نعم المغرب لديه مكتب اتصال في إسرائيل وهذا أمر رسمي ولا يخفيه على أحد، فرضته مصلحته الوطنية العليا ومصلحة مليون من رعاياه من الديانة اليهودية في إسرائيل. لكن المغرب أيضا لديه سفارة في رام الله يدعم من خلالها الأشقاء الفلسطينيين بما يستطيع، ولديه تواصل مع الفصائل الفلسطينية في غزة في مقدمتها حماس ويتواصل معها علنا وعلى أعلى المستويات ولا يخفي ذلك، ولا يتردد في المساهمة فعلا (و ليس قولا) في إعادة إعمار غزة بما يستطيع. ومطار غزة الذي دمرت الحرب السابقة جزءا منه، والمستشفى الميداني المغربي الكبير لازال شاهدا على ذلك. ولديه مقر كبير في القدس تحت اسم "بيت مال القدس " يساهم فيه بما يستطيع و بحصة تفوق كل دول العالم في تمويل برامج عملية على الأرض في المدينة المقدسة، و أهل القدس يعرفون هذا جيدا. المغرب لا يدخر جهدا ويبذل أقصى ما يستطيع في دعم الأشقاء في فلسطين في صمت بعيدا عن التبجح والعنتريات، ولم يتوقف يوما واحدا عن دعم أهلنا في فلسطين على مر العقود الماضية . أعرف دولة ليس عندها لا سفارة في فلسطين ولا قنصلية في رام الله ولا تمثيلية دبلوماسية في القدس ولا في أي مدينة فلسطينية ولا اتصال لها بالفصائل الفلسطينية في غزة و لا تقدم لهم دعما ماليا غير الكلام، وبعض مواطنيها صدعوا رؤوسنا هذه الأيام بالنط والصراخ في الفيسبوك بتطبيع المغرب وخيانة فلسطين ، وعندما يأتي الصيف سيذهبون ل"تشميس" أفخاذهم في شواطئ تركيا المُطبعة. فلسطين تريد أفعالا على الأرض ولو بأضعف الإيمان، ولن تقوم لها قائمة بالكذب والتدليس على الناس بالمزايدات و الشعارات الزائفة. الكلام سهل والفعل صعب