دعا بيدرو ألتاميرانو، الناطق الرسمي باسم المجموعة الدولية لدعم إعادة توحيد الصحراويين، أكبر داعم لجبهة البوليساريو منذ 45 سنة، (دعاها) لوضع السلاح بشكل نهائي ونسيان قصة ما يسمى الكفاح المسلح، الذي كان مجرد خدعة انطلت على كثير من الصحراويين، بينما قادتهم يعيشون رغد العيش في جنوب إسبانيا وفرنسا، جاء ذلك بعد التطورات الأخيرة التي عرفها ملف الصحراء المغربية. وكانت المنطقة عرفت في الآونة الأخيرة مجموعة من التحولات، انطلقت من قيام وحدة من الجيش المغربي بتحرير معبر الكركرات، الذي احتلته مجموعة من قطاع الطرق التابعة لجبهة البوليساريو، ولقيت هذه العملية ترحيبا دوليا، حتى من دول كانت في السابق تدعم الانفصاليين، وتلا ذلك سيل من القنصليات التي تم فتحها بمدينتي العيونوالداخلة، واعتراف الولاياتالمتحدةالأمريكية بمغربية الصحراء وعزمها افتتاح قنصلية بمدينة الداخلة، وإقرار الاتحاد الأوروبي أن الاتفاقية الفلاحية مع المغرب عادت بالخير العميم على سكان الأقاليم الجنوبية. هذه التحولات المتواصلة بشكل متسارع دفعت العديد من المتعاطفين مع البوليساريو إما تغيير تعاطيهم مع الملف والتخلي عن دعم الجبهة أو في الحد الأدنى دعوتها إلى وضع السلاح ونسيانه مرة واحدة والإيمان بالحل السياسي، على أرضية الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب منذ 2007 ويلقى ترحيبا دوليا بل في كل تقارير مجلس الأمن تتم الإشارة إليه كوسيلة راقية لحل النزاع. الناطق باسم المجموعة المذكورة وجه نصيحة ثمينة للبوليساريو من أجل استثمار الظرف لتحقيق مكاسب سياسية بدل خسران كل شيء، وفي رسالة شبيهة بالتهديد دعاها إلى الكف عن أي نوع من التحركات العسكرية ضد المملكة المغربية، باعتبار أن النتائج كانت كارثية عليها ماديا ومعنويا، مؤكدا على أن قيادة الجبهة تحاول الدفع بالشباب إلى معركة خاسرة من البداية بينما ترفل هي في النعيم في الجزائر وفرنسا وإسبانيا. وباسم المجموعة طالب بيدرو ألتاميرانو قيادة البوليساريو باليأس التام من تحقيق أي تقدم في الميدان فبالأحرى تحقيق نصر معين، ودعتهم إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات قبل أن يتم ملأ هذا المقعد بممثلين آخرين عن الصحراويين، وقالت المجموعة لابد من التفاوض مع السكان الأصليين للأقاليم الجنوبية. وأشار إلى أن الجبهة وداعميها قد فقدوا كل قدرة على التحرك الدبلوماسي دوليا وكل قدرة على العمل العسكري الفعال. رسالة بيدرو ألتاميرانو هي جرس من أجل أن تستيقظ قيادة الجبهة من سباتها العميق، ف45 سنة كافية ليتغير العالم بشكل جدري وأن تنقلب موازين القوى السياسية والعسكرية، ولم يبق اليوم بيد الجبهة والجزائر سوى المعركة الإعلامية، حيث يعتمدون تقنيات الفايك نيوز في مواجهة لن تستمر طويلا حتى يتم فضحها. ويذكر أن هذه الرسالة جاءت مباشرة بعد استقالة رئيس الهيئة الداعمة للكيان الانفصالي بالبرلمان الأوروبي، الذي تخلى عنهم بعد سنوات طويلة من المساندة والدعم.