تمكنت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي وضع تصورها ويرعاها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، بهدف القضاء على الفقر وتحسين مستوى عيش المواطنين، اجتماعيا واقتصاديا، مرة أخرى ، من إثبات نجاعتها وقيمتها المضافة بفضل المشاريع التي أطلقها جلالة الملك، اليوم الاثنين، بجهة الرباط- سلا- زمور- زعير. وهكذا، أشرف جلالة الملك على تدشين مركز للتكوين في فنون الطبخ بحي سيدي موسى بسلا، وإعطاء انطلاقة بناء مركب ثقافي بحي "سعيد حجي" بنفس المدينة، كما أشرف جلالته على تسليم شواهد استغلال قوارب جديدة لفائدة 72 من أرباب القوارب الذين يؤمنون العبور بين ضفتي نهر أبي رقراق.
وتروم هذه المشاريع التي رصدت لها استثمارات تفوق 23 مليون درهم، على الخصوص، تنمية قدرات الشباب، وتعزيز تجهيزات القرب، وتحسين إطار عيش الساكنة المحلية، والحفاظ على إحدى الحرف العريقة التي طبعت ومازالت تطبع، ذاكرة ساكنة العدوتين، الرباطوسلا. وهكذا سيمكن المركز الجديد للتكوين في فنون الطبخ (9ر5 مليون درهم)، الشباب في وضعية هشة، من استقرار اجتماعي أكبر واندماج اقتصادي ناجح، عبر منحهم تكوينات ملائمة في الطبخ وصناعة الحلويات والخبازة. كما سيتيح لكل شاب على حدة، التوفر على المعالم المحددة لاندماجه المهني، واكتساب قواعد الحياة الجماعية، وتنمية الثقة في النفس، وتطوير حسه الإبداعي وخياله ومهاراته. كما سيتمكن الشباب المستفيدون من المساهمة في مشاريع أفقية، من قبيل إنتاج أو تنشيط تظاهرات تمزج بين المجالات الثقافية والفنية. ولهذه الغاية، يشتمل المركز على ورشات تقنية ( الطبخ، صناعة الحلويات، الخبازة، المطعمة)، وقاعات للتكوين وفضاء للعروض و مكتبة و قاعة للاجتماعات وجناح إداري.
أما المركب الثقافي بحي "سعيد حجي"، الذي يشكل جزءا لا يتجزأ ضمن برنامج التأهيل الحضري المندمج لمدينة سلا 2014- 2016، فسيحفز الساكنة المحلية على ولوج بنيات التنشيط الثقافي والفني، كما سيشكل إطارا ملائما لبروز وتشجيع مواهب جديدة. وسيشتمل هذا المشروع، الذي سينجز في ظرف 12 شهرا بغلاف مالي إجمالي قدره 4ر14 مليون درهم، قاعة للمحاضرات و العروض ( 240 مقعدا)، وقاعة متعددة الاختصاصات، وقاعات للمطالعة للأطفال و الكبار، وقاعة متعددة الوسائط، وأخرى مخصصة للأنشطة الثقافية والفنية، ومكتبة، وفضاء للعرض، ومقصف.
وبنفس المناسبة، أشرف جلالة الملك، حفظه الله، على التسليم الرمزي لشواهد استغلال قوارب جديدة لفائدة 10 من أرباب القوارب الذين يشتغلون بين ضفتي نهر أبي رقراق. وتروم هذه العملية، التي تعد ثمرة شراكة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ووكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق، الرفع من مداخيل الأشخاص المستفيدين، وتحسين ظروف العبور بين الضفتين، إلى جانب الحفاظ على هذا النشاط العريق. وبهذه المناسبة، سلم المدير العام لوكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق، السيد المغاري الصقل لجلالة الملك، لوحة تسطر تاريخ حرفة أرباب القوارب بنهر أبي رقراق.
وتندرج مختلف مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية هذه، التي دشنها أو أعطى انطلاقتها جلالة الملك، أيده الله، في إطار مقاربة تروم الاستجابة لحاجيات الساكنة المستهدفة، من خلال إشراك الأطراف المستفيدة والفاعلين المحليين، ورصد ميزانيات اشتغال منتظمة، وعبر ضمان الالتقائية مع البرامج القطاعية، طبقا لرؤية مندمجة ذات عائدات اجتماعية إيجابية.