جاءت الرواية الأولى للكاتبة المغربية ربيعة ريحان بمثابة صرخة ذات تتوخى التحرر والانعتاق٬ وبوحا نسويا يكابد الطريق نحو الحب.
واعتبر المشاركون في حفل تقديم وتوقيع الرواية٬ بمسرح محمد الخامس بالرباط٬ أن ربيعة ريحان ربحت رهان الانتقال من القصة الي وطدت اسمها في ساحتها عبر تراكم ملفت الى الرواية كعالم سردي خاص.
تحكي الرواية قصة فوزية (أو فوز)٬ السيدة المطلقة٬ ابنة مدينة آسفي٬ التي تجتر فشل تجربة الزواج ب "سمير"٬ لتجد نفسها أمام إغواء تجربة حب جديدة تنشأ عبر التواصل الالكتروني٬ مع "يوسف" المقيم بلندن.
ينظر الناقد عبد الجليل ناظم الى فوزية كرديف لشهرزاد٬ تحكي من أجل البقاء٬ تحكي ليوسف "شهريار"٬ وللقارئ قصة وقوفها بين تجربتين: حب فاشل وآخر قيد التشكل. ويرى في مجرى الحكاية محاولة لتحويل المعنى لصالح المرأة٬ واسترجاع الذات وفرض الهوية الجنسية.
أما القاصة لطيفة البصير فلاحظت أن ربيعة ريحان تحتفظ بالبناء العائلي العتيق كموضوعة حاضرة في مجمل كتاباتها القصصية٬ وتعيد مقاربته بطريقة أخرى في "طريق الغرام". في النص٬ تقول البصير٬ "يبدو الثقل العائلي والتقليدي عاملا غازيا للذات التي تنشد الحرية".
وأضافت القاصة أن رواية ربيعة ريحان تجعل العالم الافتراضي بديلا للحب الواقعي٬ لأن التواصل غير المباشر يمنح المرأة متعة تأجيل اللقاء مع الرجل٬ على اعتبار أن اللغة مصدر اطمئنان للمرأة.
وأثنى الناقد عبدو حقي على جرأة "طريق الغرام" في اقتحام عوالم الذكورية وكشف الزوايا المقفلة في الثقافة الجنسية التقليدية٬ فضلا عن عوالم الدهشة الحكائية والفتنة السردية التي تمنحها للقارئ.
يذكر أن الرواية تتوج مسارا سرديا وسمه إصدار سبع مجاميع قصصية للكاتبة. وقد ترجمت بعض نصوصها الى عدد من اللغات منها الألمانية والانجليزية والفرنسية.
رواية "طريق الغرام" الصادرة عن دار توبقال للنشر٬ تقع في 190 صفحة من القطع المتوسط٬ وتزين غلافها لوحة للفنان التشكيلي المغربي عبد الله حريري.