أعرب حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم، اليوم الأربعاء، عن قلقه الشديد حيال تجدد العنف السياسي في البلاد، وذلك قبيل الانتخابات المحلية المزمع تنظيمها في فاتح نونبر المقبل. وقد اجتمع الأمناء العامون للحزب، بقيادة الأمين العام بالنيابة، جيسي دوارتي، لبحث هذه المسألة الشائكة، على إثر ظهور شائعات تعزو جرائم القتل الأخيرة التي تعرض لها أعضاء الحزب، إلى الصراعات الداخلية، بين مسؤولي الحزب، من أجل السلطة. ووصف أعضاء الحزب هذا العنف السياسي بأنه "أمر بالغ الخطورة" لأنه يهدد العملية الانتخابية والتماسك الاجتماعي والاستقرار في البلد، مضيفين أن "الحزب الحاكم لا يستطيع ولا يجب عليه أن يسمح لنفسه بالضلوع في العنف السياسي، في وقت يستعد فيه البلد لتنظيم انتخابات حاسمة". وقد شهدت مدينة مبابان، الأسبوع الماضي، مقتل مرشح حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، شيبو موتونغ. وجاء قتله بعد أيام فقط من مقتل ثلاث نساء في محافظة كوازولو ناتال، لقوا مصرعهم إثر عملية إطلاق نار خلال تجمع خطابي للحزب. ومؤخران هدد مجموعة من أعضاء الحزب الحاكم، الغاضبين عن الوضع، بعدم التصويت في الانتخابات المحلية المقبلة، في وقت اشترط فيه أعضاء آخرون من ولايات ليمبوبو وغاوتينغ، التي تشمل مدينتي بريتوريا وجوهانسبرغ، إعادة تسجيل أسماء مرشحيهم المفضلين، الذين تم حذف أسمائهم من لائحة المرشحين من طرف اللجنة الانتخابية المستقلة، حسب زعمهم. واحتجوا، بالخصوص، على ادعاءات بتزوير الأصوات في عملية تعيين المرشحين لمناصب المستشارين في حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، في الاستحقاقات المحلية القادمة. وفي هذا السياق، كان وزير الشرطة، بيكي سيلي، أشار، الأسبوع الماضي، إلى أنه من المتوقع أن يتم الاستعانة بقوات الدفاع الوطني، في بعض المناطق في البلاد، خلال الانتخابات المحلية المقبلة. وأعلن المسؤول الحكومي أنه من الممكن نشر قوات الجيش في مناطق شديدة الخطورة، لا سيما في محافظات كوازولو - ناتال وكيب الغربية وغاوتينغ، مؤكدا على أن اللجوء لدعم القوات الأمنية في هذه الانتخابات المحلية صار أمرا ضروريا.