في خضم التصعيد الإسباني ضد المغرب، على خلفية الأزمة بين البلدين إثر استقبال مدريد للمجرم إبراهيم غالي للعلاج بأحد المستشفيات، تحت اسم مستعار وبجواز سفر جزائري مزور، أصدر "اليمين القومي المغربي" بيانا للرأي العام الوطني كشف فيه خبايا ردود الفعل الاسبانية سواء من طرف بعض المسؤولين في الجارة الشمالية أو من خلال وسائل إعلامها المتحيزة لأطروحات الاستعلاء والتجبر التي تحن إلى عهود الاستعمار الغاشم. وظهر اليمين المغربي خلال أزمة الكركرات، أول الأمر، بصفات متعددة وبطرق مختلفة، تشكلت في صفحات كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي وكلها تشيد بالموقف الوطني، وتلهم حماس الشباب للذود على المغرب وسيادته على مختلف أراضيه من الصحراء إلى سبتة ومليلية المحتلتين. ويلقى هذا التنظيم، الذي مازال في السرية، شعبية منقطعة النظير لدى المغاربة خصوصا الذين يرون ضرورة بسط المغرب لسيادته كاملة على الصحراء والأراضي المغتصبة في الشمال المغربي. وغالبية زعماء هذا التيار شباب ينشدون دولة قوية ويستندون في طرحهم إلى التاريخ التليد للمملكة الشريفة وإمبراطورية المورو. وأغلب هؤلاء الشباب مثقفون وخريجو معاهد عليا ومتمكنين من التاريخ المغربي والتراث الوطني الأصيل. بيان اليمين القومي المغربي، الذي جاء مرفقا بالوسمين: "سبتة_و_مليلية_مغربيتان#"و"سبتة _مليلية_المغرب#"، ذكر أيضا بالتحديات والرهانات التي يواجهها المغرب في هذه المعركة مع اسبانيا وألمانيا، وكذا مع الاتحاد الأوربي الذي هب لنصرة الإسبان سيرا على نهج منطق/لامنطق "انصر أخاك ظالما أو مظلوما"، كما دعا البيان إلى تحمل المسؤولية والالتفاف حول المؤسسة الملكية ودعم الدبلوماسية المغربية ومساندة الدولة في قراراتها لربح هذه المعركة وقطع الطريق أمام من يحاول الصيد في الماء العكر، من خلال استغلال الوضع للقيام بمسيرات مغرضة لا علاقة لها بمصالح المغاربة وبقضايا الوطن والمواطنين. وبالنظر إلى ما جاء في البيان من تحليل رصين للوضع وكشف لحيثيات وخبايا هذه الأزمة، وما يتضمنه من معلومات مهمة، فقد ارتأينا نشره كاملا، مع الوسمين المرفقين به في آخر: "شعب أمتنا المغربية العظيمة، لقد تابعنا بإنشغال كبير الخطوات التصعيدية غير المسبوقة، التي قامت بها إسبانيا في مساس سافر بالمواقف السيادية للمملكة المغربية الشريفة، متجاوزة جميع الخطوط الحمراء لمبادئ حسن الجوار، حيث أنها قررت السماح لزعيم المرتزقة الإنفصاليين، بمغادرة أراضيها دون إخضاعه للمتابعة القضائية التي تفرضها الأعراف الديمقراطية ومقتضيات القانون الدولي الجنائي، وذلك بناء على الدفوعات المرفوعة ضده لدى القضاء الإسباني من لدن الضحايا المغاربة، والإسبان على حد سواء. كما تابعنا أيضا وببالغ الإمتعاض تصريح وزيرة الدفاع الإسبانية، وذلك بوصفها المملكة المغربية بالعدو الخارجي لاسبانيا، متهمة إياها ب"الابتزاز"، ومحذرة إياها من "اللعب" مع الإسبان. وإذ نجدد التأكيد على كامل ثقتنا في كون رد الفعل المغربي سوف يكون صارما، دقيقا، مؤثرا وقاسيا وذلك بما يليق ومستوى الخطوات الإسبانية غير المحسوبة. فإننا نود الإشادة بسرعة تجاوب المؤسسات السيادية المغربية مع هذا التصعيد الممنهج، من قبل الجار الشمالي، سواء بشكل مباشر، من خلال تصريح معالي السيد وزير خارجية المملكة