من مفاجأت التشكيلة الحكومية التي يرأسها عزيز أخنوش، تعيين فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والعضو في الاتحاد الدولي لكرة القدم، وزيرا منتدبا لدى وزارة الاقتصاد والمالية المكلفة بالميزانية، بعد أن شغل على مدار سنوات مديرا للميزانية بنفس الوزارة. فمن هو فوزي لقجع، هذا البركاني المتحكم في ميزانية المغرب؟ في يوم من حار من أيام شهر يوليوز سنة 1970، وتحديدا بمدينة بركان ، رأى النور فوزي لقجع، الذي أصبح يتحكم اليوم في ميزانية المغرب.. تدرج في مدارسها ولعب في أزقتها مثله مثل أبناء جيله، ارتبط وجدانه بالنهضة الرياضية البركانية في سن مبكرة، قبل الانتقال لمدينة الرباط، حيث بدأ كل شيء، واستطاع ابن مدينة بركان شرق البلاد، رسم ملامح مسار مهني قوي، استطاع من خلاله جمع مهام تتطلب أكثر من 24 ساعة في اليوم. من بركان إلى الرباط.. رحلة إقلاع فوزي لقجع انتقل لقجع لمدينة الرباط وهو في ال 18 من عمره، حيث التحق بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، وتخرج منه بعد 6 سنوات لينطلق مساره المهني في نفس الميدان. والتحق لقجع بالمدرسة الوطنية للإدارة بالموازاة مع عمله، قبل الالتحاق بالمفتشية العامة للمالية سنة 1996 ليكون المسار المهني الجديد لفوزي لقجع مغايرا لمساره المهني الأول. التحق فوزي لقجع في العام 2000 بمديرية الميزانية، التي استمر داخلها وتعلم فيها الشيء الكثير على مدار 10 سنوات، قبل أن يصبح مديرا للميزانية في السادس من شهر يناير من العام 2011 وهو المنصب الذي استمر فيه ل 10سنوات أخرى. من المالية إلى الجامعة ثم الفيفا عرف اسم فوزي لقجع أكثر لدى عامة الناس، تزامنها مع انتخابه رئيسا للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم خلفا للفاسي الفهري، في جمع عام متشنج بمدينة الصخيرات، ليبدأ بذلك الرئيس الجديد عمله داخل أعلى جهاز كروي بالبلاد، وعلى طاولته ملفات بالعشرات، من مشاريع متعثرة، ومشاكل المنتخبات الوطنية، و معضلة البنيات التحتية. كانت أولى إشارات قوة فوزي لقجع، المعركة القانونية التي خاضها ضد الاتحاد الإفريقي لكرة القدم بقيادة الكاميروني عيسى حياتو، فبعد إعلان المغرب عن عدم تنظيم كأس أمم إفريقيا سنة 2015 بسبب انتشار وباء إيبولا، سلط عيسى حياتو عقوبات قاسية على المغرب وصلت إلى حد الحرمان من التواجد بالمحافل الكروية الدولية، ليرد فوزي لقجع بالأسلحة القانونية الثقيلة، حيث توجه بملف المغرب إلى المحكمة الرياضية الدولية، وخاض حربا قانونية شرسة باقتدار، استطاع معها إبطال حكم الكاف في يوم عرف انبهار متتبعي كرة القدم عبر القارة، والكل يتساءل نفس السؤال، من يكون فوزي لقجع؟ هل انتهى زمن عيسى حياتو مع انتصار المغرب القانوني؟ بداية القوة القارية ثم الانتقال الى الفيفا غادر عيسى حياتو مبنى الكاف من الباب الخلفي، وحل محله الملغاشي أحمد أحمد، الذي التحق لقجع بمكتبه التنفيدي، وشغل مهمة مسؤول مالي داخل جهاز الكاف، شغل المهمة باقتدار كبير، وزاد لمعان اسمه داخل دوائر الكاف ثم الفيفا، قبل أن يلتحق بمجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم شهر مارس من العام 2021 ليكون أول مغربي يدخل مبنى زيورخ، ويكون بذلك من أنجح المسيرين الرياضيين على المستوى الوطني والقاري.. ولحكايته داخل مبنى زيورخ بقية مع توالي السنوات. 2021 لقجع وزيرا منتدبا مكلفا بالمالية في 7 أكتوبر، تم تعيين فوزي لقجع وزيرا منتدبا لدى وزارة الاقتصاد والمالية المكلفة بالميزانية، لتكون بذلك مهمة جديدة لرجل المهام التي لا تعد ولا تحصى. فكيف سيوفق لقجع بين مهامه بين العاصمة الرباط ومقر الفيفا ومقر الجامعة الملكية لكرة القدم؟..