خلدت مدينة أسفي، حاضرة المحيط الاطلسي، عيد الشغل امس الاربعاء 1 ماي 2013، على غرار باقي مدن المملكة. الطبقة العاملة خرجت في مسيرات مختلفة مهللة بعيدها الأممي حيث جابت أرجاء المدينة وشوارعها الرئيسية. المشاركون من مختلف الهيئات النقابية رفعوا شعارات طالبوا من خلالها بإعطاء الطبقة العاملة حقوقها كاملة، عبر الزيادة في الأجور ووجوب التصريح بالعاملين وتسجيلهم بالضمان الاجتماعي، إضافة إلى حماية حقوق الطبقة العاملة وصون الحريات النقابية ووضع حد للطرد التعسفي، المسيرات اختلفت شعاراتها وعناوينها وحملت تطلعات وانشغالات فئات عريضة من الطبقة العمالية المسفيوية.
وأحيى الإتحاد الوطني للشغل بالمغرب ذكرى فاتح ماي تحت شعار "الحقوق بنضالنا نفديها والإصلاحات بوعينا نحميها "، مطالبا بضرورة محاربة الفساد من أجل تحقيق عدالة إجتماعية منشودة وضرورة الحق في العمل ومناهضة الطرد التعسفي وتطبيق مدونة الشغل و المساواة في الأجور وتمكين النساء من تحفيزات على المجهودات المبذولة من طرفهن والرفع من الحد الأدنى للأجور وتقليص الفوارق بين الاجور العليا والدنيا.
الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب ممثلا بمختلف القطاعات النقابية التابعة له بالإقليم أحيى حفلا خطابيا أمام مقر الاتحاد وحزب العدالة والتنمية الكائن بشارع الرباط , حيث تدخل مجموعة من الفاعلين وتواترت كلمات مجموعة من الهيأت الشريكة للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب تخليدا للمناسبة .
المسيرة انطلقت من أمام مقر حزب العدالة والتنمية بشارع الرباط في اتجاه شارع ادريس بناصر مرددة مجموعة من الشعارات التي تنادي بحقوق العاملات والعمال المغاربة عل امتداد التراب الوطني . ...
الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بدورها خلدت فاتح ماي هذه السنة 2013 بنبرة اشد وبنداء موجه للشغيلة الكونفدرالية تحت شعار " مزيدا من التعبئة لمواجهة كل التحديات" وهو الشعار الذي يجسد مرارة الحوار الاجتماعي وانعدام النتائج المرجوة أو حتى الوفاء بالالتزامات السابقة مع الحكومة الحالية، التي لم تأتي بأي جديد للطبقة العاملة ولكافة المأجورين على حد قول النقابيين .
الكونفدرالية الديمقراطية للشغل فضلت القيام بتجمهر خطابي قرابة مدرسة لحسن واعزيز امام مقرها الإقليمي بحي تراب الصيني ممثلة بمجموعة من القطاعات التابعة لها ، وداعية الى تلبية مطالب الطبقة العاملة ومؤكدة على تبني حوار جدي ومسئول، ومطالبة الجهات المسئولة بالوفاء بالتزاماتها سواء على الصعيد المركزي أو القطاعي ، كما أكدت على ان العمل النقابي سيظل رافعة للنضال النقابي .
الإتحاد المغربي للشغل خلد يوم أمس كذلك ذكرى فاتح ماي تحت شعار " الطبقة العاملة مجندة للدفاع عن الحريات النقابية و التصدي للسياسات الحكومية التراجعية " حيث أكد ل « إ.م.ش » بهده المناسبة إلى ضرورة احترام حقوق العمال الأساسية ،احترام حق الإضراب ، الرفع من الحد الأدنى للأجر ، الحق في عمل قار و دائم ، الاستجابة لمطالب كافة الفئات المتضررة والتضامن مع كل ضحايا الطرد التعسفي والتسريح الجماعي وإرجاعهم إلى عملهم وكذا التنديد بالاقتطاعات من أجور المضربين في قطاع الوظيفة العمومية والوقوف في وجه محاولات تجاوز أزمة صناديق التقاعد على حساب الأجراء وشجب محاولات الإجهاز على صندوق المقاصة مع ترديد شعارات تطالب بالنضال المستمر من اجل الحقوق الأساسية للعمال والعاملات والحفاظ على مكتسبات الطبقة العاملة.
واختار الاتحاد العام للشغالين، الجناح النقابي لحزب الاستقلال، الاحتفال بعيد الشغل هذه السنة بصيغة الجمع بالعاصمة الإدارية الرباط حيث حشد مناضلاته ومناضليه الى شوراع الرباط حيث أقيم المهرجان الخطابي الذي نظّمه بالمناسبة في شارع النصر، في دلالة رمزية لانتصار الشعب المغربي، والطبقة العاملة وانتصار للديمقراطية تحت شعار "جهاد الكرامة " حيث أكد الاتحاد فيها إصراره على استرداد كرامة المواطنين والطبقة الشغيلة ، وهو مايفسر الشعار الذي رفعته نقابة الاتحاد العام هذه السنة أي "الكرامة " وهي التظاهرة التي عرفت حضور الأمين العام الجديد لحزب الاستقلال حميد شباط والذي ألقى كلمة بالمناسبة عبر من خلالها على أن انتقاده للحكومة رغم مشاركة حزبه فيها يأتي في إطار النقد الذاتي والبناء .
وتحت شعار : "الوحدة النقابية لتحقيق الكرامة والحرية والعدالة الإجتماعية " خلدت الفيدرالية الديمقراطية للشغل فاتح ماي 2013، حيث عقدت تجمعها الخطابي أمام مقرها قرابة مستشفى عقبة بن نافع والذي حجت إليه أعداد من المناضلات والمناضلين الذين أثثوا المكان باللافتات، كتلك التي تمحورت حول محدودية القدرة الشرائية بفعل استمرار موجة الغلاء في المواد الأساسية بشكل أفرغ كافة الإجراءات من محتواها الايجابي، مما يفرض على المسئولين بدل المزيد من الجهد خاصة في مجال تحسين الدخل عبر الرفع من الأجور واستمرار التخفيض من الضريبة على الدخل، والتقليص من الأعباء المادية للمأجورين .. نقابيو الفدرالية دعوا الى تحسين الأوضاع الاجتماعية للطبقة العاملة في ظل التراجعات الاجتماعية وتعطيل اتفاق 26 ابريل 2011 ودعوا الى الوحدة النقابية على اعتباره شرط أساسي وحيوي لحماية الحقوق والمكتسبات الأساسية وعلى رأسها احترام الحق النقابي والحق في التظاهر .
ويمكن القول أن فاتح ماي 2013 بأسفي عرف تعبئة لمختلف مكونات الطبقة العاملة من مختلف الشرائح المجتمعية على شاكلة عمال المعمور، للاحتفال بيومها العالمي والعمالي بامتياز في أفق تحقيق حقوقها في إطار عدالة اجتماعية حقيقية تكرس احترام العنصر البشري وتحترم أدميته وتصون حقوقه وتعرف بواجباته في أفق بناء مغرب حداثي يقوم على ديمقراطية حقة تطال مجالاته الاجتماعية وتحسن وضعيته عماله المادية والاقتصادية.