الشريفة، والذي قال من خلاله بأن مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس مضيفا أن زمن إزداوجية المواقف، واللغة في التعامل مع المغرب قد إنتهى. ومن جهة أخرى فإن تداعيات تفكيك المغرب لشفرة عملية تهريب "بن بطوش" لم يشكل صفعة على وجه إسبانيا فحسب وإنما أيضا للجيش الجزائري الذي إكتشف قادته أنه مخترق من قبل المغرب، ولعل إقالة قائد الإستعلامات الخارجية وفتح تحقيق مع كبار القادة في الجيش الجزائري لهو أكبر دليل على قوة الضربة التي وجهتها المخابرات المغربية لإسبانيا والجزائر معا، سوف تكون له تداعيات خطيرة عليهما فهم يعلمون بأن المغرب الذي تمكن من كشف خيوط هذه العملية لابد وأن بجعبته العديد من المعطيات الإستخباراتبة التي لم يكشفها بعد. كما ونود التنويه بان هذا الرد، أولا يفضح التآمر الإسباني الصريح على المغرب، ويكشف القناع الحقيقي عن وجه الدولة الإسبانية أمام العالم، لتظهر بصورة "عصابة إجرامية" تقوم بتزوير الوثائق وتنظيم عمليات الهجرة السرية على أعلى المستويات، والتستر على المجرمين الفارين من العدالة، وهو ما يكسر الصورة الحقوقية، وأسطوانة المبادئ الإنسانية التي تتبجح بها إسبانيا ويكشف زيف ديموقراطيتها الصورية، بل ويكشف مدى إحتقار إسبانيا للشعب الإسباني لكون عدد كبير من ضحايا مجرم الحرب "إبراهيم غالي" هم أصلا مواطنون إسبان، كما أن توقيت، وشكل الرد المغربي يؤكد لإسبانيا بشكل واضح أن المغرب يعرف كل ما يدور داخل كواليس صناعة القرار بداخلها، وبداخل مؤسساتها الحيوية، وبأن المغرب لا تفوته حتى أدق التفاصيل، ولعل تسريب "صورة جواز السفر المزور" تؤكد ذلك. وعليه فإننا داخل اليمين القومي المغربي نكاد نجزم ان، إسبانيا الآن باتت متأكدة من أن المغرب يسبقها بخطوات عديدة، وأن في جعبته العديد من المفاجئات التي لن تعجب الساسة الإسبان، بل وستكشف عورتهم للعالم كنظام إستبدادي لا يحترم المعاهدات التاريخية، ولا يلقي وزنا للعلاقات الثناذية، ومبادئ حسن الجوار. وهو الشيء الذي لا يهدد الحكومة الإسبانية بالسقوط فحسب، وإنما سوف يفوقها إلى إنعكاسات كارثية أبعد مما يمكن أن يتصوره، الساسة الإسبان. فالمغرب الذي إنتزع إعترافا أمريكيا ثمينا بمغربية الصحراء إبان ولاية ترامب، بل وأيضا تمكن من الحصول على تأكيد أمريكي جديد لهذا النصر من قبل حكومة بايدن، فكل ذلك يفزع إسبانيا ويجعلها تدرك أن قوة، وجرأة اللهجة التي يستعملها المغرب في الترافع عن حقه لم تأتي من فراغ، وإنما من شيء ما يطبخ داخل كواليس التموقعات الإستراتيجية الدولية، هذا هو الشيء الذي تجهل إسبانيا مكامن ضرباته القادمة، لكنها متأكدة من أن المغرب سوف ينجح في كسر هيبتها، وإعادة تلقينها دروس وأبجديات حسن الجوار. شعب أمتنا المغربية العظيمة، إننا اليوم ندخل مستوى آخر من هذا الصراع ومرحلة صعبة والحرب النفسية أقوى وأخطر، والأكيد أن وصف وزيرة الدفاع الإسبانية للمغرب بالبلد العدو هو منزلق خطير يعبر عن إرتباك واضح عند الإسبان وذلك لتباين تصريحاتهم ، ويعبر كذلك عن تعنت واضح من جيراننا الشماليين وتعويلهم الكبير على إرضاخ المغرب وذلك بالدعم الأوروبي الواضح لهم، إنه في الواقع تصريح أجج بشكل كبير غضب المغرب، وسيزيد من حدة نبرته. اليوم إسبانيا لا تستطيع قراءة مسار الأحداث، لأن المغرب لم يلعب