أجمع عدد من البرلمانيين المغاربة والفرنسيين خلال جلسة عمل نظمت، اليوم الجمعة بالرباط، في إطار المنتدى البرلماني الأول المغربي- الفرنسي، أن الاستقرار السياسي الذي ينعم به المغرب وسعيه الحثيث إلى ترسيخ قيم الحداثة والديمقراطية والانفتاح، يجعل منه واحة للأمن والسلم في المنطقة. وأوضح هؤلاء البرلمانيون أثناء الجلسة التي ناقشت موضوع "الديمقراطية والأمن في المنطقة الأورو- متوسطية"، أن المغرب تمكن بفضل تفرده وتاريخه الديمقراطي والتوافق السياسي المتميز الذي يسوده، من تجاوز المنزلقات التي آلت إليها بعض دول المنطقة إبان ما يصطلح عليه ب "الربيع العربي".
بل وأكثر من ذلك - يضيف المتدخلون - جعل المغرب من هذه المرحلة المشهودة في تاريخ الأمم العربية، مناسبة سانحة للارتقاء بمنظومة حقوق الإنسان وتوسيع مجال الحريات وتعزيز الصرح الديمقراطي بدستور جديد متقدم للغاية من حيث المضامين التي جاء بها.
وأشاروا إلى أنه، وفي ظل تزايد الخطر الإرهابي الذي أضحى يخيم على المنطقة برمتها، لاسيما منطقة الساحل والصحراء، فإن المملكة أصبحت تشكل، أكثر من أي وقت مضى، واحة يسودها الأمن والسلم والاستقرار، وأحد الحلفاء الاستراتجيين في الحرب التي تخوضها الدول الغربية، وفي مقدمتها فرنسا، على معاقل الإرهاب ومنظماته، وخاصة "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي".
وحرص البرلمانيون المتدخلون على التنويه بعلاقات الصداقة المتينة التي ما انفكت تجمع المغرب بفرنسا، والطفرة النوعية التي شهدتها خلال الفترة الأخيرة بفضل جهود قائدي البلدين ، والسعي إلى جعل التعاون الثنائي نموذجا يحتدى بالنسبة لدول المنطقة، مبرزين التطور المتزايد الذي تشهده الشراكة الاقتصادية، بالنظر لتواجد العديد من الشركات والمقاولات الفرنسية الكبرى بالمغرب وحجم التبادل التجاري الهام بين البلدين.
وأكدوا في هذا الصدد أن الوضع المتقدم الذي يتمتع به المغرب من طرف الاتحاد الأوروبي يجعل منه شريكا متميزا على مستوى المنطقة، ويقتضي بالضرورة تكثيف الدعم والمساندة التي يحظى بها من طرف دول الاتحاد في مختلف المجالات.
وفي هذا السياق، أجمع أعضاء من الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ الفرنسيين المشاركين في هذه الجلسة، على الإشادة بالدعم النوعي الذي حظيت به فرنسا من طرف المغرب أثناء تدخلها العسكري في مالي، سعيا منها إلى محاربة فلول الإرهاب التي اجتاحت البلاد، منوهين بالدعم الكبير الذي قدمته المملكة لهذا البلد الإفريقي، وبكل الجهود التي ما فتئت تبذلها لتجسيد الشراكة جنوب- جنوب في أبعادها السياسية والاقتصادية والثقافية.
من جانبهم ، أبرز البرلمانيون المغاربة الجهود التي ما فتئت تبذلها المملكة من أجل التدبير الأمثل لقضية الهجرة، والإجراءات الملموسة التي اتخذتها خلال الآونة الأخيرة بغية الارتقاء بوضعية المهاجرين وتمكينهم من حقوقهم كاملة غير منقوصة، أخذا بعين الاعتبار الموقع الجيو- استراتيجي الهام للمغرب وكونه حلقة الوصل الجغرافي الأبرز بين الضفتين الشماليةوالجنوبية للحوض المتوسطي، وما يطرحه ذلك من إشكالات ميدانية في مجال محاربة الهجرة غير المشروعة.
وترأس افتتاح المنتدى البرلماني المغربي الفرنسي كل من رئيس مجلس النواب السيد كريم غلاب ورئيس مجلس المستشارين السيد محمد الشيخ بيد الله ورئيس الجمعية الوطنية الفرنسية السيد كلود بارتلون، ورئيس مجلش الشيوخ الفرنسي جان بيير بيل.
ويندرج هذا المنتدى في إطار الإرادة المشتركة للبرلمانين المغربي والفرنسي لتعزيز الحوار والتشاور بينهما حول القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، وتعميق التعاون وتبادل الخبرات والتجارب بين البرلمانيين المغاربة ونظرائهم الفرنسيين.