في مؤشر جديد على نية سيف الإسلام القذافي العودة إلى المشهد السياسي الليبي، أفاد موقع "بوابة أفريقيا الإخبارية"، أن نجل العقيد الراحل "قرر الترشح رسميا للانتخابت الرئاسية" المزمع تنظيمها في ليبيا خلال ديسمبر المقبل. وأضاف الموقع، أن "مصدرا خاصا" أكد له الخبر، مشيرا إلى أن هذا الإعلان يأتي "تزامنا مع الذكرى 52 ل'ثورة الفاتح'"، وأن القذافي (49 عاما) "سيعلن رسميا" ترشحه "في وقت لاحق". وتوالت في الأشهر الأخيرة خرجات نجل العقيد الراحل معمر القذافي، إذ أكد في مقابلة مؤخرا مع "نيويورك تايمز" أنه أصبح الآن "رجلا حرا" ويخطط لعودة سياسية، دون أن يعطي المزيد من التفاصيل. وقال إنه "بعدما خاب أملهم من الثورة"، أدرك المتمردون الذين أسروه "أخيرا أنه قد يكون حليفا قويا". وكان خروج القذافي هو الأول بعد غيابه لنحو 10 سنوات عن الساحة الإعلامية والسياسية، إثر الإطاحة بنظام والده قبل أزيد من عقدين. وتفاعل الليبيون مع خروجه بطريقة متباينة، إذ بينما أثار غضب البعض، عبّر آخرون عن تأييدهم لدخوله المشهد السياسي. هل يزيد المشهد تعقيدا؟ وفي يوليو الماضي، كشف موقع "صوت أميركا" أيضا أن القذافي يفكر في الترشح للانتخابات. وأوضح الموقع أن "احتمال ظهور سيف في الانتخابات يثير قلق الدبلوماسيين الغربيين ومستشاري الديمقراطية الدوليين، الذين يقولون إن عملية السلام المضطربة في ليبيا لديها ما يكفي من العقبات الرئيسية"، في إشارة إلى أن خطواته قد تؤدي إلى تعقيد الوضع السياسي في البلد. وتابع أن "مشاركة نجل القذافي في العملية سيزيد تعقيدها لأنه شخصية شديدة الاستقطاب". وفي أعقاب سقوط نظام القذافي في 2011، ألقي القبض على سيف الإسلام، الذي كان يعد أحد أهم رموزه والمرشح لخلافة والده، من قبل إحدى المليشيات في بلدة الزنتان، على بعد 136 كيلومترا جنوب غرب طرابلس، قبل أن يتم إطلاق سراحه في 2017، ويختفي عن الأنظار. مبادرة "رشحناك" في أغسطس 2020، قامت مبادرة تحمل اسم "حراك رشحناك من أجل ليبيا"، بإصدار بيان يدعو إلى تنظيم مسيرات لترشيح القذافي للانتخابات الرئاسية. وأعلن البيان عن "انطلاق مسيرات التحشيد الشعبي في مختلف المدن الليبية". وقال مؤسس "حراك رشحناك"، محمد الرميح، إن "مسيرات الظهور الشعبي تحت شعار يد بيد من أجل ليبيا الغد تأتي ضمن برامج الحراك والتي تهدف لإيصال صوت الشارع الليبي بالمطالبة بعقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وتأكيد الدعم للدكتور سيف الإسلام القذافي". وأضاف أن مبادرتهم تهدف أيضا إلى "توجيه خطاب لمحكمة الجنايات الدولية لرفع القيود المفروضة على مرشحهم السياسي، وأن مذكرة اعتقاله لا تعني لمؤيديه وأنصاره شيئا، لكن زادتهم عزما وإصرارا لتكملة المشوار وصولا لانتخابات من خلالها يقول الشعب كلمته". عوائق قانونية ويبدو أن هذا التحرك قد أصبح متجاوزا اليوم بسبب الفاعلين الجدد في الساحة الليبية، وإمكانية التحرك لاستبعاد المحسوبين على النظام السابق، خاصة القذافي الذي يواجه عوائق قانونية أكثر منها سياسية. فكل الخرجات الإعلامية التي قام بها القذافي الابن لم تتطرق إلى الاشكالات القانونية التي ستحول دون ترشحه، فهو مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم ضدّ الإنسانية منذ 15 فبراير 2011 خلال قمع الانتفاضة الشعبية التي اندلعت ضدّ حكم والده. ورغم أن أنصاره يتحدثون عن إمكانية استفادته من عفو في إطار المصالحة الوطنية، إلا أن مراقبين يؤكدون أيضا أن "ترشحه يخاطر بإثارة مزيد من العنف".