أوراقه كاملة، كما لم يلعبها الإسبان، وبلا شك في خضم الصراعات الدولية، ليس هناك أي دولة تتحرك وحيدة دون مشاورات أو تحالفات، وبينما الإسبان داخل حليفهم الأوروبي على الخط، لا يزال حلفاء المغرب غير مرئيين . اليوم نحن أمام مرحلة مفصلية، مهما كانت خلفياتنا ومرجعياتنا، يجب أن نقف جندا مجندين خلف القرارات السيادية المغربية وكلنا ثقة في المقاربة التي تنهجها الدبلوماسية المغربية لإنهاء الأزمة متفوقة ومنتصرة لا منهزمة . اليوم، نحن نعلم ونعي حجم العدو الإسباني لكن، يجب ألا نغفل عن عدو آخر وهم الألمان، فألمانيا هي قلب الإتحاد الأوروبي ويوم وقفنا في وجههم، وقفنا في وجه الأوروبيين قاطبة، لهذا لا ترتبكوا واستمروا بإرادة وعزم قويين، وبخطى الجندي المنتصر. لذلك فإن الشعب المغربي اليوم مطالب بالوقوف، إلى جانب الدولة وقفة رجل واحد وبقلب واحد، ومساندة قراراتها ودعمها كل من خلال موقعه، فجميع التوقعات والسيناريوهات المحتلة تشير إلى أن هناك طرفا كلاسيكيا يعمل على إستغلال هذه الظرفية، ألا و هو جارة السوء الشرقية التي تحاول إنتهاز إنشغال المغرب بالتوتر الحاصل مع إسبانيا من خلال إستدراجه إلى مغامرة عسكرية، قد بدأت الميليشيات الإنفصالية فعليا في إشعال فتيل نيرانها. من خلال تصعيد عملياتها الإرهابية مستهدفة الحزام الأمني الدفاعي في الصحراء المغربية، كما وجب الذكر بأن هنالك مؤشرات قوية تؤكد هذه الفرضية، أولا من خلال السوابق التاريخية للجزائر في هذا الشأن، حيث أنه كلما قام المغرب بالدفاع عن قضاياه المصيرية، إلا وتقوم الجزائر بطعنه من الظهر، كما أن الزيارة العسكرية التي قام بها قائد الجيش الجزائري مؤخرا إلى الناحية الثانية بوهران، وتصريحه بأن الجزائر على أهبة الإستعداد للتدخل العسكري إذا ما دعت الضرورة ذلك، بسبب تربص الأعداء والتهديدات التي يعرفها المحيط الإقليمي. فإننا داخل اليمين القومي المغربي نعتبرها تهديدا مباشرا للمغرب. وعليه فإننا نجدد التأكيد مرة أخرى، على أن الشعب المغربي في حاجة ماسة اليوم، إلى إستحضار روح الوحدة والتآزر والقيم الوطنية المعروفة عليه، ملتفين حول العرش العلوي المجيد، مباركين خطواته السديدة ومساندين لقراراته الحكيمة، تأكيدا منا على التشبث الدائم بعقد البيعة التي يحملها كل فرد منا في عنقه وعلى عاتقه، ووفاء منا للعهد المتبادل الذي قطعه أسلافنا مع السلاطين العلويين الشرفاء الذين قادوا أمتنا المغربية العريقة منذ قرون عديدة مضت. وإذ نشيد بالروح الوطنية العالية، وبحس الإنتماء العالي الذي أبان عنه الشعب المغربي قاطبة بشكل عام، وبالمجموعات والصفحات المغربية على مواقع التواصل الإجتماعي بشكل خاص، فإننا نهيب بأعضاء اليمين القومي المغربي وبجميع الصفحات التابعة له، وكذا الرأي العام الوطني بعدم الإنسياق وراء أي نداء او حملة مجهولة المصدر للخروج إلى الشارع بشكل يتعارض مع مقتضيات الدستور والقانون المغربي في هذا الصدد، وكدا حرصا منا، أولا على الامتثال التام للضوابط القانونية، وكذا من باب الإحتياط، حتى لا يتم الركوب على هذه الدعوات المجهولة المصدر من قبل الحركات والتيارات السياسية، والقوى الظلامية المتربصة بالوطن، وبسلامته وإستقراره. المغرب قبل كل شيء ولا غلب إلا الله حرر في الرباط بتاريخ 20 ماي 2021 اليمين القومي المغربي "