أبرز العديد من المتدخلين خلال مؤتمر "إفريقيا القرن الواحد والعشرين"، الذي نظمه في لشبونة معهد تعزيز وتنمية أمريكا اللاتينية، الدور الذي يضطلع به المغرب في تحقيق التنمية بإفريقيا ومكانتها كجسر للنهوض بالتعاون الثلاثي الأطراف مع أوروبا. وسجل محمد توفيق ملين، رئيس المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية، في مداخلة له أول أمس الخميس أن نموذج الشراكة بين أوروبا وإفريقيا يبقى دون مستوى تطلعات تنمية القارة الأفريقية، مشددا على ضرورة إرساء اليوم الأسس لرؤية جديدة لهذه الشراكة. وذكر أن الاتحاد الأوروبي يعتزم إطلاق استراتيجية جديدة من أجل أفريقيا في عام 2021 ، مؤكد ا أن هذه الشراكة الجديدة يجب أن تتجاوز منطق التبادل الحرة لتكتسي طابع ا شموليا ، مع إعطاء مكانة مركزية للبعد السياسي. وفي معرض حديثه عن المحاور الكبرى للاستراتيجية الأوروبية الجديدة من أجل إفريقيا، أشار السيد ملين لسلسلة من المقترحات التي من شأنها أن تجعل هذه الاستراتيجية في مستوى تطلعات التنمية في بلدان القارة الإفريقية. وسجل، في هذا السياق، أن المغرب يمكن أن يكون أحد أقطاب تنفيذ هذه الاستراتيجية الجديدة بفضل العلاقات المتميزة التي يحافظ عليها مع الاتحاد الأوروبي، مذكرا بالفرص التي تتيحها الشراكة الأورو-مغربية من أجل الازدهار مشترك التي تم إطلاقها في يونيو 2019. وأضاف أن المغرب متشبث جدا بالتعاون الثلاثي الأطراف ويعتبر فاعلا ديناميا في التعاون جنوب-جنوب. وأوضح أن مساهمة المغرب في بناء مستقبل مشترك بين إفريقيا وأوروبا يمكن أن تتم بالخصوص على مستوى الانتقال الأخضر والولوج إلى الطاقة من خلال عدد من المبادرات من قبيل مبادرة "تريبل أ" المتعلقة بتكييف الفلاحة الأفريقية، وكذا الخبرة المغربية في مجال الطاقات المتجددة ، وإنتاج الهيدروجين وتموقع المملكة في المجالين الرقمي والمالي. وفي معرض تقديمه لمبادرات الوكالة المغربية للتعاون الدولي، أكد السفير المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي محمد مثقال، أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس جعل من التعاون جنوب-جنوب أحد الركائز الأساسية للسياسة الخارجية للمملكة ومنح مكانة متميزة للقارة الأفريقية التي تحظى بالأولوية في الأجندة الدبلوماسية. وأبرز مثقال أن الوكالة المغربية للتعاون الدولي تضطلع بدور مهم في هذه الدينامية من خلال تنسيق وتوحيد جهود مختلف الفاعلين لبدء مشاريع مختلفة مع الدول الأفريقية، مشدد ا على المكانة التي يحتلها التعاون الأكاديمي. وذكر بالاستراتيجية التي تم وضعها لاستقبال في المغرب آلاف الطلبة من إفريقيا جنوب الصحراء. وأشار إلى أن الوكالة تنشط أيضا في مجال المساعدات الإنسانية الدولية، مذكرا بالمبادرة التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لإرساء إطار عملي من أجل أن تتمكن البلدان الأفريقية من تقاسم تجاربها بخصوص الاستجابة للأزمة الصحية الناجمة عن كوفيد-19 . وأبرز مثقال المبادرة الملكية لإرسال مساعدات إنسانية لبلدان إفريقية شقيقة وصديقة لمواجهة الوباء. وفي معرض حديثه عن التعاون الثلاثي الأطراف، ذكر السفير أن المغرب بادر إلى القيام بالعديد من المبادرات بهذا الخصوص، مسجلا أن التنمية المستدامة للقارة الأوروبية لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال تنمية مستدامة للقارة الأفريقية. من جانبه، استعرض مدير القطب الدولي للبنك المغربي للتجارة الخارجية-بنك إفريقيا، محمد أغومي تجربة هذه المجموعة في القارة. وقال أغومي إن القارة توفر فرص ا هائلة للاستثمار، مؤكدا أن التجربة الإفريقية للمجموعة لم تكن لتتجسد على أرض الواقع دون الرؤية الملكية التي عبأت كافة الطاقات من أجل تعزيز حضور المقاولات المغربية في إفريقيا. وأبرز في هذا السياق، أهمية التعاون الثلاثي الأطراف الذي يضطلع فيه المغرب بدور جوهري لأنه يتمتع بموقع استراتيجي كجسر بين القارتين. وتمثل الهدف من تنظيم "إفريقيا القرن الواحد والعشرين"، وهو مؤتمر سنوي للدبلوماسية العامة، في تحسيس الفاعلين الأوروبيين بالإنجازات السياسية والاقتصادية الكبرى للقارة الإفريقية .