوار، وغينيا كوناكري، والكامرون، وبوركينا فاصو، والغابون، والكونغو برازافيل، والنيجر ومالي.
وينسجم هذا المشروع، ذو القيمة المضافة العالية، والذي سينجز على قطعة أرضية مساحتها 5ر3 هكتارات، تمام الانسجام مع التوجيهات الملكية السامية المتضمنة في الخطاب الذي ألقاه صاحب الجلالة بمناسبة افتتاح المنتدى الاقتصادي الإيفواري- المغربي (24 و25 فبراير الجاري)، والمتعلقة بتعزيز التعاون جنوب- جنوب، وإضفاء الدينامية على دور القطاع الخاص، ودعم تموقع المملكة على مستوى منطقة غرب إفريقيا.
وبهذه المناسبة، قام جلالة الملك، بزيارة مصنع الإسمنت الجديد التابع لمجموعة "الضحى"، أيقونة الصناعة والخبرة المغربية، الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 500 ألف طن من الإسمنت في السنة (قابلة للزيادة إلى مليون طن سنويا)، والذي يشتمل على ورشة للطحن، وورشة للتكييس والشحن، ومستودعات مغطاة لتخزين مادة الكلينكر والمواد المضافة، ومختبر لمراقبة الجودة، إلى جانب بنايات إدارية وتجارية وتقنية. وأنجز مصنع إنتاج الإسمنت بأبيدجان، الذي تطلب استثمارات بقيمة 30 مليون أورو، وفقا لما استجد من المعايير التكنولوجية التي تتيح احترام البيئة، وترشيد استهلاك الطاقة، وإنتاج إسمنت يستجيب للضوابط المعتمدة ولمتطلبات السوق، فضلا عن تخصيص حصة 15 بالمائة للبيئة من مجموع الاستثمار الأساسي لتشييد المصنع.
وقد دخل هذا المصنع مرحلة الاستغلال في يوليوز 2013، حيث مكن من إحداث 250 منصب شغل مباشر وغير مباشر، منها 95 بالمائة موجهة للساكنة المحلية. وسيساهم إنجاز هذه الوحدة الصناعية في وضع حد لتضارب أسعار الإسمنت، وهي إشكالية ذات وقع كبير على قطاع العقار في الكوت ديفوار.
وتتوفر مجموعة "سيمات- سيماف"، التي توجد بكل من غينيا كوناكري، والكوت ديفوار، والكامرون، والغابون، ومالي، وبوركينا فاصو، والكونغو برازافيل، والنيجر، على وحدتين إنتاجيتين بالمغرب (منطقتي بني ملال وسطات)، دخلتا حيز الاشتغال منذ سنة 2010، بينما توجد وحدة ثالثة في طور الإنجاز بمنطقة الناظور.
وبعد ذلك قام جلالة الملك ، رفقة الوزير الأول الإيفواري ، بزيارة لورش المشروع السكني "إقامات أكوابا"، المنجز من طرف المجموعة العقارية المغربية "أليانس"، بمدينة "أنياما" التابعة لمقاطعة أبيدجان.
ويعد هذا المشروع الذي رصدت له استثمارات تناهز ملياري درهم، خير تجسيد لإرادة جلالة الملك في تمكين بلدان القارة الإفريقية عامة، والكوت ديفوار على وجه الخصوص، من الخبرة المغربية، التي تحظى بتقدير كبير، لاسيما في مجال محاربة السكن غير اللائق.
ويمتد مشروع "إقامات أكوابا" على مساحة قدرها 65 هكتار ويهم بناء 7800 سكنا اقتصاديا واجتماعيا، إلى جانب عدد من تجهيزات القرب (مركز صحي، مدارس، إعداديات، ثانوية، مركز تجاري، بنايات إدارية، مسجد، كنيسة، ملاعب رياضية... إلخ).
وسينجز هذا المشروع السكني المندمج، الذي سيمكن ساكنة أبيدجان، لاسيما ذوي الدخل المحدود، من الولوج إلى سكن لائق، عملي وفي المتناول، على ثلاث مراحل في أجل خمس سنوات ليستفيد منه عند الانتهاء من أشغال إنجازه قرابة 70 ألف شخص.
ويشكل مشروع "إقامات أكوابا"، جزءا من برنامج شامل يهم إنجاز مجموعة "أليانس" لعشرة آلاف سكن اجتماعي و4000 سكن متوسط وعالي المستوى بمقاطعة أبيدجان، وذلك بموجب اتفاقية تم توقيعها من طرف المجموعة والدولة الإيفوارية.
كما يهم هذا البرنامج الطموح ، المندرج في إطار المجهودات المبذولة من طرف الدولة الإيفوارية لمواجهة العجز البنيوي في مجال السكن والذي يقدر ب 500 ألف وحدة سكنية، إنجاز مجموعة "أليانس" للمشروع السكني "باسام الكبرى" (114 هكتار)، بملغ إجمالي قدره 3ر1 مليار درهم.
ويهم هذا المشروع المندمج الذي يشمل بناء وحدات سكنية اقتصادية واجتماعية من المستوى المتوسط (440 وحدة)، وإنجاز تجهيزات القرب، فضلا عن تجهيز عدد من التجزئات الأرضية.
