حرائق القبائل ليست هي الأولى بل تندرج في إطار مسلسل من الأحداث الإجرامية التي رعاها نظام العسكر ولا يزيال، وذلك في صراعه مع ابناء المنطقة الذين يرفضون حكم الجنرالات منذ استقلال البلاد وسرقة ثماره من قبل بوخروبة وجماعته. وثائق شهادة ضابط سابق في الجيش الجزائري، كشفت عن تورط قائد أركان الجيش 'شنقريحة' في إفتعال حرائق بغابات تيزي وزو في محاولة لإبادة شعب القبايل. ويشير الكتاب، الذي صدر عام 2003، عن الطريقة الخبيثة التي يريد بها النظام الجزائري، كبح رغبة شعب القبايل في تقرير مصيرهم، ومحاولة تصفيتهم بالحرائق التي يتم إفتعالها بأوامر من 'شنقريحة' شخصياً. ويحمل كتاب 'الحرب القذرة' لمؤلفه 'حبيب سويدية' الذي كان يشغل منصب رئيس سابق بالقوات الخاصة الجزائرية، بين 1992-2000، تفاصيل شهادات مثيرة حول كيف إفتعل 'شنقريحة' حرائق تيزي وزو، لإبادة شعب القبايل، متحججاً بتتبع إرهابيين في الجبال والبحث عنهم . وكشف الكتاب في صفحته رقم 110، عن تورط الجيش الجزائري في شخص 'شنقريحة' بإعطاء أوامر إشعال النيران بغابات تيزي وزو، والتي تسببت في مقتل عدد من السكان، بينما تحجج نظام العسكر بان دوافع إشعال هذه النيران هو البحث عن إرهابيين مفترضين. في كتابه "من نواكشوط إلى تمبكتو ( الكتابة على حافة الموت)" قال الصحافي النصري أيمن السيسي: "في صيف 1993 أمر الجنرال مجاهد والعقيد شنقريحة بإحراق عدة جبال قرب الأخضرية والقبائل بالبنزين لكون الاخضرية مكان عبور الارهابيين إلى منطقة القبائل وجيجل او شرق البلاد..." لا شيء تغير بين 1993 و2021 سوى المستهدفون من النيران، فمسرح الجريمة هي منطقة القبائل نفسها والفاعل لا يزال هو الحاكم الفعلي للجزائر وإن غير الرتبة العسكرية من عقيد إلى جنرال..