في محاولة أخرى للتشويش على الحراك الشعبي، وبث جو من الرعب وسط الجزائريين، لجأ نظام العسكر إلى فزّاعة الإرهاب من خلال الإعلان عن اعتقال خمسة أشخاص اتهموا بالإعداد لتنفيذ "هجمات إرهابية" في تيزي وزو وبجاية خلال المظاهرات الأسبوعية للحراك الشعبي! ولكي يسهل هضم هذا الخبر، تمت إضافة بعض البهارات من طرف الإعلام الرسمي التابع للجنرالات، حيث ذكر بيان للنيابة العامة في عزازقة شمال شرق البلاد، نشرته وكالة الأنباء الرسمية الجزائرية، أن "قوات الأمن ضبطت بحوزة الموقوفين الذين تتراوح أعمارهم بين 36 و51 عاما أسلحة حربية ومتفجرات بغرض استعمالها في أعمال إرهابية (..) في قلب الحراك وذلك وسط مدينتي تيزي وزو وبجاية من خلال تفجير مركبتين"! وأوضحت النيابة العامة في بيانها أن المضبوطات التي كانت بحوزة الموقوفين تشتمل على "أسلحة حربية من نوع بندقية مضخية من نوع سكوربيون ورشاش كلاشنكوف ومسدس وذخيرة ومركبتين (...) وأجهزة إلكترونية مختلفة". وهذه ليست المرة الأولى التي تعلن فيها نظام العسكري الجزائري عن خطط لهجمات تستهدف احتجاجات الحراك. وفي نهاية يناير 2020، أعلنت وزارة الدفاع اعتقال انتحاري قرب الجزائر العاصمة زعمت انه كان يريد تفجير نفسه بحزام ناسف خلال تجمع حاشد في وسط العاصمة لهذه الحركة المؤيدة للديمقراطية والمطالبة برحيل الجنرالات. وانطلقت شرارة الحراك الشعبي، في فبراير 2019 بعد إعلان الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة المريض والمقعد، نيته الترشح لولاية رئاسية خامسة. ونجحت الحركة الاحتجاجية في دفع بوتفليقة الذي تخلى عنه الجيش إلى التنحي، لكنها واصلت المطالبة بتغيير كل النظام القائم منذ استقلال البلاد في 1962. وفي مطلع مارس زعم الجيش أنه أحبط تفجيرا في الجزائر العاصمة بعد اعتقاله ثلاثة من أعضاء "جماعة إرهابية" في تيبازة غربي العاصمة وفي الأسبوع المنصرم أعلن عن اعتقال مغربي وسط حراك العاصمة، وسلط الإعلام الرسمي الضوء على هذا الحدث/الادعاء أكثر من اهتمامه بما يقع من مسيرات واحتجاجات في البلاد. ويحاول نظام العسكر من خلال نشر هذه الأخبار المزعومة أن يبث الرعب في نفوس الجزائريين، ويذكرهم بمناخ الرعب والترهيب الذي ساد خلال العشرية السوداء، لثنيهم عن الخروج في المسيرات الشعبية التي تطالب برحيل الجنرالات ونظامهم الفاسد.