ويوم 28 فبراير أدى أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، صلاة الجمعة، بالمسجد الكبير "ريفييرا " بالعاصمة الإيفوارية أبيدجان، وذلك بحضور عدد من أعضاء الحكومة الإيفوارية.
وبعد أداء صلاة الجمعة ، تفضل أمير المؤمنين بإهداء الجهات الإيفوارية المكلفة بتدبير الشؤون الدينية 10 آلاف نسخة من المصحف الشريف في طبعته الصادرة عن مؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف، قصد توزيعها على مختلف مساجد جمهورية الكوت ديفوار.
وتأتي هذه المجموعة من المصاحف كدفعة أولى في إطار تنفيذ التعليمات الملكية السامية، والقاضية بأن تقوم هذه المؤسسة بتزويد مساجد بلدان غرب إفريقيا بكل ما تحتاجه من مصاحف برواية ورش عن نافع، التي هي من الاختيارات المشتركة بين المغرب وهذه البلدان.
وفي نفس اليوم أشرف جلالة الملك ، مرفوقا بالوزير الأول لجمهورية الكوت ديفوار، بمركز لوكودجرو (جماعة أتيكوبي، شمال أبيدجان)، على إعطاء انطلاقة أشغال إنجاز قرية للصيد البحري، وذلك بكلفة قدرها 18 مليون درهم. وينسجم هذا المشروع ، تمام الانسجام ، مع الخطاب الهام الذي ألقاه جلالة الملك بمناسبة افتتاح المنتدى الاقتصادي الإيفواري-المغربي (24 و25 فبراير الجاري بأبيدجان)، والذي أكد فيه جلالته أن " هناك أيضا مشاريع تكتسي أهمية خاصة، رغم حجمها الصغير، وذلك نظرا لتأثيرها المباشر على المواطن، ولكونها تهدف لتحسين ظروف عيشه اليومي. وهذا ما ينطبق على مشروع قرية الصيد الذي نعطي انطلاقته هنا بكوت ديفوار". وستساهم قرية الصيد المستقبلية ، ذات الوقع الاجتماعي القوي، في إعادة هيكلة قطاع الصيد التقليدي، عبر تثمين وضمان جودة المنتوج والارتقاء بظروف عيش واشتغال الصيادين ومختلف العاملات بالقطاع . كما سيمكن هذا المشروع من إحداث مناصب شغل جديدة، والرفع من دخل المستفيدين، إلى جانب تحسين ظروف الصحة والنظافة، سعيا إلى تحقيق تنمية بشرية مستدامة ومندمجة. ويهم هذا المشروع المهيكل، الذي يعد بحق، قطبا للتنمية السوسيو- اقتصادية، بناء باحة لعرض الأسماك، ومصنعا للثلج، وغرفة مبردة، وفضاء لتدخين السمك وآخر للتخزين والصيانة، وقاعة متعددة الاختصاصات، ومستوصف، وحضانة، فضلا عن تهيئة منطقة للشحن. ويعكس هذا المشروع، الذي يعد نموذجا ناجحا للتعاون جنوب- جنوب، العزم الوطيد للمملكة المغربية على مصاحبة التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها جمهورية الكوت ديفوار، وذلك في إطار شراكة رابحة لكلا الطرفين.
كما يجسد الالتزام والرغبة القوية للمغرب في تعميق وتعزيز هذا النمط من الشراكة بشكل أكبر، عبر تنويع وتوسيع مجالات التعاون، إلى جانب اعتماد آليات مجددة تمكن المملكة من تقاسم الخبرة التي راكمتها في قطاعات محدثة للثروة وفرص الشغل.
كما ترأس صاحب الجلالة الملك ، مرفوقا باللسيد دانيال كابلان دانكان، بأبيدجان، حفل إطلاق اسم جلالته على طريق سريع بالعاصمة الإيفوارية.
وبهذه المناسبة، قام جلالة الملك والوزير الأول الإيفواري بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية للطريق السريع أبوبو- أنياما، الذي أضحى يحمل إسم "الطريق السريع محمد السادس"، تقديرا لشخص جلالة الملك ، وذلك تحت تصفيقات وهتافات الجماهير الغفيرة التي حجت لحضور هذه اللحظة الخالدة، التي تعكس متانة العلاقات التاريخية التي جمعت على الدوام بين المملكة المغربية وجمهورية الكوت ديفوار.
ويستعمل هذا الطريق، الذي يبلغ طوله 6ر4 كلم، 500 ألف مستعمل يوميا، بحيث يربط بين تجمعات حضرية يقطنها أزيد من مليوني نسمة.
ويعرف "الطريق السريع محمد السادس" أيضا، إنجاز أشغال لإعادة التأهيل التي ستنتهي في شهر يونيو 2014، وستمكن من تحسين إطار عيش وظروف التنقل بجماعتي أبوبو -أنياما، وإضفاء السيولة على حركة المرور على المقطع الرئيسي، وذلك من خلال رفع السرعة المرجعية من 30 إلى 60 كلم في الساعة وتقليص تكلفة استغلال العربات.
واليوم الإثنين، استقبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، بالإقامة الملكية بأبيدجان، رئيس الجمعية الوطنية لجمهورية الكوت ديفوار، السيد غيوم كيغبافوري سورو، وذلك قبيل مغادرة جلالته العاصمة الإفوارية متوجها إلى كوناكري في زيارة رسمية إلى جمهورية غينيا.