بعد استقالة قيادة الحزب عقب الهزيمة الكبيرة التي تعرض لها في الاستحقاقات الانتخابية لثامن شتنبر، يعقد حزب العدالة والتنمية في هذه الأثناء دورة استثنائية لمجلسه الوطني بالمقر المركزي للحزب ب"حي الليمون"، بحضور أبرز قيادييه. ومن المنتظر أن يعرف جدول أعمال هذه الدورة الاستثنائية، التي تأتي بعد قرار استقالة الأمانة العامة للحزب، تقديم الأمين العام سعد الدين العثماني تقريراً حول الانتخابات الأخيرة، متبوعاً بمناقشة، ثم المصادقة على أعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر الاستثنائي المقبل وتحديد تاريخه. وقال سليمان العمراني، نائب الأمين العام للحزب، في تصريح للصحافة قبل انعقاد الاجتماع إنّ "ما وقع دورة من دورات حياة حزب العدالة والتنمية، الذي يعيش نقاشات وملاحظات لكن لم ولن تصل إلى الانقسام". وتابع العمراني قائلا : "رغم تعدد الرؤى واختلاف التقديرات، إلا أنها كلها تنطلق من مرجعية الحزب وتغني الممارسة وتوفر عناصر انطلاق جديدة"، مشيراً إلى أن الحزب "في تاريخه مر بمراحل صعبة جداً غير أنه يواجه المطبات بحكمة وهدوء ثم يتجاوزها". من جانبها، كشفت أمينة ماء العينين، أن "أعضاء الحزب كلهم ما زالوا تحت وقع الصدمة، وتغيب عنهم حالياً رؤية المرحلة المقبلة"، مبرزة أن النتائج "لم تكن منتظرة، وبالتالي تبقى وضعية الحزب صعبة". وتابعت في تصريح للصحافة: "نعي هذه الوضعية الصعبة، ونطمح لإحياء هذا المشروع الذي انخرطنا فيه بكل جوارحنا". وبخصوص انعقاد المجلس الوطني الاستثنائي، أعربت ماء العينين أنها "تتمنى أن يكون النقاش عقلانياً وليس عاطفياً، مشيرة أنه (النقاش) محتدم بين من يرى أن مسار الحزب منذ المؤتمر الأخير إلى اليوم متعثر، ومن يرى العكس، غير أن النتيجة اليوم مفروضة على الطرفين". وتابعت بالقول:"نحن في لحظة استشراف المستقبل، والقيادة الحالية التي أشرفت على الحزب خلال المرحلة الأخيرة عاجزة تماماً وليست لديها الشرعية على التحضير للمرحلة المقبلة". وفي تعليقه على مكانة الحزب اليوم بعد الانتكاسة التي تعرّض لها في الانتخابات، قال محمد يتيم في تصريح للصحافة، إن الحزب "ليس مقاعد، بل إن واقع الحزب ومكانته السياسية غير مرتبطة بالانتخابات التي يمكن أن يقال عنها الكثير، بل بفكرة ومشروع". ورفض يتيم تسمية ما وقع للعدالة والتنمية ب"تصويت عقابي"، مشيراً أنه "لو كان كذلك لاستهدف كل الأحزاب المكونة للأغلبية الحكومية، وليس فقط حزب العدالة والتنمية." من جهته، أكد عبد العالي حامي الدين، القيادي في حزب العدالة والتنمية، أن الحزب سيقوم بمراجعة شاملة لتوجهاته وأفكاره في أفق انطلاقة جديدة تستشرف المستقبل. واعترف حامي الدين، في تصريحات صحفية أدلى بها قبل انعقاد المجلس الوطني للحزب، بالهزيمة غير المسبوقة لحزب العدالة والتنمية في الانتخابات، وهو ما يفرض مراجعة الحزب لأسسه ومرتكزاته لمواجهة المرحلة المقبلة. وأكد حامي الدين خلال تصريحه للصحافة أن الاجتماع الاستثنائي لبرلمان الحزب يأتي في سياق استثنائي يتمثل في الحدث غير المسبوق في تاريخ الحزب المتمثل في الهزيمة القاسية في اقتراع 8 شتنبر. وركز القيادي في الحزب على أن المؤتمر الاستثنائي للحزب من شأنه أن يخرج بخلاصات مستفيضة وقراءة متأنية وشاملة لما حدث للحزب . يشار إلى أنه بعد ولايتين متتاليتين على رأس الحكومة، لم يحصد حزب العدالة والتنمية سوى 13 مقعدا في الانتخابات التشريعية لثامن شتنبر، ليحتل بذلك المركز الثامن في الترتيب. وكان الأمين العام لحزب العدالة والتنمية سعد الدين العثماني وأعضاء الأمانة العامة للحزب قدموا غداة الإعلان عن هذه النتائج، استقالتهم الجماعية، معربين عن تحمل كامل المسؤولية السياسية عن تدبير للمرحلة السابقة.