يسعى المغرب لتحديث قدرات قوته الجوية، وقد حدد المسؤولون المغاربة استخدام الطائرات بدون طيار في القتال باعتباره "بُعدًا رئيسيًا لجهود التحديث العسكري"، وفقًا لما ذكره خبير الدفاع في جامعة أكسفورد، صمويل راماني. وقال راماني لصحيفة ديفينس نيوز: "لقد كانت الولاياتالمتحدة أكثر فاعلية في تعزيز وصول المغرب إلى أسلحة بتقنية التخفي، وتحديداً الطائرات الأميركية بدون طيار، والذخائر الموجهة بدقة وكذلك الذخائر الموجهة بالليزر". وذكرت رويترز في ديسمبر أن المغرب كان على وشك توقيع صفقة مع إدارة ترامب لشراء أربع طائرات بدون طيار من طراز "MQ-9B SeaGuardian". كان من المقرر أن يعقب تلك الصفقة شراء 12 طائرة بدون طيار من طراز "بيرقدار تي بي 2" للارتفاع المتوسط وطويلة التحمل من شركة بيرقدار التركية ب بقيمة 70 مليون دولار. وقال راماني: "تعمل الولاياتالمتحدة وتركيا معًا على تعزيز قدرات المغرب في أسلحة بتقنية التخفي، حيث ستصل قريبًا 12 طائرة مسيرة من طراز بيرقدار تي بي 2 إلى المغرب". أما بالنسبة لقدرات المغرب في التخفي، قال راماني إن العلاقات المحسنة بين إسرائيل والمغرب ساعدت في هذا المجال. كانت المغرب وقعت اتفاقية تطبيع مع إسرائيل، بوساطة أميركية في ديسمبر، وهي خطوة يتوقع خبراء دفاع أن تساعد الرباط في سعيها لتعزيز القدرات غير المأهولة. ويشغل الجيش المغربي بالفعل ثلاث طائرات هيرون بدون طيار، تم استلامها من فرنسا وإنتاجها من قبل شركة إيرباص للدفاع والفضاء بالتعاون مع شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية. مواجهة التهديدات الإرهابية وأكد المصدر ذاته أن وجود جيش مغربي قوي يصب في مصلحة الولاياتالمتحدة، التي تهدف إلى مواجهة التهديدات الإرهابية الإقليمية بشكل أكثر فعالية مع البلاد. وقال كبير المستشارين في شركة Gulf State Analytics الاستشارية الجيوسياسية ومقرها الولاياتالمتحدة، ثيودور كاراسيك: "يساعد بيع حزم الأسلحة في تعزيز أمن [المغرب] والمصالح الأميركية في هذه الزاوية الاستراتيجية من أفريقيا". وأضاف كاراسيك: "الإدارة الأميركية الحالية لها سياسة خارجية مختلفة: فهي تعتمد بشكل كبير على القوة الناعمة ونادرًا ما تعتمد على الحركية، ومن ثم هناك تحول أو إلغاء مهمات [مكافحة الإرهاب] مع استمرار سيطرة الإرهاب على المواقع الرئيسية في شمال أفريقيا والساحل". في مارس 2019، سمحت وزارة الخارجية الأميركية للمغرب بشراء 25 طائرة مقاتلة جديدة من طراز F-16 وترقية 23 من طرازاتها القديمة. ثم في يونيو 2020، وقع المغرب عقدًا مع شركة بوينغ الأميركية لشراء 24 طائرة هليكوبتر AH-64 Apache. وقال راماني: "عمليات نقل مقاتلات F-16 إلى المغرب بُعد رئيسي آخر لجهود التحديث العسكري". وتابع "يتم استخدام هذه الطائرات من طراز F-16 لأغراض مكافحة الإرهاب، على عكس الطائرات بدون طيار، التي يبدو أنها تهدف إلى التخفيف من تهديد الصحراء ". وأضاف أن الأباتشي ستساعد في مكافحة التهديدات الأمنية الفورية وستكون بمثابة نموذج أولي لتطوير الأسلحة المحلية. كما أنه في الآونة الأخيرة، وقع المغرب والولاياتالمتحدة خارطة طريق للتعاون الدفاعي لمدة 10 سنوات في أكتوبر، والتي تهدف إلى توجيه التعاون لجهود التحديث العسكري السابقة. تهدف الاتفاقية أيضًا إلى تحسين إمكانية التشغيل البيني. وذكر أحد كبار المساعدين في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، آرام نركويزيان، أن مشتريات الأسلحة المغربية في عام 2020 تكشف توجه المغرب لتحديث منظومته العسكرية. وأوضح نركويزيان أنه على وجه الخصوص في عام 2019 مضى المغرب قدما في الحصول على 36 طائرة هليكوبتر هجومية من طراز "AH-64E Apache" (24 جديدة، و12 اختيارية)، وأكثر من 2400 صاروخ من طراز "BGM-71-4B-RF TOW 2A" لتعزيز القدرات الدفاعية المتكاملة، ونحو 25 طائرة مقاتلة من طراز F-16C / D Block" 72" مع ذخائر جو-أرض إضافية، بالإضافة إلى دعم الاستدامة لتعزيز تكامل الأنظمة وصيانة دورة حياة المقاتلات. تنويع مصادر السلاح وأضاف: "على عكس الجيوش الإقليمية الأخرى، كان هناك تركيز منطقي على تعزيز الهجوم جو-أرض والتشارك مع القوات البرية. ستظل زيادة مجموعات المهام الجوية جوًا ذات المصداقية والحفاظ عليها تحديًا رئيسيًا". كما يتطلع المغرب لتنويع مصادره للأسلحة. فقد وقعت الرباط عدة اتفاقيات مع روسيا والصين لشراء معدات عسكرية، بما في ذلك صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى. وأشار الخبير المغربي في الشؤون العسكرية والأمنية، محمد شقير، إلى أن "الاستراتيجية العسكرية المغربية تقوم على تنويع مصادر السلاح من الخارج". وعلى الرغم من أن الولاياتالمتحدة هي المورد الرئيسي للأسلحة إلى المغرب، إلا أن هذا لم يمنع المغرب من الحصول على الأسلحة التي يحتاجها من الدول الأوروبية مثل: اقتناء القمر الصناعي الاستخباري محمد السادس من فرنسا، وشراء فرقاطات من بلجيكاوإيطاليا، وكذلك المفاوضات الجارية للحصول على فرقاطات بحرية من إيطاليا". وأشار راماني إلى أن المغرب أبدى اهتمامه بطائرات الهليكوبتر "T129 Atak" التركية، وفكر في شراء نظام الدفاع الجوي الروسي S-400 بالإضافة إلى الدبابات وقاذفات الصواريخ الصينية. ومع ذلك، أكد راماني لا يزال المغرب يعتمد بشدة على التكنولوجيا العسكرية الأميركية، حيث تشكل الأسلحة الأميركية حوالي 62 في المائة من مخزونها. يذكر أنه في كل عام، يجري المغرب العديد من التدريبات العسكرية، بما في ذلك الأسد الأفريقي، والتي أجريت في وقت سابق من هذا العام لتحسين إمكانية التشغيل البيني مع القوات الأميركية وزيادة الاستعداد التشغيلي. وقال شقير إن جزءًا من ذلك يشمل تدريب طيارين مغاربة على أحدث طائرة مقاتلة في الولاياتالمتحدة. وأضاف: "بالإضافة إلى ذلك، يزور خبراء عسكريون المغرب لتدريب القوات المسلحة المغربية على الأسلحة الأميركية". عن موقع الحرة بتصرف