يصر مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، على خلق المفاجآت غير السارة قصد التغطية عن عجزه في إدارة قطاع من أهم قطاعات تدبير الشأن العام، حيث يعتبر أهم قطاع في رسم صورة للمغرب بالداخل والخارج، ويظهر أن الخلفي مهتم بتلميع صورته بدل صورة المغرب، الدولة التي يحاول حزب العدالة والتنمية أن يظهر على أنها أصبحت بيد فرع التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، ولم يقدم الحزب أي مجهود لخلق اختراقات دولية تفيد دبلوماسيا واستراتيجيا بل ارتكب أعضاؤه أخطاء تعتبر قاتلة في العلاقة مع الشركاء الاستراتيجيين. لكن الخلفي وبدل الاهتمام بإصلاح القطاع، اهتم بإثارة الانتباه فقط بدءا من دفاتر التحملات التي لم تكن سوى جعجعة بلا طحين وليس انتهاء بمحاولات إسكات الصحفيين سواء من خلال وعود لن تتحقق أو من خلال الزيارات السرية والعلنية التي ينظمها لمنتسبي وسائل الإعلام إلى الخارج، وها هو اليوم يقود فيلقا من الصحفيين ينتمون لوسائل إعلام مكتوبة ورقمية إلى مقر الاتحاد الأوروبي، وليست هي الأولى، ولكنها غير مرتبة لأنها كانت هناك زيارات لا يتم الإعلان عنها. لا تهمنا الزيارة إلا بقدر ما تحقق من نتائج، ولكن مادامت الزيارات السابقة لم تحقق أية نتيجة تذكر فإن القضية تتعلق بتبذير للمال، وهنا المال العام لأن الصحفيين الذين يشكلون فيلقا محاربا لصالح الوزير سيتم تمويل رحلتهم من حساب الوزارة، وحسب معلومات حصلنا عليها فإن الرحلة ستكلف خمسمائة ألف درهم، من جيوب دافعي الضرائب، تتضمن مصاريف التنقل بالطائرة والباصات والإقامة في الفنادق والأكل والشرب وغيرها بالإضافة إلى مصروف الجيب الذي سيحصل عليه الصحفيون. لسنا ضد تمويل أنشطة حكومية من المال العام، لكن نريد فقط أن ننبه إلى أن النتيجة إذا كانت فارغة، فلا داعي لتبذير الميزانية، والزيارة الأولى تم التغطية عليها ببضعة مقالات تصب في خدمة البوليساريو وأعداء الوحدة الترابية. يعني أن الخلفي يصرف المال لتشويه صورة المغرب، هل يقصد ذلك أم أنه لا يعلم ذلك؟، في كلا الحالتين فالخلفي مسؤول عن قطاع الإعلام ومسؤول عن صورة المغرب، لكن يبدو أنها أصبحت مسودة مثل لون القوى الظلامية التي تكن الشر للمغرب. ويتولى قيادة الوفد الصحافي موظفان بالوزارة من مديرية الإعلام ومستشاران للوزير، على رأسهم أنس مزور، الصحفي الذي ظل احتياطيا في خدمة الحزب الحاكم منذ كان في المعارضة، وتولى رئاسة تحرير جريدته المصباح، وهو الذي استقدمه الخلفي تعويضا له عن خدماته التي أسداها للعدالة والتنمية، وخصوصا الخلفي، وسبق لموقعنا أن فضحه في ملف ثقيل، حيث إن مستشار الوزير يخدم أجندات أجنبية ليس من مصلحة المغرب الدخول فيها، فالرجل له علاقات بتنظيم القاعدة وخصوصا الشباب الإسلامي بالصومال، وكان يكتب رسائل للصحفيين قصد دعم هذا التنظيم الإرهابي، كما يفتخر مزور بأصوله التركية غير راض بجنسيته المغربية وينشر صورا لأسلافه معلقا عليها كونه يفتخر بأنه لا ينتمي لهذا الوطن.
واستثنى الخلفي بعض الصحف منها النهار المغربية ولافيرتي لأنها تنتمي لفيدرالية غير الفيدرالية التي يترأسها نور الدين مفتاح، مدير الأيام الذي يحصل على دعم جزافي خارج المعايير التي نص عليها قانون الدعم، فقط لأن فيدرالية مفتاح تطبل صباح مساء للسيد الوزير بمناسبة ومن غير مناسبة. فما الغرض إذن من زيارة بلا لون ولا طعم ولا فائدة من ورائها؟ لا نجد جوابا عن هذا السؤال، سوى أن الوزير الذي يعيش هذه الأيام ضيقا كبيرا خصوصا وأنه لا يعرف هل سيعود للوزارة أم لا يريد أن يفتح جبهة أخرى للدفاع عنه، خصوصا وأنه مع تكلف الوزارة بالمصاريف خصص مصروفا للجيب لكل صحفي هو إرشاء بشكل ملتبس.