أكدت مدينة الداخلة، لؤلؤة الأقاليم الجنوبية للمملكة، خلال سنة 2021، تميزها كوجهة عالمية مفضلة بالنسبة لممارسي مختلف الرياضات المائية، مكرسة بذلك المسار الناجح الذي تشهده المدينة في عدد من المجالات الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية. فخلال الأشهر المنصرمة، نجحت حاضرة إقليم وادي الذهب في استضافة أبرز المنافسات والأحداث الدولية في هذه الأنواع الرياضية، معتمدة في ذلك على ما تزخر به من مؤهلات طبيعية، من حيث اعتدال المناخ وقوة الرياح، وبنيات تحتية، وكفاءات تنظيمية. وبالنظر إلى موقعها الاستراتيجي المميز ومؤهلاتها الطبيعية المتنوعة (فضاءات مستوية وأمواج مواتية وغيرها)، توفر الداخلة أفضل الظروف لممارسي الرياضات المائية، المغاربة والأجانب، من أجل الاستمتاع برياضتهم المفضلة. وهكذا، احتضن شاطئ فم البوير، بضواحي مدينة الداخلة، منافسات الدورة الحادية عشر لبطولة العالم 2021 للتزحلق على الألواح الطائرة الأمير مولاي الحسن، وهي تظاهرة رياضية متميزة ومغامرة استثنائية في رياضة الكايت سورف، تضم أبرز المتسابقين الدوليين في هذا الصنف الرياضي. وشارك في هذا الحدث، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على مدى خمسة أيام (27-31 أكتوبر الماضي)، متسابقون متمرسون من أستراليا والبرازيل وإيطاليا وإسبانيا وكندا وبلغاريا وفرنسا والرأس الأخضر وألمانيا والولايات المتحدةالأمريكية وسويسرا والسويد، فضلا عن المغرب. وفي هذا الإطار، قالت ليلى أوعشي، رئيسة جمعية "لاغون الداخلة للتنمية الرياضية والتنشيط الثقافي"، منظمة التظاهرة، إن احتضان الداخلة لهذه المسابقة هو تكريس للإشعاع الدولي الذي تعرفه المدينة على المستويين الرياضي والسياحي، ودعم لمكانتها كوجهة عالمية في هذا النوع الرياضي. وأكدت أن تنظيم هذه البطولة العالمية بالداخلة، بعد غياب دام لسنتين بسبب جائحة "كورونا"، يسهم بشكل كبير في إشعاع المدينة على المستوى الدولي وتتويجها كأفضل وجهة لمحبي وممارسي الرياضات البحرية، لافتة إلى أن دورة هذه السنة، التي أقيمت في احترام تام للتدابير الصحية للوقاية من كوفيد-19، شكلت فرصة للمشاركين لاكتشاف المؤهلات الطبيعية والسياحية للجهة والمدينة التي أصبحت في السنوات الأخيرة وجهة رائدة يتقاطر عليها عاشقو الرياضات البحرية من كل بلدان العالم. وأسفرت منافسات هذه الدورة عن تتويج الإيطالي إيرتون كوزولينو باللقب بعد تربعه على صدارة الترتيب العام، متبوعا بالبرازيلي بيدرو ماتوس الذي حل في مركز الوصافة، ومواطنه سيبستيان ريبيرو الذي احتل المركز الثالث. ولدى الإناث، تصدرت الفرنسية كابيسين دولانوى ترتيب البطولة، متبوعة بالبرازيلية مارسيلا ويت في المركز الثاني، فيما احتلت المركز الثالث جوهانا كاتارينا من السويد مناصفة مع بيري روبرت من أستراليا. من جهة أخرى، استضاف شاطىء فم البوير بمدينة الداخلة، منافسات الدورة الأولى من بطولة العالم في "الوينغ فويل"، "GWA wing Foil World Tour"، بمشاركة 46 من أفضل متسابقي العالم في رياضتي "السورف-فري ستايل" و"السورف-رييس"، من فرنسا و إيطاليا والرأس الأخضر وإسبانيا والبرازيل