أبرز سفير المغرب في البرتغال عثمان باحنيني، أمس الخميس في لشبونة، السياسة الإفريقية الفاعلة للمملكة القائمة على التضامن وتعاون جنوب-جنوب براغماتي. وأكد السيد باحنيني، في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر "إفريقيا القرن الواحد والعشرين" الذي يستضيف المغرب كبلد ضيف، أن "المغرب يقف بشكل ملموس إلى جانب البلدان الإفريقية الشقيقة ، بروح التضامن الفعال وتعاون جنوب-جنوب برغماتي، مذكرا أن المملكة تضع إفريقيا كأحد الركائز التي تحظى بالأولوية في سياستها الخارجية. وقال إن المغرب، ومنذ عودته إلى الاتحاد الإفريقي، "يقدم قيمة مضافة أكيدة لبناء إفريقيا متضامنة، مزدهرة وقوية وموحدة"، مسجلا أن هذه "العودة إلى الاتحاد الإفريقي منسجمة مع انخراطه المتعدد القطاعات والأبعاد في القارة منذ أزيد من عقدين ". وأبرز السفير أنه إذا كان البعد الإفريقي للمغرب مكرس ا في دستوره واضطلعت المملكة بتوجهها الإفريقي بالكامل ووجدت تاريخي ا وجغرافي ا جذورها وأيض ا عمقها"، "فيمكن اعتبار خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس بأبيدجان في عام 2014 لحظة مؤسسة لإفريقيا واثقة من إمكانات شبابها ومؤهلاتها الاقتصادية". وذكر أن جلالة الملك قال في خطابه التاريخي إن "قارتنا ليست في حاجة للمساعدات، بقدر ما تحتاج لشراكات ذات نفع متبادل. كما أنها تحتاج لمشاريع التنمية البشرية والاجتماعية أكثر من حاجتها لمساعدات إنسانية". وفي معرض حديثه عن سياسة المملكة في مجال الهجرة، أكد السيد باحنيني أن المغرب يساهم في إدماج المهاجرين الأفارقة في النسيج الاقتصادي والاجتماعي ، بما يتيح فرصة واضحة للتقدم لصالح إفريقيا وسكانها ، مسجلا أن المغرب يعمل من خلال مؤسساته وفاعليه الاقتصاديين، ليس فقط في مشاريع هيكلية: خليج كوكودي وخط أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب وإنتاج الأسمدة في إثيوبيا ونيجيريا من أجل الأمن الغذائي ، وإنما أيض ا في مشاريع ذات تأثير اقتصادي واجتماعي قوي. وأبرز السفير أنه "بدفعة من البرتغال، يمكن لأوروبا بمؤسساتها ومقاولاتها أن تضطلع بدور مهم في تطوير هذه العلاقات وتعزيز استراتيجية، وكذلك مستقبل جديد للقارة الأفريقية". وسجل أن المغرب والبرتغال يتقاسمان رؤية متقاربة حول التنمية ومستقبل إفريقيا تترجمها الرغبة في النظر إلى القارة في مجموعها وتنوعها مع صعوباتها و أيض ا الفرص الهائلة التي تتيحها. وأضاف السفير أن المغرب والبرتغال "يستفيدان من موقع جغرافي واستراتيجي متفرد، كحلقة وصل بين قارتين ويحافظان تاريخيا على روابط وثيقة مع البلدان الأفريقية التي نسعى إلى الحفاظ عليها و إثرائها". وقال إن هذا التوجه والموقف المشترك " يؤهلنا بشكل خاص لتعزيز تعاون ثلاثي الأطراف، واغتنام الفرص التي يتيحها، كأداة مبتكرة ، تسهل تظافر الجهود والاستثمار الأمثل للموارد من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية لأفريقيا". وأضاف السفير أن "رافعة التنمية هذه يمكن أن يغتنمها القطاع الخاص المغربي ونظيره البرتغالي للعمل سويا مع شركائنا الأفارقة". ويتمثل الهدف من تنظيم "إفريقيا القرن الواحد والعشرين"، وهو مؤتمر سنوي للدبلوماسية العامة، في تحسيس الفاعلين الأوروبيين بالإنجازات السياسية والاقتصادية الرئيسية للقارة الإفريقية . وسيجمع المؤتمر في نسخته الثانية مؤسسات ومقاولات ودبلوماسيين وسياسيين وفاعلين وشركاء أكاديميين، حيث سيتم خلالها تكريم المغرب كقوة إقليمية صاعدة. وعرف هذا الحدث مشاركة عدة متدخلين ، من بينهم السفير المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي محمد مثقال والمدير العام للمعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية محمد توفيق ملين ، ومدير القطب الدولي للبنك المغربي للتجارة الخارجية – بنك إفريقيا، محمد أغومي، وعميد الجامعة الأوروبية في لشبونة توفيق ركيبي.