مرض متميز بحدوث نوبات عصبية ، تشنجية مفاجئة ومتكررة ، والمظهر الشائع لهذه النوبات أنها تصطحب بفقد الوعي وتشنجات تصيب الجسم كله.كما يتميز بحدوث تغيرات فيزيائية وكيميائية في خلايا المخ ، ينتج عنها نوبات متكررة من اضطراب السلوك أو اضطراب الوعي وهو أيضا اسم يطلق على مجموعة من الأمراض العصبية ويعرف بمرض السقوط ، مظهره الأساسي هو التشنج ، ونوباته مختلفة الشدة وأيضا مختلفة التكرار ، وهو اضطراب في الجهاز العصبي ، مرض الصرع يتضح في نوبات تقع للمريض على فترات غير منتظمة ، حيث يقع فيها المريض على الأرض مصحوبا بتقلصات عضلية , وفاقدا وعيه ، مع رغوة على فمه . وقبل حدوث النوبة يصاب المصروع بعلامات تمهيدية تتكون من ومضات من الضوء أو أصوات ذاتية ، أو لحظات من الغثيان ، أما النوبة الحقيقية فإنها تبدأ حين يصبح المريض متصلبا ، ويقع فاقد الشعور ، وبعد بضع ثوان تبدأ التشنجات في صورة انقباضات وارتخاءات إيقاعية للعضلات كما يظهر زبد اللعاب من حركة الفم ، وقد يعض اللسان نتيجة تحركات الفك التشنجية . والنوبة النموذجية تستغرق دقائق قليلة يظل المريض فاقدا لشعوره ، بعدها فترة من الزمن بينما بدنه في حالة استرخاء .
والعادة أن يكون الفرد عقب النوبة متعبا منهبطا , وقد أمكن إيضاح الأساس العضوي للصرع في السنوات الأخيرة بوساطة الرسم الكهربائي للدماغ الذي يسجل التغيرات التي تحدث في النشاط الكهربائي للدماغ ، وهي تسمى بالموجات الدماغية . ويختلف الرسم الكهربائي للدماغ لدى المصروعين عن رسم الأسوياء من الناس . وهو يساعد في تشخيص طراز الصرع ، وشدة الحالة المرضية ، وفي بعض الحالات تحديد الموضع الذي يبدأ منه الاضطراب في الدماغ .
أسباب الصرع
1 – الوراثة
تلعب دورا هاما في الإصابة بالمرض ، وفي تحديد نوعه ، ومدى تأثيره على المريض . ونسبة الوراثة في الصرع قليلة ، أو أنها تتراوح بين ( 2 – 2.5 % ).
2 – السن
يحدث الصرع في الأطفال بنسبة أكبر .
3 – الأسباب المرسبة
أ – تلف موضعي في المخ نتيجة للالتهاب أو الأورام أو التليف أو الإصابات وخاصة عند الولادة ، أو كسور الجمجمة.
ب – أمراض عامة مثل الحمى والتسمم البولي أو الفشل الكلوي أو الكبدي .
ج – اضطرابات التمثيل الغذائي مثل التسمم المائي ونقص السكر في الدم .
د – اضطراب الغدد الصماء مثل إفراز الغدد حول الدرقية الزائد .
ه- وقد يحدث أثناء النوم أو عند الاستيقاظ .
4 – الاضطرابات العاطفية
أما أسباب هذا النشاط الكهربائي غير السوي فليست معروفة على وجه يقيني وإن كانت مثل عوامل الوراثة ولإصابات الدماغ عند الولادة وغيرها من حالات التلف وأورام الدماغ قد ذكرت في تعليلها . والأرجح أنه ليس للصرع سبب واحد ولكن عدة أسباب تؤدي كلها إلى النتيجة النهائية نفسها تقريبا . كما أنه لا يوجد علاج شاف وحيد للصرع . ولكن بعض الحالات المنتقاة أمكن مساعدتها بجراحات المخ وأخرى بالعقاقير أو بتنظيم الغذاء .
أنواع الصرع
1 – النوبة الكبيرة
هي التي تسبقها علامات منذرة ، ثم يفقد المريض وعيه ، وتتوتر عضلاته ، ثم يتشنج ويضطرب تنفسه وتزرق أطرافه ، ثم يفيق وينام بعد التشنجات مباشرة ، أو قد يصيبه صداع عنيف ، أو نوبات غضب أو غيرها .
2 – النوبة الصغيرة
فيها يضطرب وعي المريض لفترة قصيرة ( ثانية أو ثانيتين ) ويتوقف كل نشاط له ، ثم يعاوده فورا ، وهو أكثر حدوثا في الأطفال (18) . وأثناءها لا يسقط المريض على الأرض ولا تحدث تشنجات أو تقلصات ولكنه يصاب بحالة يبدو فيها مذهولا ، كأنه قطع صلته فجأة بما كان يقوم به من نشاط ويشحب لونه ، وتزرق شفتاه ، ويتجه نظره إلى أعلى ، بحيث لا يظهر إلا بياض عينيه ، ويتوقف عما كان يقوم به من أعمال ، مثال القراءة أو المشي أو الأكل … إلخ . ثم يعود إلى ما كان يفعل وكأن شيئا لم يحدث ، ولا يتذكر شيئا مطلقا عما حدث أثناء النوبة .
