أكدت صحيفة ( اليوم التالي) السودانية أن " المملكة المغربية ، التي كان بإمكانها أن تدير ظهرها إلى إفريقيا بعد انسحابها من منظمة الوحدة الإفريقية ، ظلت تمد جذور التواصل مع الجوار الإفريقي سياسيا واقتصاديا وثقافيا ". وأوضحت الصحيفة في عمودها اليومي ( العالم الآن ) للكاتب الصحفي محمود الدنعو، أن المغرب يعد اليوم ثاني أكبر مستثمر بالقارة السمراء وأن الخطوط الجوية الملكية تتوفر على شبكة واسعة مقارنة بأي شركة طيران أخرى، إضافة إلى الانتشار الواسع لعدد من الأبناك والمقاولات المغربية.
وأشار صاحب العمود إلى أن السياسة الخارجية المغربية تجاه إفريقيا تستند إلى "عبارة ذهبية" لجلالة المغفور له الحسن الثاني الذي قال إن المغرب شجرة جذورها في إفريقيا وأغصانها تطل على أوروبا.
ولاحظت في السياق ذاته أن جلالة الملك محمد السادس " عمل على هذه العبارة منذ أن تولى العرش في 1999 ، حيث انخرط في سلسلة من الزيارات إلى الدول الإفريقية وإبرام العديد من اتفاقيات التعاون المشترك ، مستفيدا من الروابط التاريخية العميقة التي تربط المغرب ببلدان القارة خاصة دول الساحل والصحراء التي تضم العديد من مريدي الطريقة التيجانية الصوفية الأوسع انتشارا في المغرب".
وعلى المستوى السياسي ، يضيف كاتب العمود ، أسهم المغرب في فض النزاعات في إفريقيا عبر مساع جدية وإرسال قوات إلى بعض البلدان كما هو الشأن بالنسبة لجمهورية إفريقيا الوسطى التي تشهد أحدث النزاعات في القارة، مؤكدا أن التدخل المغربي " يجد التأييد من قبل الأفارقة لاسيما في الملف المالي ، حيث ترعى المملكة جهودا للمصالحة ما بين الحكومة المركزية وحركة تحرير الأزواد من أجل استقرار ووحدة مالي".
وذكرت الصحيفة في هذا الصدد بالاستقبال الذي خص به جلالة الملك محمد السادس مؤخرا بالرباط وفدا من حركة الأزواد ، مبرزة أن جلالته أكد بالمناسبة " حرص الرباط على وحدة واستقرار مالي ، وأن التوصل الى حل توافقي كفيل بالتصدي لحركات التطرف والإرهاب".