اختار سعد الدين العثماني، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، وعبد العالي حامي الدين، القيادي في حزب العدالة والتنمية، السير إلى جانب إخوان محمد يتيم في الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب بالعاصمة الرباط، في الوقت الذي سار فيه رئيس الحكومة عبد الاله بنكيران في مسيرة الدراع النقابية للحزب بالدار البيضاء. مسيرة نقابة حزب العدالة والتنمية بالرباط طغت عليها الشعارات النقابية المرتبطة بهموم الشغيلة والطبقة العاملة، فيما اختار كل من عبد الاله بنكيران ومحمد يتيم بالدار البيضاء، الخوض في الامور السياسية ومواجهة الخصوم في كلماتهم التي لا تخلو من بوليميك وخلط الدين بالسياسة..
ففي تجمع نقابي بحي درب السلطان بالدار البيضاء قال عبد الإله نكيران "نحن لسنا في تنافس بين محافظين وبين آخرين علمانيين، نحن في تنافس بين من يريد المعقول ومن يركض وراء "التخلويض" وبين اللي بغا ديمقراطية حقيقية توصل شرفاء الوطن وخّا يكونوا باغين يستافدوا، وانما يسافدوا في اطار القانون، ولا يأخذوا العملات من الصفقات واقتصاد الريع .."
من جانبه هاجم محمد يتيم، الكاتب الوطني للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، كل النقابات المركزية الكبرى التي قاطعت الحوار الاجتماعي وقال "إن أبغض الحلال الإضراب" . .
وأضاف يتيم، امام المئات من مناصريه وبحضور عبد الاله بنكيران، أن النقابات ملزمة باستحضار الظروف الاقتصادية والمعطيات الصعبة التي يمر منها المغرب، وهي وضعية "ليست وليدة اليوم ولكنها في كثير من جوانبها موروثة عن مراحل سابقة من التدبير بما في ذلك تفاقم العجز."
وأكد يتيم، في ذات الكلمة، أننا اليوم أكثر حاجة من أي وقت مضى للحوار مضيفا "نحن لا نتهرب من الحوار، ولا نعتبر الحوار مجرد محطة لتسجيل المواقف أو إظهار البطولة النضالية" في إشارة للمركزيات النقابية التي تقاطع الحوار الاجتماعي.
وأوضح يتيم أن الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب سيبقى إطارا محتضنا للمطالب الاجتماعية المشروعة ولكنه لا يمكن أن يضع بيضه مع البيض الفاسد، مضيفا "أنه لا يمكن أن يسمح بالركوب المشبوه على بعض المطالب الفئوية أو بعض الملفات التي تحملت مسؤولية الفشل في تدبيرها عائلات سياسية سبقت إلى تحمل مسؤولية تدبير الشأن العام أو الاستيقاظ النضالي المتأخر بعد فترة غيبوبة وسبات طويل، أو من قبل كائنات سياسية نشأت من رحم التحكم".
وعلى نهج رئيس الحكومة قال يتيم أن حزب العدالة والتنمية، ليس في حاجة إلى نقابة، لأنه حسبه:" فران وقاد بحومة" مضيفا "إنه بقدر وجود مؤشرات إيجابية على أن المغرب يسير في اتجاه الإصلاح وانتصار توجهاته بدعم من ثقة شعبية في الأغلبية الحكومية القائمة، وعلى رأسها شريكنا حزب العدالة والتنمية فإن هناك بوادر على حنين البعض للعودة بعقارب الساعة إلى الوراء، إلى زمن التحكم والسعي إلى التشويش على الإصلاح".
وأوضح يتيم أن هذه الجهات سعت إلى " افتعال مواجهة بين الحكومة ورجال الأعمال، من خلال ترويع الرأي العام بالادعاء بأن المغرب مقبل على كارثة اقتصادية وأمنية، ونتابعه من خلال حملات إعلامية منظمة، ومن خلال تسخير مسؤولين إداريين مسنودين ، ومن خلال السعي المتواصل للإيقاع بين مكونات الأغلبية الحكومية ".