وتحدث النوبة الصغرى مرات متعددة ومتكررة في اليوم ، ومع ذلك فلا تؤثر على انتباه المريض إلا في حالات قليلة جدا ، التي تحدث بصورة متعددة ، فتؤثر إذا كان تلميذا على تحصيله الدراسي إذا لم يبادر بالعلاج .
3 – نوبات جاكسون
تتصف بأنها تبدأ في ناحية واحدة من الجسم ، من موضع بذاته ( زاوية الفم أو الإبهام ) ثم تنتشر إلى ما يجاورها ، ولا يفقد المريض وعيه إلا إذا انتقلت إلى الناحية الأخرى – ودلالتها المرضية خطيرة .
4 – النوبات الحشوية
مثل القيء المتكرر ، أو التبول الاندفاعي المتكرر ، ويساعد في التشخيص إيجابية رسام المخ ، واضطراب الوعي المصاحب إن وجد ولو طفيفا .
5 – النوبات الحسية
مثل الهلوسات المؤقتة المتكررة ، وعادة ما تكون علامات منذرة للنوبة الكبيرة .
6 – النوبات النفسية
فقد يجري المريض وهو يصرخ ، وقد يقول أشياء تدل على رؤية الخيالات أو أشخاص ، وبعد دقائق يعود إلى حالته الطبيعية ولا يتذكر شيئا مما حدث .وقد يصاب المريض بحالة هياج وعدوان وتخريب لفترة قصيرة ثم يعود إلى حالته الطبيعية .وقد يدور المريض هائما حول نفسه ، بدون أي غرض أو هدف ، وقد يستجدي الطعام أو السرقة وهو غائب عن وعيه تماما ، وعندما يفيق .. يجد نفسه في مكان ما غريب ، دون أن يتذكر شيئا مما حدث .
7 – النوبة المستمرة
وهي تعني ، أي نوبة من النوبات السابقة ، إذا طالت أو تكررت في تلاحق.
علاج الصرع
ونظرا لأن نوبة الصرع قد تفاجئ المريض في أي وقت دون سابق توقع ، فإن المصروع ينصح دائما بأن يرافقه باستمرار أحد الناس حيثما يذهب خارج بيته حتى لا يصيبه حادث يضره ، فقد تصيبه النوبة وهو يقطع طريقا فتدهمه سيارة ، أو وهو يسبح في الماء فيغرق .. لذا حيثما كان احتمال ضرره من نوبة الصرع فلا بد أن يصحبه مرافق .
وينبغي أن نفرق هنا بين حالة الصرع وحالة الإغماء الهستيري أو التشنج الهستيري التي تشبه إلى حد كبير حالة الصرع باستثناء أن نوبة الهستيريا لا تصيب المريض إلا في المواقف التي تحقق له فيها كسبا وفائدة شخصية فالنوبات الهستيرية تصيب المريض في موقف يأمن فيه على نفسه ، ويكون عادة بين أفراد يهبون لمساعدته ، ويؤنبهم ضميرهم إن كانوا أساءوا إليه فلا يعودون لمثل هذه الإساءة ، خاصة إن كانت النوبة متسببة عن هذه الإساءة وعقبها مباشرة .
وهنا يبدو بوضوح ان المريض بالنوبات الهستيرية يستدعيها بإرادة لا شعورية عمدية تحقيقا لفوائد مقصودة وهروبا من وطأة مواقف ضاغطة انفعاليا إلى حالة من اللاوعي بها وبما يتعلق بها ، فيهرب عن طريقها من هذا الضغط ، ويتخفف منه .
وحيث أن علاج مريض الصرع يحتاج إلى وقت طويل، لذلك ينبغي أن يكون هناك إتصال مستمر بين الطبيب والمريض ، وبصفة منتظمة .وينبغي أن تنظم حياة المريض ، مع توافر الوقت الكاف من ساعات النوم ، وتجنب الأعمال والمواقف التي يتعرض فيها المريض للخطر ، مع ضرورة الالتزام بتعاطي الدواء بصفة منتظمة ومستمرة حسب إرشاد الطبيب المعالج.
الإرشادات اللازمة وقت حدوث النوبة :
1 – عدم المحاولة في التحكم في حركات المصاب .
2 – يوضع المصاب في رقدته على جانبه ، وجعل رأسه مائلة قليلا إلى الخلف للسماح للعاب بالخروج وتمكينه من التنفس ، مع فك الملابس عند الرقبة والحزام .
3 – يوضع بحذر منديل أو خافض لسان بين أسنانه كي لا يعض لسانه .
4 – يستحسن وضع وسادة غير لينة تحت رأس المصاب .
5 – عدم محاولة إعطاء أي دواء أثناء النوبة وعدم محاولة إيقاظه منها .
6 – يجب تهدئة روع المصاب قدر المستطاع بعد إنتهاء النوبة حيث يكون متعبا وخائفا .
7 – ينبغي تسجيل حالة المصاب أثناء النوبة ومدتها ، ثم تبليغ الطبيب المعالج بذلك .