في محاولة للتغطية على الفضيحة التي كان بطلها بيدرو سانشيز، أمس الاثنين خلال مؤتمر الناتو ببروكسيل، أصدرت الأمانة العامة لرئاسة الوزراء الاسبانية بلاغا جاء فيه أن "القضايا التي تطرق إليها رئيس الحكومة الاسبانية بيدرو سانشيز، مع جو بايدن، خلال محادثاتهما أمس الاثنين ببروكسيل، سيتم الإعلان عنها بعد انتهاء الاجتماع المغلق لأعضاء حلف الناتو"!. هكذا إذن، وبدون خجل، تحدثت وزيرة الدولة الاسبانية في الاتصال عن "قضايا" تم التباحث حولها بين سانشيز وبايدن، في فترة زمنية لا تتعدى 29 ثانية، قبل أن تضيف بان الطرفين "أرادا تحية بعضهما البعض، والالتقاء وإنشاء اتصال أولي، وهي الطريقة التي تم الاتفاق عليها بين فريق بايدن ونظيره الاسباني"! ويأتي هذا البلاغ ، بعد أن خاب ظن سانشيز في عقد لقاء مع جو بايدن، الذي كان مجرد إشاعة، عملت الحكومة الاسبانية على الترويج لها خاصة أن الرئيس الأمريكي لم يتصل برئيس الحكومة الاسبانية وتجاهله لحد الآن، وهو ما اعتبرته الصحافة الاسبانية والمحللون السياسيون ضربة موجعة للدبلوماسية الاسبانية على المستوى الخارجي، ونجاحا للمغرب الذي يعد شريكا وحليفا أساسيا وتاريخيا للولايات المتحدةالأمريكية. الإشاعة الاسبانية بخصوص لقاء مرتقب لبايدن مع سانشيز، كذبها برنامج الرئيس الأمريكي خلال اجتماع الناتو، حيث لا وجود لهذا اللقاء الوهمي الذي روجت له حكومة مدريد، سواء على جدول أعمال بيدرو سانشيز أو جو بايدن الذي أجرى لقاءات فعلية مع نظرائه الاستوني كاجا كالاس، واللتيفي إيغيل ليفيتس، والليتواني جيتانا نوسيداس، بالإضافة إلى الرئيس التركي رجب طيب أردغان. للإشارة فقط، فإن هذه ليست هي المرة الأولى التي يخاطب فيها بيدرو سانشيز رئيسًا للولايات المتحدة وسط الحشود، لقد فعل ذلك في عام 2018 مع دونالد ترامب، سلف بايدن في البيت الأبيض، دون جدوى... وفي يوليو 2018، استغل سانشيز أيضًا قمة قادة الناتو وطارد الرئيس الأمريكي آنذاك بحثًا عن محادثة معه، لكن كل ما استطاع الظفر به هو صورة يتيمة ظهر فيها ترامب وهو يتحدث مع أردوغان متجاهلا بيدرو سانشيز. بعد ذلك، تم نشر شريط فيديو على نطاق واسع ، ظهر فيه ترامب وهو ينهر سانشيز كطفل صغير ويأمره بالجلوس في مقعده، خلال افتتاح قمة مجموعة العشرين التي عقدت في طوكيو سنة 2019 . ويبدو من خلال هذا البلاغ أن عدوى الكذب والبهتان، التي يتقنها نظام العسكر الجزائري وقناعه المدني عبد المجيد تبون، قد انتقلت إلى الضفة الأخرى من المتوسط لتصيب حكومة بيدرو سانشيز، والتي عبرت عن ذلك علنا من خلال استقبال المجرم غالي والتستر عليه تحت اسم مستعار، قبل أن ينكشف أمرها أمام العالم لتعترف بوجود كبير الانفصاليين على أراضيها، "لأسباب إنسانية"، وهاهي اليوم تعود من خلال هذا البيان "الفضيحة" لتكذب على الرأي العام العالمي الذي تابع مهزلة استجداء سانشيز لبايدن ليمنحه القليل من وقته، والذي لم يتجاوز 29 ثانية، لم تتورع حكومة مدريد في الادعاء بأنها كانت مخصصة لتدارس ومناقشة ملفات وقضايا كبرى !.