انتقدت صحيفة "لوموند" الفرنسية اليوم الجمعة اعتداء مجموعة من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي بباريس على الكاتب علاء الأسواني بمعهد العالم العربي بالعاصمة الفرنسية باريس. وقالت "لوموند" إن التوتر السياسي الذي تشهده مصر عبر إلى البحر المتوسط، حيث قام نحو 30 من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، الذي أطيح به فى يوليو الماضي، بإيقاف وبوحشية -على حد وصفها- المحاضرة التي كان يلقيها الأسواني أول أمس الأول الأربعاء في مقر معهد العالم العربي.
وأضافت الصحيفة الفرنسية أن الأسواني - صاحب رواية "عمارة يعقوبيان"، الأكثر مبيعا، و"المعروف بتأييده للسلطات الجديدة في مصر"، - كان يلقي بالمعهد محاضرة أدبية قبل خروج روايته الجديدة التي تحمل عنوان "نادي السيارات" بنسختها الفرنسية فى شهر فبراير القادم، والتي نشرتها دار "أكت سود" الفرنسية للنشر.
وأشارت إلى أنه وبمجرد أن بدأ الأسواني في الحديث، تم تعطيل المحاضرة من قبل "العشرات من مثيري الشغب المواليين لمرسي"، والذين رددوا هتافات مناوئة له، وحينها نصح رجال أمن معهد العالم العربي الروائي المصري بمغادرة القاعة على عجل.
ونقلت "لوموند" عن أحد المسئولين بمعهد العربي بباريس قوله "إن لم يتم إجلاء الأسواني من القاعة، لكان(أنصار مرسي) اعتدوا عليه بالضرب"..معربا عن غضبه من تلك الأفعال.
وأضاف المصدر المسئول بالمعهد والذي لم تذكر الصحيفة اسمه أن معهد العالم العربي لم يشهد مشاكل من هذا النوع حتى في الأوقات الأكثر سخونة من الربيع العربي.
وتابع "أن الأمر المحزن أن ينقل المصريون خلافاتهم إلى معهد العالم العربي"،حسب الصحيفة.
إلى ذلك أكد الكاتب والروائي الدكتور علاء الأسواني أن المصريين انتقوا وتيرة الديمقراطية، مشيرًا إلى أن الفرنسيين لديهم صورة مشوهة، عما تشهده مصر حاليًا.
وقال الأسواني، فى حديث نشرته اليوم الجمعة صحيفة "لاكروا" الفرنسية عبر صفحتها الإلكترونية: إن الرئيس المعزول محمد مرسى قام فى الثانى والعشرين من نوفمبر الماضى بعد انتخابة بعدة أشهر بإصدار "الإعلان الدستوري" الذي سمح له، بأن يجمع بين السلطتين التنفيذية والتشريعية.
وأشار إلى أن هذا مرسوم منع القرار الذي اتخذته العدالة بحل الجمعية التأسيسية للدستور ومجلس الشورى، كما ألغى الديمقراطية، لأنه وضع قرارات الرئيس فوق القانون.
وأوضح أن المحكمة الدستورية العليا قضت بإلغاء ذلك الإعلان الدستوري، لأنه كان غير قانوني، ولكن مرسى لم يحترم ذلك كما تجاوز مهامه.
وتساءل الأسواني: "إذا فعل الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند نفس الشيء، ماذا سيكون رد فعل الفرنسيين؟!".
وعن رؤيته للوضع الحالي بمصر، قال الأسواني إنه "متفائل وقلق" في نفس الآن، فمن ناحية، هناك الحرب التي تشنها جماعات إسلامية متطرفة، تقوم بقتل الجنود المصريين كل يوم بسيناء، بالإضافة إلى أن أعضاء في جماعة "الإخوان" هاجموا أقسامًا للشرطة لكسر الدولة "وفي هذه الحالة، ليس لدي خيار سوى دعم الدولة، وإلا بلدي ستصبح مثل سوريا أو الصومال".
وردًا على سؤال حول إجبار مرسى على مغادرة الحكم، أوضح الأسواني انه لا توجد ديمقراطية إذا كان البرلمان لا يستطيع التعبير عن عدم الثقة بالحكومة "ومع ذلك، تم حل البرلمان من قبل المحكمة العليا، وهذا هو السبب في أننا، في المعارضة، أطلقنا حملة التوقيع التي جمعت 22 مليون توقيع".. وتمت دعوة المصريين إلى الاحتجاج، ونزل إلى الشوارع أكثر من 30 مليون للمطالبة برحيل مرسي وإجراء انتخابات جديدة، وحينها تدخل أخيرًا الجيش ،الذي ظل صامتًا، لمطالبة الرئيس السابق بالدعوة إلى إعداد تلك الانتخابات.
وعبر الدكتور علاء الأسواني عن اندهاشه إزاء رد فعل الغرب، حيث كان المجتمع الدولي يؤيد، قبل الثورة (25 يناير)، (الرئيس الأسبق) مبارك لسنوات، وكان لا ينبغي عليه أن يدعم شخص مثل الرئيس مرسي، يتصرف كدكتاتور يضع كل السلطات فى يده.
وعن استقالة الدكتور محمد البرادعي النائب السابق لرئيس الجمهورية من مهام منصبه، اعتبر الأسواني "أن البرادعي وضع نهاية لمسيرته السياسية"، مشيرًا إلى أن النائب السابق للرئيس لا يحب النزاعات، وأنه قد أسس "جبهة الإنقاذ"، وترك مهام منصبه ولكنه غادر هذه المرة بشكل خطير بينما كان القارب يغرق.
وأضاف الأسواني أنه يوجد على جانب محمد البرادعي الذي غادر إلى النمسا، وعلى الجانب الآخر يوجد القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي، الذي وقف وقال للمصريين إنه سيقوم بحمايتهم "ضد أولئك الذين يهاجمونكم"، وهذا يعنى جماعة "الإخوان المسلمين"، فأصبح يتمتع بشعبية كبيرة.
وأوضح الأسواني أنه في مصر، يعتبر السيسي الرجل المناسب، مشددًا على أن المصريين اتخذوا طريق الديمقراطية، ويجب علينا الآن تأسيس نظام رئاسي حقيقي وشفاف ونزيه.