قال مسؤلون وخبراء إن سعوديا يتزعم جماعة منبثقة عن تنظيم القاعدة، اعتقل في لبنان هذا الأسبوع، كان من جامعي الأموال الرئيسيين في الخليج للمقاتلين الذين يسعون للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. واحتجز الجيش اللبناني ماجد بن محمد الماجد زعيم كتائب عبد الله عزام التي أعلنت مسؤوليتها عن تفجيرين انتحاريين استهدفا السفارة الإيرانية في بيروت في نوفمبر الماضي.
وجاء الهجوم في إطار تصاعد موجة العنف في لبنان التي يبدو انها امتداد للصراع الدائر في سوريا. وفي أحدث هجوم قتل خمسة في انفجار سيارة ملغومة في معقل للشيعة في جنوببيروت الخميس.
وقال ليث الخوري من مجموعة فلاش بارتنرز الخاصة، التي ترصد مواقع المتشددين، إن الماجد كان وراء جزء كبير من تمويل الجهاديين الذين يقاتلون في سوريا.
ويقول مسؤولون أميركيون وأوروبيون إن أغلب الفصائل السنية التي تقاتل قوات الأسد ومنها جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام وكلاهما على صلة بالقاعدة تلقى تمويلا بدرجة كبيرة من أسر ثرية في السعودية ودول الخليج.
وقال مسؤول أميركي، طلب عدم الكشف عن هويته، إن اعتقال الماجد "يمثل انتكاسة مؤقتة على الأقل لكنه بالتأكيد ليس ضربة قاتلة لسرايا زياد الجراح وهي واحدة من أقوى الجماعات الإرهابية في لبنان".
وأضاف المسؤول "تحت قيادة الماجد صدرت الجماعة درجة من العنف الطائفي من الحرب الدائرة في سوريا إلى لبنان باستهداف مصالح إيرانية ومصالح حزب الله. وفي الوقت نفسه هذا فصيل أظهر صموده في الماضي ونواب الماجد المخضرمون قد يترقون في غيابه".
ويقول مسؤولون أميركيون إن الحكومة السعودية بذلت جهودا كبيرة لمنع جمع المال للمتشددين الإسلاميين في سوريا لكن حكومات دول خليجية أخرى كانت أكثر تسامحا.
وقال الخوري إنه على مدى العامين الماضيين كان جامعو أموال في الكويت عادة ما يستخدمون حسابات مصرفية كويتية ينشطون في جمع المال للقوات التي تقاتل الأسد باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيسبوك ويوتيوب وسكايب.
وفي يونيو 2012 أصدر الماجد رسالة صوتية انتقد فيها الحكومة السعودية لتهديدها حملة لجمع الأموال أطلقها عدد من رجال الدين الوهابيين في الخليج لدعم المقاتلين في سوريا.
ويقول الخوري إن الماجد في رسالته الصوتية حث مستمعيه على التبرع للمقاتلين في سوريا قائلا إنه لا احد يمكنه منعهم من دعم "أشقائنا في سوريا" وأن كل شخص يمكنه جمع المال من معارفه وأقاربه ومن النساء وتوصيله لمن يثق بهم في سوريا والدول المحيطة بها.
وقال الخوري إن الماجد استمر، كاشفا صلة بالكويت، قائلا إن الذي لا يعرف أحدا يقدم له المال فإن الكويت بها نشاط جيد في جمع المال للمقاتلين السوريين يقوده علماء دين معروفون واسماؤهم معلنة والوصول إليهم سهل.
وقال الخوري إن الماجد هدد ضمنا في تسجيل صوتي آخر صدر في غشت عام 2012 الشيعة اللبنانيين الذين يدعم حلفاؤهم الأساسيون وهم إيران وجماعة حزب الله قوات الأسد في سوريا.
وفي العام الماضي اعلنت الولاياتالمتحدة رسميا اعتبار كتائب عبد الله عزام، التي تحمل اسم أحد مؤسسي القاعدة المقربين لأسامة بن لادن، منظمة ارهابية أجنبية.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن الجماعة منقسمة إلى فرعين أحدهم هو سرية يوسف العييري، التي سميت على اسم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية ومقره اليمن، والآخر هو سرايا زياد الجراح ومقره لبنان والذي سمي على اسم أحد مختطفي الطائرات في هجوم 11 سبتمبر أيلول 2001 على نيويورك وواشنطن.