قامت مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، اليوم الجمعة بالسجن المحلي (بوركايز) بفاس، بتوزيع العديد من المواد والمعدات والآليات ومبالغ مالية على مجموعة من السجناء السابقين من حاملي المشاريع، وذلك في إطار مبادرة الرعاية اللاحقة التي اعتمدتها المؤسسة من أجل إعادة إدماج هذه الفئة في الحياة الأسرية والمهنية. وقد استفاد من هذه العملية 28 من السجناء السابقين المفرج عنهم من حاملي المشاريع في مختلف المهن، خاصة في مهن التلحيم والكهرباء والبناء والحلاقة والخياطة وبيع المواد الغذائية وغيرها. وتروم مبادرة دعم ومساعدة السجناء المفرج عنهم، التي يشرف عليها مركز الرعاية اللاحقة بفاس، التابع لمؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، تقديم الدعم والمساعدة لهذه الفئة التي برهنت طيلة مدة اعتقالها عن إرادة قوية في إعادة الاندماج وإنجاز مشاريع خاصة بها. وحسب السيد خالد عزمي، منسق مركز الرعاية اللاحقة بفاس، فإن هذا المركز سيقوم بتتبع حاملي هذه المشاريع الصغيرة ومساعدتهم على حل مختلف المشاكل التي قد تواجههم، وذلك بهدف ضمان نجاح مشاريعهم واندماجهم في الحياة المهنية والأسرية. وأضاف أن أزيد من 60 من السجناء السابقين بفاس استفادوا من الرعاية اللاحقة، من خلال دعمهم ومساندتهم في تحقيق مشاريعهم، مشيرا إلى أن العديد من المستفيدين خاصة من السجناء الشباب المفرج عنهم تمكنوا من النجاح في إنجاز مشاريعهم، وبالتالي اندمجوا بشكل جيد في الحياة المهنية وأضحوا يساهمون في تنمية البلاد. ومنذ تأسيسها سنة 2002 ظلت مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء تعمل على بلورة مبادرات ومشاريع تروم تكريس ثقافة المساعدة الاجتماعية والرعاية اللاحقة للسجناء، وذلك لتمكين نزلاء المؤسسات السجنية من اكتساب مهارات وكفاءات تساعدهم على الاندماج في سوق الشغل وتحمل مسؤولياتهم والمساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلاد. ومكنت مبادرة تأسيس "مراكز الرعاية اللاحقة" بمختلف جهات المملكة، والتي أنيطت بها مهمة مساعدة المفرج عنهم عن طريق المصاحبة الاجتماعية والتتبع من أجل تيسير إعادة إدماجهم في المجتمع كأشخاص أسوياء شأنهم في ذلك شأن باقي أفراد المجتمع، من مصاحبة انطلاقة 769 من المشاريع الصغيرة في إطار التشغيل الذاتي وذلك خلال الفترة ما بين 2012 و2013 حيث تم إدماج 1203 من السجناء المفرج عنهم لدى مقاولات شريكة في هذه المبادرة بالإضافة إلى تسجيل 700 شاب بمراكز التكوين المهني وإنعاش الشغل فضلا عن إدماج 428 من القاصرين المفرج عنهم في النظام التعليمي. وبفضل هذه المراكز فإن 27 ألف و637 من السجناء تمكنوا من متابعة دراساتهم (محاربة الأمية التعليم غير النظامي التعليم الابتدائي والثانوي والجامعي)، كما أن 9843 من السجناء المفرج عنهم تمكنوا من إيجاد مناصب شغل في العديد من القطاعات بينما نجح 2377 منهم في إنجاز مشاريعهم الخاصة. وانطلاقا من المصاحبة الاجتماعية التي تؤمنها هذه المراكز خصوصا عن طريق تمتين الروابط مع الأسر والمشغلين والسلطات والجماعات المحلية وبعض مكونات المجتمع المدني فإن عملية إعادة الإدماج أصبحت تحقق للمفرج عنهم كل الظروف التي تشعرهم بمواطنتهم الكاملة وتيسر لهم سبل الاندماج والمساهمة في التنمية الشاملة للمغرب. كما تقوم هذه المراكز بمصاحبة السجناء المفرج عنهم خارج أسوار السجون، من خلال دعمهم ومساعدتهم في مجال البحث عن السكن أو الحصول على الوثائق الإدارية أو البحث عن الشغل أو لتسوية بعض المشاكل العائلية وغيرها.