نظمت التنسيقية الدولية لدعم الحكم الذاتي بالصحراء المغربية، يوم الخميس 30 ماي 2013، ندوة صحافية بالرباط، لعرض البرنامج العام الخاص بالملتقى الفكري والحضاري الأول الذي سينظم في الفترة الممتدة ما بين الخامس والتاسع من يونيو المقبل بالعاصمة الدنماركية تحت شعار"الصحراء المغربية ملتقى الحضارات وخزان الثقافات"، بالقاعة الملكلية، والتي سيحضرها العديد من الشخصيات الدنماركية، بما فيها التي كانت تعارض القضية الوطنية المغربية، والتي أصبحت من بين مؤديها، نظرا لما تحمله من إبعاد خاصة كحل للازمة المفتعلة في الأقاليم المغربية الجنوبية. وأبرز محمد لعوينة، عضو التنسيقية الدولية للحكم الذاتي، ومدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بكليم وإطار سابق في لجنة تحديد الهوية، الخطوط العريضة للملتقى الفكري والحضاري، ودوره في التعريف بالقضية الوطنية ومسارها التاريخي، على اعتبار أن بعض الاوروبيين يجهلون كنه الموضوع.
وأشار لعوينة أن مداخلته ستركز بالأساس على تحديد الهوية والاستفتاء، والحكم الذاتي، وذلك لاعتبارات خاصة، منها أن هناك من كان يروج أن المغرب قبل تحديد الهوية للوصول للاستفتاء لكنه تخلى عنهما وطرح الحكم الذاتي كحل، بينما الحقيقة تكمن في كون المغرب منذ بداية تحديد الهوية أبدى تحفظه على بعض القضايا الهامة، وهو تحفظ موضوعي، وهو ما أدركه العديد من المهتمين بالقضية. فروس ممثل الأممالمتحدة على سبيل المثال لا الحصر، "أطلعناه، على مجموعة من القبائل لتشارك في الاستفتاء، لكن تم رفضها من طرف المينرسو وممثلي جبهة البوليساريو. لكن ممثلو الأممالمتحدة اليوم أصبحوا يعترفون بأخطائهم، واعترفوا بالقبائل التي كانوا يرفضونها بالأمس"، يقول لعوينة.
وفي السياق ذاته قال لعوينة أن علي سالم التامك، الذي ينتمي إلى قبيلة ايت يوسة، وهو أصلا ليس بصحراوي رُفض في التسجيل المتعلق بتحديد الهوية، لكنه اليوم استقبل من طرف روس، وعندما "سئلنا روس عن هذا التناقض أجاب بأنه صحراوي، وصمت عندما طلبنا منه تفسيرا مقنعا يتعلق برفضه بالأمس"، يضيف لعوينة.
وفيما يخص امينتو حيدار، وهي بالطبع صحراوية، يقول لعوينة، لكنها رُفضت في تحديد الهوية، لكون كل المنتمين لازركيين في الداخل رُفضوا، لكنها اليوم تقدم على أنها صحراوية ورمز للانفصال. وما حدث مع أميناتو حدث أيضا مع المدعو العربي مسعود، الذي ينتمي لدشيرة، الذي رُفض هو الآخر في عملية تحديد الهوية ، لكنهم الآن يخاطبونه كصحراوي."
الى ذلك أكد محمد لعوينة أن الكل اليوم أمام مواقف غريبة، و"هذه المواقف وغيرها هي التي سنشرحها بكل تفصيل للاوروبين ولكل من سيحضر الملتقى". وأضاف لعوينة أن المسيرة الخضراء لم تحرر فقط الأرض وإنما حررت الإنسان الصحراوي من العبودية التي لازالت تمارس في قلعة البوليساريو، متسائلا عن أي حقوق إنسان يتحدثون، مشيرا الى أن المغرب قطع شوطا كبيرا في هذا المجال، وأن سكان الصحراء المغربية باستطاعتهم أن يمارسوا حقوقهم النقابية والسياسية بكل حرية، وهذا ما يجهله العديد من الاوروبين، وهو "ما سنحاول إبرازه في الملتقى" يضيف الإطار السابق في تحديد الهوية بالأقاليم المغربية الجنوبية.
وفي السياق ذاته، اعتبرت سعاد الحاجي، رئيسة مكتب التنسيقية الدولية للحكم الذاتي بالصحراء المغربية بجهة الرباط، أن هذه الندوة الصحافية تأتي في سياق التعريف بالأنشطة التي تقوم بها التنسيقية على الصعيد الوطني و الخارجي، حيث أن هناك مكاتب للتنسيقية تشتغل على الموضوع. وأضافت الحاجي أن الكل اليوم مجند من أجل التعريف بالمقترح المغربي، وإعطاءه إشعاعا على الصعيد العالمي لكونه المقترح الذي سيساهم في استقرار المنطقة، واستقرار الوضع بمنطقة الصحراء والساحل.
وأكدت رئيسة مكتب التنسيقية الدولية للحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية المغربية، أن التنسيقية استطاعت أن تفتح العديد من قنوات التواصل على الصعيد الأوروبي والإفريقي، من خلال لقاءات برمجتها ذات التنسيقية مع فاعلين جمعويين ورؤساء أحزاب سياسية ونقابات. مشيرة إلى أن هناك تجاوب كبير مع المقترح المغربي، معتبرة الملتقى الفكري والحضاري الأول الذي سينظم في العاصمة الدانمركية هو خطوة كبيرة في اتجاه ترسيخ المقترح المغربي بالدول الاسكندينافية.