سفير دولة فلسطين في الجزائر يقول بأنه يتبرأ من بيان مساندة المغرب في قضية وحدته الترابية العادلة. مساكين هؤلاء الفلسطينيون. في كل بلد عربي يُطلب منهم أن يسيروا مع سياسته، فيوقعهم ذلك في مواقف حرجة تعيدهم دائما إلى نقطة الصفر. طوال تاريخ النضال الفلسطيني كان الفلسطينيون يحاولون أن يكونوا جزء من السياسات العربية، لكن السياسة العربية متقلبة، ومزاجية. وكان ياسر عرفات يريد أن يرضي الجميع، ثم ينتهي إلى إغضاب الجميع، والعرب من الصنف الذي لا يمكنك أن ترضيهم جميعا، لأنهم ليسوا على قضية واحدة، ولذلك حورب الفلسطينيون في كل مكان، وتم توظيفهم في كل مكان، وأعتقد أن المغرب يكاد يكون البلد العربي الوحيد الذي تعامل مع الفلسطينيين من منطق فهم لعبة المحاور التي يكونون ضحيتها. المشكلة الوحيدة التي حصلت كانت في نهاية الثمانينات عندما جاء شيمون بيريز إلى المغرب واستقبله الحسن الثاني في إفران، فزار محمد عبد العزيز رئيس البوليساريو السابق الأراضي الفلسطينية والتقى عرفات وألقى خطابا ضد المغرب. يومها غضب الحسن الثاني كثيرا وحق له أن يغضب، لأن عرفات تصرف وقتها بناء على توصيات من ليبيا ودمشق، وخضع للعبة المحاور. ربما أخطأ الفلسطينيون، في منظمة التحرير، منذ البداية، حين انخرطوا أول مرة في القضايا العربية الداخلية، وكان عليهم أن يظلوا بعيدا عن هذه القضايا باعتبارهم شعبا محتلا ينشد الاستقلال ولا قضية له غير القضية الوطنية الفلسطينية. ولكن هذا الكلام نظري، ومن يعد إلى كتابات أحمد الشقيري أول رئيس لمنظمة التحرير سوف يرى كيف كان يطلب من المنظمة أن تكون واجهة لسياسة عبد الناصر والملك حسين منذ تأسيسها في الستينات. ولكن. أن تنشر الجريدة الجزائرية المعروفة بقربها من الجيش منذ القديم، وهي أوسع الجرائد انتشارا، هذا الخبر في صدر صفحتها الأولى كاملة بالصورة، معناها أن هناك توجيهات أيضا. فالجزائر توظف أي شيء للنيل من المغرب، لأنها تعرف أنها في الاتجاه الخطأ، لذلك تراهن منذ السبعينات على الدعاية الإيديولوجية، بينما راهن المغرب على ما هو أهم: القانون الدولي.