تحت عنوان "محكمة استئناف مغربية تخفض عقوبة ناشط صحراوي إلى السجن ست سنوات" كتبت وكالة الأنباء الفرنسية (أ.ف.ب) مقالا إخباريا من الرباط، قالت فيه: "قضت محكمة استئناف مغربية بسجن ناشط صحراوي ست سنوات بعدما كانت محكمة ابتدائية حكمت عليه بالسجن عشر سنوات بتهمة التآمر لارتكاب أعمال إرهابية. والناشط الصحراوي محمد الديحاني (26 عاما) اعتقل في العيون، كبرى مدن الصحراء الغربية في، 2010 وحكم عليه في أكتوبر 2011 بالسجن 10 سنوات". فقرات كلها مغالطة للتاريخ والحقيقة. لقد وصفت الوكالة الدحماني ب"الناشط الصحراوي"، وهذه قمة التماهي مع ما يجري في مخيمات تندوف، حيث أكدت الوقائع أن جبهة البوليساريو أصبحت حاضنة كبرى للمنظمات الإرهابية وخصوصا تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وبهذا تكون الوكالة الفرنسية قد فقدت موضوعيتها المزعومة إذ أنها لم تذكر لا من قريب ولا من بعيد وجهة نظر المحكمة، مدعية أنها اتصلت بوزارة العدل التي رفضت التعليق. فها هو صحفي الوكالة الفرنسية يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنه جاهل بقواعد العمل القضائي بالمغرب حيث أن المجلس الأعلى للسلطة القضائية سلطة دستورية مستقلة عن وزارة العدل وأن الموقف القضائي هو الذي جاء في تعليل الأحكام.
فمحمد الديحاني لم يكن في يوم من الأيام ناشطا صحراويا، بمعنى الناشط الذي يتحرك من أجل تحديد موقف من قضية الصحراء وهل هو مع الحكم الذاتي أم مع غيره، ولا يدخل في تلك العصابات الإرهابية التي تتعامل مع المخابرات الجزائرية والخونة وعصابات القتل الذي شوهد بمخيم كديم إزيك. فالدحماني الذي تم اعتقاله بالعيون قبل ثلاث سنوات من طرف مصالح الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، تحت المراقبة الفعلية للنيابة العامة، تم الحكم عليه في اكتوبر 2010 بالسجن 10 سنوات من أجل تكوين عصابة إجرامية تهدف إلى التحضير وارتكاب أفعال إجرامية إرهابية، والمساس بالنظام العام والانتماء إلى منظمة دينية غير معترف بها.
ف"المناضل الصحراوي"، حسب وكالة الأنباء الفرنسية، أكدت كل الوقائع والاعترافات والتتبعات أنه وفي إطار أهدافه الإرهابية، قام بربط علاقات عملياتية مع تنظيمات "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" بالجزائر بهدف ضمان الدعم اللوجستيكي اللازم، كما فكر في كراء مخبإ بالعيون ليكون بمثابة مشتل لصناعة العبوات الناسفة على خلفية تركيبات استقاها من الأنترنيت، وذلك في انتظار التحضير لارتكاب أعمال إرهابية بالمملكة، خصوصا ضد المصالح الغربية، ومصالح الأمن والقطاعات الحيوية للاقتصاد الوطني.
لا نعرف كيف يتم تحول ناشط إرهابي إلى مناضل صحراوي، إن لم يكن الأمر يتعلق بدعم للبوليساريو التي تحالفت مع القاعدة.