غادر سبعة من قدماء المحاربين المغاربة، أمس الأربعاء مطار الرباطسلا الدولي، في اتجاه كورسيكا، حيث سيشاركون في احتفالات الذكرى ال70 لتحرير هذه المنطقة الفرنسية. وقد أشاد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الفرنسي المكلف بقدماء المحاربين، قادر عريف، بالمحاربين القدامى المغاربة، الذين كان لهم دور حاسم في المعارك التي مكنت، في أكتوبر من سنة 1943، من طرد القوات الإيطالية والألمانية من هذه الأراضي الفرنسية، وقد قدم السيد عريف إلى المغرب خصيصا من أجل تنظيم تنقلهم إلى كورسيكا.
وقال الوزير الفرنسي، الذي كان يتحدث خلال مؤتمر صحافي بمطار الرباطسلا الدولي، "لقد قدمت من أجل الإشادة بهؤلاء الأبطال الذين وهبوا شبابهم، بل حياتهم، من أجل قيم الحرية التي نتقاسمها. لقد كانت كورسيكا أول منطقة فرنسية يتم تحريرها وكان ذلك بفضل التزام الجنود المغاربة".
وأشار إلى أن المحاربين القدامى المغاربة استقلوا طائرة استأجرتها رئاسة الجمهورية الفرنسية، معتبرا أن ذلك بمثابة "رمز وإشارة اعتراف" يتجلى "على أعلى مستوى" بالدولة الفرنسية.
وقال عريف إن تسعة تلامذة من ثانوية ليوطي بالدار البيضاء سيرافقون قدماء المحاربين المغاربة السبعة، خلال مقامهم في كورسيكا، وذلك بهدف ضمان "استفادة هؤلاء الشباب من خلاصات هذه التجربة وحمل هذه الذاكرة المشتركة والهادئة والمتقاسمة، والتي تثري العلاقة بين فرنسا والمغرب".
وأشار، من جانب آخر، إلى أن وزارته تشتغل على مواءمة معاشات التقاعد المدنية والعسكرية للمحاربين المغاربة القدامى الذين جندهم الجيش الفرنسي، مع مقدار المعاشات التي يتلقاها نظرائهم الفرنسيين.
وذكر أن هذا الموضوع تم التطرق إليه خلال اجتماع، في وقت سابق أمس، مع الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، عبد اللطيف لوديي، مشيرا إلى أن تاريخ هذه المواءمة يوجد قيد الدراسة.
وقد حضر المؤتمر الصحفي كل من سفير فرنسا بالمغرب، تشارلز فريز، ومدير المكتب الوطني الفرنسي لقدماء المحاربين وضحايا الحرب وناظر ثانوية ليوطي بالدار البيضاء.