قال محمد ضريف، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني، إن توالي سحب الاعتراف بالجمهورية الصحراوية المزعومة، هو نتيجة الدبلوماسية الجديدة والفعالة التي أصبح ينتهجها المغرب تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأضاف السيد ضريف، حسب ما اوردته و م ع، على خلفية سحب جمهورية جزر موريس اعترافها بالجمهورية الوهمية، أن هذا القرار هو أيضا نتيجة لمتغيرات منها طبيعة الدبلوماسية الجديدة التي "تسعى بقوة إلى أن تكون حاضرة وأنت تتواصل مع جميع الدول بما فيها الدول التي تم تغليطها فيما يتعلق بحقيقة الخلاف حول الصحراء المغربية".
وأبرز الأستاذ ضريف أن سحب جمهورية جزر موريس ودول أخرى لاعترافها يفسر أيضا "بقوة المقترح المغربي للحكم الذاتي الذي أصبح يحظى بالمصداقية من طرف العديد من القوى الكبرى، إضافة إلى كون مواقف الدول الكبرى صارت تؤثر على مواقف الدول الصغيرة في هذا الملف".
من جهته قال منار السليمي، أستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق أكدال بالرباط، إن سحب جمهورية جزر موريس اعترافها بالجمهورية الوهمية يؤكد الإقرار المتنامي بواقعية وجدية ومصداقية المقترح المغربي للحكم الذاتي.
وأضاف الأستاذ السليمي، في تصريح لذات الوكالة على خلفية قرار جمهورية جزر موريس سحب اعترافها بالجمهورية الصحراوية المزعومة، أن هذه الخطوة تأتي في سياق خطوات مماثلة لمجموعة من الدول التي "وضعت مسافة مع الكيان المصطنع، واحتكمت إلى الشرعية الدولية وقواعد القانون الدولي، وأقرت بواقعية وجدية ومصداقية المقترح المغربي للحكم الذاتي".
وأكد الأستاذ الجامعي أن مبادرة مجموعة من الدول سحب اعترافها بالجمهورية المزعومة "يشكل صفعة للجزائر والبوليساريو"، داعيا الدبلوماسية المغربية إلى توظيف قرارات سحب الاعتراف المتلاحقة "في إطار دبلوماسية تنبني على استراتيجية معنوية لتعزيز وتثبيت الموقف المغربي ضد الخصوم والمنتقدين".
إلى ذلك قال عبد العزيز قراقي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس السويسي بالرباط، إن سحب جمهورية جزر موريس اعترافها بالجمهورية الصحراوية المزعومة يجسد نجاعة الدبلوماسية المغربية.
وأضاف الأستاذ قراقي، حسب ما اوردته و م ع، أن هذا القرار يعزز الجهود التي تبذلها المملكة على صعيد القارة الإفريقية.
وبعد أن أبرز الدعم المتواصل للمغرب وتضامنه الفعال مع الدول الإفريقية، أشار الأكاديمي المغربي إلى أن المملكة أصبحت مرجعا وشريكا أساسيا لإفريقيا، سواء بالنسبة لمنظمة الأممالمتحدة أو بالنسبة للقوى الدولية الكبرى، وذلك بالنظر إلى تجربتها في مجال العدالة الانتقالية والمصالحة والانتقال الديمقراطي.
وقد أعلنت حكومة جمهورية جزر موريس سحب اعترافها بالجمهورية الصحراوية المزعومة، في إطار مراجعة لموقفها بشأن عدد من القضايا الدولية.
ويذكر أن ما يسمى بنزاع الصحراء "الغربية" هو نزاع مفتعل مفروض على المغرب من قبل الجزائر.
وتطالب (البوليساريو)، وهي حركة انفصالية تدعمها السلطة الجزائرية، بخلق دويلة وهمية في منطقة المغرب العربي.
ويعيق هذا الوضع كل جهود المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى حل لهذا النزاع يرتكز على حكم ذاتي موسع في إطار السيادة المغربية، ويساهم في تحقيق اندماج اقتصادي وأمني إقليمي.