عبر أفراد أسرة "بنداود الطويل" عن شكرهم لدافيد ليفي، وزير الخارجية الاسبق لاسرائيل، بعد ان تفضل قبل أكثر من 25 سنة ليمنحهم منزل عائلته بحي الملاح بالمدينة القديمة بالرباط، ليستقروا به بعد ان كانوا مهددين بالتشرد. طاقم تليكسبريس التقت ببعض افراد العائلة وانجزت هذا الريبورتاج: يشار إلى أن دافيد ليفي من اليهود المغاربة الذين استطاعوا أن يتقلدوا أهم المناصب في دولة إسرائيل، من خلال المثابرة والعمل الجهيد، وفي زمن كان من الصعب على اليهود السفارديم أن يجدوا لأنفسهم مكانة هامة داخل الدولة الجديدة. ولد ليفي في 21 دجنبر 1937، لعائلة يهودية كانت تقطن في حي الملاح بالعاصمة الرباط. تلقى تعليمه في مدارس التحالف اليهودي "لاليانس"، إلى حين بلوغ المرحلة الثانوية، ليهاجر بعدها إلى إسرائيل سنة 1959، حيث سيعيش رفقة عائلته مرحلة صعبة من الفقر والتهميش، إذ سكن في بيوت الصفيح في "معبراه" وعمل أجيرًا في المزارع قبل أن ينتقل إلى "بيت شان"، حيث عمل في مجال البناء. كان دافيد ليفي ناشطًا في صفوف العمال، ونقابيا بارزا مدافعا عن حقوقهم، مما سمح له بالتدرج في المناصب إلى أن وصل إلى رئاسة كتلة الليكود في نقابة العمال المعروفة باسم "الهيستيدروت"، وهو المنصب الذي حافظ عليه من منتصف الستينات إلى مطلع سنوات الثمانينات من القرن المنصرم. ويعد ليفي واحداً من أهم الشخصيات التي لها مكانة هامة لدى الطوائف الشرقية اليهودية في إسرائيل، بحكم دفاعه عنها وتمثيله لمصالحها ودفاعه أيضا عن سكان المناطق المهمشة، التي كان واحدا منهم. دخل ليفي الكنيست الإسرائيلي لأول مرة نائبا عن حزب الليكود سنة 1969، وظل محافظًا على مقعده فيه إلى سنة 2006. كما عمر ليفي طويلا في وزارة الخارجية الإسرائيلية التي عين على رأسها لثلاث ولايات من 1990 إلى سنة 2000. تقلد ليفي مناصب وزارية عديدة، إذ حمل حقيبة الهجرة والإدماج ثم البناء والتجهيز، كما عين نائبًا لرئيس الوزراء أربع مرات، كما انتخب عمدة لبيت شان، حيث كان يقيم. أسس دافيد ليفي حركة "غيشر" (الجسر) سنة 1995، بعد أن انشق عن حزب الليكود، ثم ترك الحركة وعاد إلى الحزب في انتخابات الكنيست لعام 2003، حيث انتخب نائبا إلى سنة 2006، ثم عاد للترشح لكنه فشل، فغادر الكنيست بعد 37 سنة من النشاط السياسي داخله. لكنه عاد إلى الأضواء مرة أخرى سنة 2014، حين أعلن ترشحه لرئاسة الدولة قبل أن يعدل عن ذلك. أنجب دافيد ليفي 12 ولدا وبنتًا، من بينهم أورلي ليفي، التي تقلدت حقيبة التنمية الاجتماعية في حكومة بنيامين ناتانياهو الجديدة، والتي ضمت العديد من الوزراء من أصول مغربية.