أثار خبر نقل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الى فرنسا مجددا للعلاج قبل 48 ساعة من آخر موعد لدعوة الهيئات الناخبة، تساؤلات عدة حول حقيقة وضعه الصحي في وقت يدعوه حزبه للترشح لولاية رابعة. فبينما اعلنت الرئاسة الجزائرية ان نقل بوتفليقة إلى باريس اجراء كان مبرمجا "لاجراء فحص روتيني" وانه سيعود الى الجزائر الجمعة، انتقدت بعض الصحافة الجزائرية وبعض المتتبعين للشأن العام بالبلاد تكتم المسؤولين عن خطورة الوضع الصحي للرئيس، ومن ذهب البعض حد القول ان هناك رغبة في إخفاء الحقيقة بوتفليقة حول مرض الرئيس "الذي ادخل البلاد في شلل تام وغير مسبوق".
ويفترض ان يدعو رئيس الجمهورية الهيئة الناخبة قبل 90 يوما من موعد الإقتراع اي في 16 او 17 يناير، حيث يرتقب تنظيم الانتخابات الرئاسية في 16 أو 17 ابريل المقبل تطبيقا لأحكام قانون الانتخابات لكون الولاية الرئاسية الحالية تنتهي يوم 16 ابريل، بحسب ما اوضحت وكالة الانباء الجزائرية.
ويبقى امام بوتفليقة (77 سنة) 45 يوما قبل الانتخابات ليعلن ترشحه لولاية رابعة كما يطالبه حزبه جبهة التحرير الوطني واحزاب اخرى موالية له.
واعلنت الرئاسة الجزائرية ان نقل بوتفليقة الى المستشفى العسكري فال دوغراس في باريس اجراء كان مبرمجا "لاجراء فحص روتيني" وانه سيعود الى الجزائر الجمعة.
وأوضح بيان الرئاسة ان "الوضع الصحي العام لرئيس الجمهورية يتحسن بصفة مؤكدة وبالتدريج".
وكان بوتفليقة امضى 80 يوما في 2013 للعلاج في فرنسا بعد اصابته بجلطة دماغية، كما سبق ان تلقى العلاج في فال دوغراس في 2005 بسبب نزيف معوي قال انه "شفي تماما منه".
وبحسب صحيفة الخبر فان الرئيس بوتفليقة وقع مرسوم دعوة الهيئة الناخبة "قبل نقله للعلاج في فرنسا الاثنين".
وأوضحت الخبر انه "من شان الحلقة الجديدة في ملف مرض الرئيس ان تبعث الجدل ليس حول عدم ترشح بوتفليقة لولاية رابعة، لان ذلك اضحى في حكم المؤكد بالنسبة للكثيرين, وإنما حول قدرته البدنية على استكمال الشهرين المتبقيين من الولاية الثالثة".
واضافت الصحيفة "كان لافتا في آخر اجتماع لمجلس الوزراء ان سابع الرؤساء متعب، إلى درجة انه لا يقوى على إسماع صوته لمحدثيه".
اما صحيفة الشروق فلاحظت ان "الرئيس بوتفليقة (...) يعود الى المستشفى في وقت دخلت فيه الساحة السياسية حالة من الترقب (...)قبل انطلاق سباق الرئاسيات بصفة رسمية".
وتساءلت صحيفة الوطن في صفحتها الاولى "هل اخفوا الحقيقة؟" حول مرض الرئيس "الذي ادخل البلاد في شلل تام وغير مسبوق".
وطرحت صحيفة "ليبرتي" الاستفهام نفسه: "اذا كانت صحة الرئيس لا تستدعي القلق فلماذا ينقل الى فال دوغراس 48 ساعة قبل استدعاء الهيئة الناخبة؟".
ومنذ عودته من رحلة العلاج الطويلة في فرنسا في 16 يوليو لم يشارك بوتفليقة في اي نشاط سياسي ولا يظهر الا في التلفزيون الرسمي مستقبلا زواره خاصة نائب وزير الدفاع رئيس اركان الجيش الفريق قايد صالح الذي يستقبله بشكل مستمر.
ومن الاجانب استقبل بوتفليقة رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي ورئيس حركة نداء تونس الباجي قايد السبسي مرتين، ورئيس الوزراء الفرنسي جان مارك ايرولت, بالاضافة الى المبعوث الاممي الى سوريا الاخضر الابراهيمي.
وكان ايرولت الوحيد الذي ادلى بتصريح حول الحالة الصحية لبوتفليقة، مبرزا "شجاعته" بعد المرض الذي اصابه ومؤكدا انه "متابع جيد لجميع ملفات".
كما لم يعقد بوتفليقة الذي حطم الرقم القياسي في المكوث على راس الدلولة الجزائرية، سوى اجتماعين لمجلس الوزراء خلال سنة 2013، وهو الوحيد المؤهل دستوريا لرئاسة هذا الاجتماع الضروري لتمرير القوانين.
ولم يوجه الرئيس بوتفليقة اي خطاب منذ تحدث في مايو 2012 في سطيف بالشرق الجزائري معلنا ان "جيلي تعب" ما جعل البعض يعتبر ذلك مؤشرا الى انسحابه من الساحة السياسية.
لكن الحزب الذي يرأسه جبهة التحرير الوطني صاحب الاغلبية في المجلس الشعبي الوطني (208 نائبا من اصل 462) يصر على ترشيحه لولاية رابعة.
واكد الامين العام للحزب عمار سعداني انه "مقتنع ومتاكد" ان بوتفليقة سيترشح وان المرض لن يمنعه من ذلك.
وسبق ان اعلنت 19 شخصية ترشحها للانتخابات الرئاسية، لكن المنافس الابرز لبوتفليقة في حال ترشحه هو رئيس الحكومة الاسبق علي بن فليس الذي توارى عن الساحة السياسية منذ هزيمته في انتخابات 2004.
وينتظر ان يعلن بن فليس ترشحه الاحد المقبل امام تجمع لمناصريه.