قال تاج الدين الحسيني، الخبير في العلاقات الدولية، إن التوتر السائد بين المغرب والجزائر يعتبر سببا رئيسيا في تأجيل القمة العربية التي كان من المقرر أن تنعقد بالجزائر في مارس المقبل. ونفى الحسيني أن يكون للتأجيل علاقة بالأزمة الصحية العالمية، في إشارة إلى استمرار انتشار جائحة كوفيد- 19. وأكد الحسيني في تصريح لأحد المواقع الالكترونية، أن القمة العربية لا يمكن أن تنعقد في ظل أجواء التوتر السائدة في المنطقة العربية، مشيرا إلى أن الجزائر التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، لم توجه الدعوة رسميا للمغرب لحضور القمة، فيما قام وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة بزيارة عدد من دول الخليج ومصر، في إطار التمهيد لعقد القمة وإقناع القادة العرب لحضورها على أعلى مستوى. وأبرز الحسيني أن الدول العربية، ودول الخليج بالخصوص، مقتنعة أنه لا يمكن أن تنعقد القمة العربية بدون حضور المغرب. وأشار إلى أن السلطات الجزائرية ما تزال تلتزم الصمت إزاء قرار التأجيل الذي أعلن عنه الأمين العام المساعد ومدير مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية، حسام زكي، أول أمس الخميس، والذي أكد من خلاله أن القمة العربية لن تنعقد قبل شهر رمضان المقبل الذي سيحل على العالم الإسلامي في شهر أبريل المقبل. وأبرز المسؤول في الجامعة العربية، في ندوة صحفية عقدها بعد الزيارة التي قام بها وفد الأمانة الوطنية للجامعة إلى الجزائر للوقوف على الترتيبات الخاصة بالقمة العربية، أنه لم يحدد بعد تاريخ انعقاد القمة، وأن ذلك سيكون محل مشاورات بين الجزائر والأمين العام للجامعة العربية. وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أعلن في شهر غشت2021، أن بلاده ستحتضن القمة العربية المقبلة في مارس 2022 بعد تأجيلها منذ عام 2020 بسبب جائحة كوفيد19. وتتحمل الجزائر مسؤولية التوتر الذي تسببت فيه مع المغرب بعد تنامي حملاتها العدائية تجاه المملكة، خاصة بعد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء. ورغم هذا العداء المستحكم الذي توج بقطع العلاقات مع المغرب من جانب واحد، إلا أن المسؤولين الجزائريين ظلوا يؤكدون حرصهم على إنجاح القمة العربية.