أصدرت القوات المسلحة الإسبانية أوامرها للثكنات الموجودة في مجموعة من الجزر المغربية المحتلة، بإزالة رفات المواطنين الإسبان المدنيين والعسكريين الذين دُفنوا هناك، والذين تعود تواريخ وفاة بعضهم إلى القرن الثامن عشر، وهي الخطوة التي تأتي بعد 3 أيام فقط من إعفاء وزيرة الخارجية الإسبانية أرانتشا غونزاليس لايا، واعتبرتها وسائل إعلام مشابهة للخطوات التي سبقت خروج الجيش الإسباني من الصحراء المغربية سنة 1975. وأوردت صحيفة "أوكي دياريو" الإسبانية، أن الجيش الإسباني أعطى الضوء الأخضر لاستخراج بقايا الموتى الإسبان المدفونين في مقبرتيْ شبه جزيرة باديس وجزيرة النكور التي تطلق عليها مدريد اسم "صخرة الحسيمة"، حيث سيَجري نقل الرفات إلى مقبرة مدينة مليلية، ويتعلق الأمر بالبحارة والجنود الذي كانوا يؤدون خدمتهم في هذه المناطق، ورصدت من بينهم شواهد قبور تعود لسنة 1916، بالإضافة إلى بقايا المدنيين الذين عاشوا هناك بمن فيهم الأطفال، مبرزة أن بعض هؤلاء دفنوا سنة 1877. ووفق المصدر نفسه فإن أمر استخراج الرفات وقعه رئيس الأركان العامة للجيش الإسباني، الجنرال فرانسيسكو خافيير باريلا سالاس، بنفسه، والذي أبرز أن الأمر يتعلق بنقل الرفات من المقابر الموجودة في "الجزر والصخور" المحتلة من قبل إسبانيا، وسيبدأ تنفيذ هذا الإجراء بتاريخ 30 يوليوز 2021 وهو التاريخ النهائي المخصص لتلقي المعلومات الخاصة بالموتى من عائلاتهم المهتمة باستقبال بقاياهم. وأشارت "أوكي دياريو" أن هذا الإجراء هو نفسه الذي جرى اتخاذه من طرف الجيش الإسباني قُبيل الانسحاب من الصحراء المغربية سنة 1975 عندما تم نقل رفات 1800 شخص من المقبرة المسيحية، بالإضافة إلى كونه يأتي متزامنا مع الأزمة الدبلوماسية التي يعيشها البلدان، والتي كانت تلك الجزر حاضرة في تطوراته عندما نشرت البحرية الإسبانية فيديو يوثق عملية إمداد الجنود عبر طائرة مروحية عسكرية في جزيرة "النكور". وشبه جزيرة باديس هي أقدم الثغور التي تحتلها إسبانيا في السواحل المتوسطية لإقليم الحسيمة وذلك منذ سنة 1565، في حين يعود تاريخ احتلال جزيرة "النكور" إلى 1673، أما أرخبيل الجزر الجعفرية فهي مستعمرة اسبانية منذ 1848، وتبلغ المساحة الإجمالية لكل تلك الصخور أقل من 57 هكتارا، وينتشر في كل منها جنود إسبان يقدر تعدادهم في كل منطقة بما بين 30 و35 فردا. وكانت إسبانيا قد أقدمت على عدة خطوات لنزع فتيل الأزمة المستمرة مع المغرب من شهر أبريل الماضي، حين افتُضح أمر إدخالها لزعيم مرتزقة "البوليساريو"، المجرم إبراهيم غالي، للعلاج على أراضيها بشكل سري وهوية مزورة لتجنيبه المتابعة القضائية، آخرها إعفاء وزيرة الخارجية السابقة أرانتشا غونزاليس لايا من منصبها نتيجة هذه الأزمة وتعيين خوسي مانويل ألباريس، سفير مدريد السابق في فرنسا، بدلا عنها، والذي أعلن أن "تطبيع العلاقات" مع المغرب يأتي على رأس أولوياته.