لجأ الرئيس الجزائري المعين إلى سرقة فقرات من خطاب ألقاه جلالة الملك محمد السادس قبل 6 سنوات، وذلك خلال لقائه بأفراد الجالية الجزائرية في الكويت، في محاولة للتقرب من دول الخليج. وقال تبون العسكر إن الجزائر تعتبر أن ما يمس هذه البلدان يمسها هي أيضا، وهو الكلام الذي صدر عنه بعد 24 ساعة على لقائه بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في قطر، وهو الشخص الذي تعتبر كل من الإمارات والسعودية أن بلاده هي المسؤولة الأولى عن الهجمات التي تتعرض لها من طرف جماعة "الحوثيين". وقال تبون إن الجزائر تحاول الاقتراب من منطقة الخليج على الرغم من البعد الجغرافي بينها وبين المنطقة المغاربية، مبرزا أن بلاده ستعمل على "الدفاع عن دول الخليج العربي، لأن ما يمسهم يمسنا، ومن يمسها كأنما يمس الجزائر"، على حد تعبيره، وهي صيغة تكاد تكون مقتبسة حرفيا من خطاب سبق لجلالة الملك محمد السادس أن ألقاه أمام القمة المغربية الخليجية بالمملكة العربية السعودية يوم 20 أبريل 2016. وقال جلالة الملك آنذاك، عن المغرب والأردن ودول الخليج الست "إننا نواجه نفس الأخطار، ونفس التهديدات، على اختلاف مصادرها ومظاهرها، فالدفاع عن أمننا ليس فقط واجبا مشتركا، بل هو واحد لا يتجزأ، فالمغرب يعتبر دائما أمن واستقرار دول الخليج العربي من أمن المملكة، ما يضركم يضرنا وما يمسنا يمسكم". وأعاد صاحب الجلالة الفكرة نفسها في دجنبر الماضي، حين بعث رسائل لقادة دول السعودية والإماراتوقطروالكويت والبحرين وسلطنة عمان، وقال جلالته حينها إن المغرب "يعتبر دائما استقرار وأمن دول الخليج العربي جزءا لا يتجزأ من أمنه واستقراره، إيمانا منه بما يجمعهما من وحدة المصير"، وللإشارة، فإن مناسبة تلك الرسائل كانت هي شكر أولئك القادة على دعمهم لمغربية الصحراء. ويأتي كلام تبون العسكر في وقت عادت فيه جماعة "الحوثيين" في اليمن إلى استهداف العمق السعودي والإماراتي، وهي الهجمات التي تنسبها الرياض وأبو ظبي لإيران باعتبارها الجهة التي تتولى دعم وتمويل وتسليح ميليشياتها، علما أن الجزائر تعيش حالة من التقارب غير المسبوق مع إيران، حيث اجتمع رئيسا البلدين هذا الأسبوع على هامش مشاركتهما في القمة السادسة للدول المُصدرة للغاز في الدوحة. وكانت دول الخليج قد أعلنت بشكل صريح، شهر أكتوبر الماضي، عبر ممثليها في مجلس الأمن، دعمها للوحدة الترابية للمغرب ولمقترح الحكم الذاتي كحل وحيد لقضية الصحراء المغربية، قبل أن يعاود قادتها هذا التأكيد خلال اجتماعهم في السعودية ضمن أشغال المجلس الأعلى للتعاون الخليجي، وهي الخطوة التي جاءت بعد أن عبر تبون العسكر عن رفضه لمقترح خليجي تولت الكويت تنسيقه، بهدف الوساطة بين المغرب والجزائر، على خلفية قرار هذه الأخيرة قطع العلاقات مع جارتها الغربية.