ترأس المغرب، أمس الخميس بنيويورك، حفل إطلاق "الدليل العملي لمسلسل الانتقال السياسي والعدالة والحقيقة والمصالحة بالفضاء الفرنكفوني". وتهدف هذه التظاهرة الخاصة، المنظمة بمبادرة من المنظمة الدولية للفرنكفونية، بتعاون مع البعثة الدائمة للمغرب بالأممالمتحدة، ومكتب المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المعني بمنع الإبادة الجماعية، إلى معرفة أفضل للتجربة الفرنكوفونية وخصائصها ومساهمتها في إغناء تنوع الثقافة القانونية.
وبهذه المناسبة، اعتبر الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة محمد لوليشكي، بصفته رئيس مجموعة السفراء الفرنكفونيين بنيويورك، أن العدالة الانتقالية تشكل "مرحلة جد هامة في حياة أمة خرجت للتو من نزاع أو أزمة أو أنها بصدد التحول إلى الديموقراطية".
وأضاف، في كلمة أمام نظرائه السفراء وموظفي الأممالمتحدة وممثلي المنظمة الدولية للفرنكفونية، أن العدالة الانتقالية تسمح في المقام الأول ب "إثبات الحقيقة والمسؤوليات وتمكن من المصالحة الوطنية".
وأشار إلى أنه بالفضاء الفرنكفوني هناك "أزيد من عشرين تجربة كل واحدة من بينها لديها خصوصياتها، وملامحها المحددة، وسياقها التاريخي، ووضع هذه التجارب المتعددة في المصالحة الوطنية رهن إشارة باقي الدول الفرنكفونية يساعدها حين تقرر وضع آلية للمصالحة والحقيقة والعدالة على الاستفادة من تجارب باقي الأمم".
وتابع أن العدالة الانتقالية لم تعد "ضرورة وطنية" فقط، وإنما أيضا "مطلبا دوليا"، بالنظر إلى أن الأممالمتحدة والمؤسسات المالية الدولية والشركاء الثنائيين والمنظمات الإقليمية والجهوية أصبحت تقدم المصالحة الوطنية على أنها شرط أساسي لخلق فضاء للحريات وتعزيز الديمقراطية.
وفي مداخلة له بهذه المناسبة، هنأ نائب الأمين العام للأمم المتحدة ومستشاره الخاص المعني بمنع الإبادة الجماعية، أداما ديانغ، المغرب على "انتخابه لرئاسة تشكيلة جمهورية إفريقيا الوسطى للجنة تعزيز السلام".
ودعا في هذا الصدد إلى التعبئة الجماعية من أجل انتشال هذا البلد الذي ينتمي للفضاء الفرنكفوني من الصراعات العرقية الواسعة النطاق وحماية السكان المدنيين، خصوصا النساء والأطفال، من الفظائع المرتكبة".
وشكل اللقاء مناسبة لتقديم ثلاث تجارب في المجال، المغربية والطوغولية والإيفوارية، تلى ذلك نقاش أشادت خلاله العديد من الوفود الحاضرة ب"فرصة إطلاق هذا الدليل"، الذي سيشكل "مصدر إلهام بالنسبة لتجارب أخرى، وآلية ستمكن من تبادل المعلومات الجيدة واستخلاص الدروس العملية".
ويشكل الدليل، الذي يرصد بشكل شامل كل المبادرات الموجودة أو المرتقبة بالبلدان الفرنكفونية، مرجعا "فريدا من نوعه"، يقدم المساهمة الفرنكوفونية في قضايا الانتقال السياسي والعدالة والحقيقة والمصالحة.
كما يستعرض المقاربة والاستراتيجية الفرنكفونية حول هذه القضايا، والأنماط العملية لتنفيذ هذه المقتضيات وتنوعها الكبير.