يبدو أن مسؤولي الجزائر قد أصيبوا جميعا بالهذيان، جراء ردة الفعل التي أظهرها المغرب مباشرة بعد رسالة بوتفليقة إلى المجتمعين في أبوجا نهاية الشهر الماضي، وما تلا ذلك من قرارات تمثلت أساسا في استدعاء السفير عبد الله بلقزيز من الجزائر للتشاور، كما خرج مئات المغاربة في مسيرات عفوية ووقفات احتجاجية أمام قنصلية الجزائر بكل من الرباطوالدارالبيضاء. واليوم، وفي خرجة إعلامية جديدة، قال وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، وبعدما مر اكثر من اسبوع على حادث إنزال العلم الجزائري من قبل أحد المهاجرين المغاربة في ايطاليا، والذي بالمناسبة اعتقل وتم إيداعه السجن بالدارالبيضاء، هاهو الوزير يستيقظ متأخرا ليصف المغرب بأنه "وضع نفسه في مأزق".
ونسي أن المأزق الكبير هو ذلك الذي توجد فيه الجزائر، التي طالما صرحت أنها غير معنية بملف الصحراء ومسار المفاوضات بين المغرب والبوليساريو، قبل أن تعلنها صراحة من خلال رسالة مشؤومة للرئيس الجزائري بوتفليقة في مؤتمر أبوجا الداعم للانفصاليين، وهي الرسالة التي اعتبرت تحرشا واضحا بوحدتنا الترابية.
الوزير المخبول، أكد في لقاء شهري مع الصحافة المعتمدة في بلاده وحضره أيضا وزير الاتصال الجزائري، أن المغرب "وضع نفسه في مأزق"، بسبب ما أسماه "اجتياح" القنصلية الجزائرية في الدارالبيضاء في الأول من نوفمبر الجاري. وقال لعمامرة: "عندما يتم الاعتداء على الحصانات الدبلوماسية بهذه الطريقة فان كل المجتمع الدولي معني بالقضية.. لقد انفجرت أزمات كبيرة بسبب أفعال مثل هذه".
وذهب الوزير في تحليلاته أن الشخص الذي أزال العلم الجزائري من أعلى مبنى القنصلية الجزائريةبالدارالبيضاء، أقدم على تمزيقه، والحال أنه لم يفعل، فقط أنزل العلم ووضعه على سور البناية، قبل أن تعتقله عناصر الشرطة وتحيله على السجن في انتظار محاكمته، كما أن شكوكا تحوم حول هذا الشخص من أن المخابرات الجزائرية هي التي تقف وراءه، وهي التي دفعته إلى القيام بذلك لتأزيم الوضع وتأجيج الغضب، في الوقت الذي من حق المغرب أيضا متابعة الذين أحرقوا العلم المغربي، قضائيا وهم شباب جزائريون مدفوعون من قبل المسؤولين في قصر المرادية.