ربيعة ريحان توقع طريق الغرام احتفى مسرح محمد الخامس بميلاد الروائية ربيعة ريحان عبر تنظيم حفل تقديم وتوقيع «طريق الغرام» كأول رواية تصدر للكاتبة بعد مسار حافل بإنتاج إبداعي لمجموعة من النصوص القصصية، اللقاء الذي حضره نخبة من المثقفين والفنانين والمبدعين المسرحيين مساء أول أمس الخميس كان احتفالا ليس فقط بإصدار جديد بل احتفاء بذات إبداعية نسائية تمكنت من تخطي عتبة الحكي القصصي إلى خوض تجربة جديدة لتلج آفاقا أخرى من الإبداع والجرأة في الحكي . وأكدت ربيعة التي بدت مشدوهة وكأنها تكتشف لأول مرة ما خطته في رواية «طريق الغرام «، وذلك عقب سماعها للقراءات التي قدمها للرواية كل عبد الجليل ناظم الكاتب والمترجم وأحد مؤسسي «دار توبقال للنشر» ، والباحثة المبدعة لطيفة لبصير والكاتب والناقد عبده حقي ، قائلة»اكتشفت من خلال القراءات التي سمعت وجها وتفاصيل أخرى لرواية «طريق الغرام»». وأوضحت خلال هذا اللقاء الذي نشطه الفنان أحمد جواد، أن خوضها لمغامرة كتابة رواية «طريق الغرام» التي تحكي قصة فوزية (أو فوز)، امرأة مطلقة، ابنة مدينة آسفي، التي تجتر تجربة زواج فاشل ب «سمير»، لتجد نفسها أمام إغواء تجربة حب جديدة تنشأ عبر التواصل الالكتروني، مع «يوسف» المقيم بلندن، لم تكن مغامرة في المجهول ، بل عمل فيه الكثير من التروي في محاولة لاستعادة مساحة أخرى في الحكي والسرد»، هذا بالرغم من إقرارها أنها كانت تعيش غموضا خاصا بقدر الغموض الذي جاءت منه «رواية طريق الغرام». أما الكاتب عبد الجليل ناظم فقد اعتبر رواية «طريق الغرام» بأنها تجربة للمرأة التي تقاوم سلطة التهميش في التفاصيل المرئية وغير المرئية ،امرأة قاومت واخترقت البنية التقليدية بهجرة رمزية في اللغة ، في المكان الذي هاجرت منه للقاء حبيبها وقرار الحسم الذي تطلب جهدا للقضاء على العجز انتصار الحب في الرواية استعادة للذات التي استطاعت أن تختار أفقا لترى فيه ذاتها . مبرزا أن طريق الغرام « تتضمن مشروعا للتحرر والحرية وتحقيق واحدة من أهم مقوماته وهو الوعي وخاصة الوعي النقدي ،مشيرا إلى أن استرجاع الذات وتملك الهوية الجنسية اقتضى من البطلة تحمل تبعات مقاومة الاستيلاب مقاومة الضغط الجمعي والانفتاح على العالم بدون حدود ودون الخضوع للتنميط الأعمى. ومن جانب آخر أشار ناظم إلى الالتباس الذي قد يحيط بالقارئ حينما يقرأ الرواية، فقد يعتقد أن الأمر يتعلق بسيرة ذاتية أو رواية حيث يأتي الكثير من الحكي في الرواية على لسان «الأنا» ،مبرزا أن اللغة الأدبية تتيح هذا النوع من الاستعارة والحديث باسم البطلة،مشيرا إلى غلبة الصياغة الافتعالية التي تقوي الخيال وتحوله إلى عامل أساسي للفهم قائلا»نعلم أن ثورة الأدب قامت على تمجيد الخيال والرواية تتميز بالاستعارة التي تخترق اللغة التقريرية وتعوضها بالمجاز تشد الأنفاس وتعضد عنصر التشويق الروائي، ورواية «طريق الغرام» كتبت بلغة مشرقة شاعرية وانفعالية، ومن جانبها اعتبرت الباحثة والقاصة لطيفة البصير أن ربيعة ريحان استعملت مرة أخرى العائلة في نصها الجديد ، قائلة»إن العائلة بناء قديم في الكتابات القصصية لريحان ، إذ تحضر في مجمل نصوصها السابقة وتعيد مقاربته بطريقة أخرى في «طريق الغرام»، حيث تراوح الذات عالمين عالم التقاليد والعالم الحديث». وأبرزت السعي الحثيث لربيعة ريحان من خلال هذا النص الإبداعي في التعبير عن الأنوثة والحاضر الذي يكبر والأنا التي تتكلم وتتألم بفعل القسوة المجتمعية ، فرواية «طريق الغرام»هي نوع من الرغبة في استرجاع استباقي أو الرجوع إلى الماضي للإصلاح والانطلاق نحو المستقبل. أما الناقد عبدو حقي فقد اعتبر أن رواية «طريق الغرام» حاولت من خلالها ربيعة ريحان إبراز أعطاب الذات الاجتماعية ، مبرزا وجه الفرادة التي تميز هذا النص ممثلا في اقتحام عوالم الخطاب الذكوري القصصي ، محدثا تحولا فارقا في الحكي النسائي، حيث فجرت تلك الأسئلة الحرجة في الزوايا الساخنة من جسد الرجل كما في جسد المرأة بجرأة غيرمسبوقة في أنطولوجيا السرد الروائي النسائي العربي. وأبرز المتحدث على أن «طريق الغارم» التي تعد أول انعطافة لربيعة ريحان نحو إنتاج الرواية فإنه بمثابة تأسيس للبنات مشروع روائي قادم ، إذ يعبر عن النضج الإبداعي في مسار الكاتبة ، مبرزا أن ميلاد «طريق الغرام» ،الصادرة عن دارالنشر توبقال في حلة فنية بديعة وأنيقة من إنجاز الفنان التشكيلي المغربي عبدالله الحريري، لم يكن ولادة قيصرية بل طبيعية بالنظر للمسار القصصي الزاخر الذي بصم طريق ريحان.