نقلت شبكة ميرزات عن مصادر ديبلوماسية رفيعة المستوى من واشنطن، أن مصطفى الخلفي وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية اعترف أمام وفد إعلامي أمريكي رفيع، وكذا أمام مساعدة جيمس بيكر وزير الخارجية الأميركي الأسبق، ومديرة المؤسسة الدولية الأمريكية وعدد من المسؤليين السياسيين، "أن المغرب لا يمتلك السيادة القانونية على الصحراء الغربية مؤكدا أن بلاده تعتبر فقط قوة مديرة للمنطقة".
وجاء قول مصطفى الخلفي وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة أثناء مشاركته في ندوة حول حقوق الإنسان والموارد الطبيعة بالصحراء "الغربية" نظمت بواشنطن من طرف "المؤسسة الدولية لإعلام المرأة".
وبعيدا عن الشبكة المحسوبة على انفصاليي الداخل فإن مصادر محايدة أكدت أن تصريحات مصطفى الخلفي بخصوص قضية الصحراء صادرة عنه، وأنه قال بالحرف أن المغرب ليست له السيادة القانونية على الأقاليم الصحراوية ولكن فقط يسير الشؤون الإدارية، وجاء ذلك على هامش تلك الندوة، لكن خلال أشغالها التزم الصمت عندما نكل ممثلو جبهة البوليساريو بالمغرب وما أسموه انتهاكات حقوق الإنسان بالمناطق الجنوبية أمام الصمت المطبق للوزير الإسلامي، الذي اكتفى بتصريحات إذاعية يرفع فيها الكرة للانفصاليين من أجل تسجيل الهدف.
إن قضية الصحراء في مشروع العدالة والتنمية وحركة التوحيد والإصلاح تبقى موضوعا غامضا، لأن الجماعة الإسلامية التي أسسها بنكيران بداية الثمانينات كانت تنتقد جبهة البوليساريو لأنها كانت وكرا للفكر الماركسي الشيوعي بمعنى حسب إخوان بنكيران قلعة للإلحاد، ونعتقد جازمين لو أن البوليساريو أعلنت انتماءها للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين بدل أن تكون عضوا ملاحظا في الأممية الاشتراكية لكان موقف بنيكران ورفاقه مختلفا، لأنهم لم يبنوا موقفهم على أساس أن الجبهة انفصالية وأن وحدة الوطن أولوية الأولويات.
فمفهوم الوطن غائب لدى الحركات الإسلامية وهو مرادف للوثن وبالتالي لا توجد رؤية لدى أبناء الحركة الإسلامية عن الوطن، وتبين ذلك جليا في أحداث مصر الأخيرة، إذ أن الرئيس المعزول مرسي دخل في أجندات كلها ضد الوطن.
وموقف الإخوان في العدالة والتنمية من قضية الصحراء أشد التباسا وغموضا بل هي ليست سوى قضية للاستعمال السياسي داخليا وخارجيا وأسوأ موقف لهم عندما تم طرح مشروع أمريكي لتوسيع صلاحيات المينورسو حيث التزم زعيم الحزب الصمت رغم موقعه الحكومي المهم.
فسكوت الخلفي يعتبر إساءة للمسؤولية التي يتحملها، ويا ليته استمر في السكوت، أو كما يقال لقد سكت دهرا ونطق كفرا، فهو لم يسكت ولكن قدم لقمة سائغة للبوليساريو. فقضية الصحراء لدى الخلفي مجرد "خضرة فوق طعام" حسب ما يظهر.