والولايات المتحدةالأمريكية ونيوزيلندا. وتروم هذه التظاهرة الرياضية العالمية، التي نظمتها جمعية "لاغون الداخلة لتنمية الرياضة والتنشيط الثقافي" والجمعية العالمية لرياضة الوينغ احتفاء بالذكرى ال 46 للمسيرة الخضراء، تعزيز الإشعاع الرياضي والجاذبية السياحية لجهة الداخلة - وادي الذهب، وجعلها وجهة مرجعية من مستوى عال في رياضة "الوينغ فويل" بالنسبة للمحترفين والمبتدئين على حد سواء. وفي هذا الصدد، قال عبد العزيز واكريم، عضو جمعية "لاغون الداخلة لتنمية الرياضة والتنشيط الثقافي"، إن احتضان مدينة الداخلة للنسخة الأولى من هذه التظاهرة الرياضية يؤكد، مرة أخرى، المكانة الرائدة التي أضحت تحتلها جوهرة الأقاليم الجنوبية كقبلة للرياضات البحرية، كما يعكس مكانتها كوجهة عالمية واعدة في المجال الرياضي. وأبرز واكريم، وهو مدرب للكايت سورف، أن المؤهلات السياحية التي تميز الداخلة، وخاصة شاطئ فم البوير الذي يعد أحد أفضل الشواطئ المغربية لممارسة الرياضات البحرية، يجعل المدينة قبلة لجذب عشاق الرياضات البحرية من مختلف بلدان العالم. وأسفرت المنافسات عن تتويج الأمريكية فيونا وايلد بلقب النسخة الأولى من بطولة العالم في "الوينغ فويل" صنف "السورف-فري ستايل"، بعد تربعها على صدارة الترتيب العام، واحتلت الهولندية بوين فان دار ليندن مركز الوصافة، فيما جاءت التشيكية باولا نوفوتنا في المركز الثالث. ولدى الذكور، فاز الفرنسي هيغو مارين، باللقب بعد تربعه على صدارة الترتيب العام، متبوعا بمواطنيه جوليان بويي الذي احتل المركز الثاني، وكاميل بويي الذي ظفر بالمركز الثالث. وعلى صعيد آخر، احتضنت مدينة الداخلة، خلال الفترة ما بين 25 و28 شتنبر الماضي، أعمال القمة الأوروبية الثالثة لأنشطة الأعمال والكايت سورف، التي حضرها حوالي 250 من رجال الأعمال و50 من ممثلي المقاولات الناشئة من جميع أنحاء أوروبا، انكبوا خلالها على بحث حلول تقنية مبتكرة، وجذب زبناء وشركاء جدد واستكشاف أسواق جديدة. وتعد قمة "بي 2 بي كايت" غوصا في المستقبل ومسرعا للقاءات والابتكار، حيث التأم المشاركون فيها للحديث عن الأعمال والاستراتيجيات، واكتشاف الاتجاهات الجديدة، والعمل على التطوير الذاتي، وتعلم رياضة التزحلق على الألواح الطائرة (الكايت سورف). يقول منظم التظاهرة، لوران هويت، إن الحدث، الذي عرف تنظيم حوالي 2000 اجتماع سريع و15 موعد عمل يوميا، شكل فرصة للمشاركين من أجل التشبيك وإرساء شراكات واكتشاف أسواق جديدة، والانخراط في منظومة لمستثمرين محتملين، كما يسعى إلى تلقينهم مبادئ رياضة الكايت سورف، مع تطوير أنشطتهم المهنية. وأبرز هويت، وهو رجل أعمال ومؤسس النادي الفرنسي لرجال الأعمال الممارسين لرياضة الكايت سورف "كايت إند كونيكت"، أن التظاهرة هي كذلك مناسبة ناقش خلالها المشاركون مواضيع تهم العمل عن بعد، والابتكار في المقاولات الناشئة، ورقمنة وإدارة البيانات. وعموما، تظل الرياضات المائية من الدعامات الأساسية التي ساهمت في منح إشعاع قوي للجهة، وتتويج الداخلة كأفضل موقع دولي لممارسة هذا النوع الرياضي، كما مكنت من التعريف بها مختلف بقاع العالم وجذب السياح إليها.