قال الدكتور مصطفى كرين، إن المشككين في نجاعة اللقاح الصيني ضد كوفيد-19 والخائفين من فقدان السوق الإفريقية الهائلة فيما يتعلق ببيع وتسويق اللقاح وكل الحاقدين على مبادرات المغرب الملكية الاستباقية، سواء كانوا من الخارج أو من الداخل، كل هؤلاء سيخوضون حربا إعلامية ضروسا من أجل محاولة إقناع المغرب بالتراجع عن حملة التلقيح وعدم استعمال اللقاح الصيني، وبالتالي حرمان المغرب من هذه الانطلاقة الرائعة. وأوضح مصطفى كرين، أن اللقاح الصيني آمن أكثر بكثير من أي لقاح آخر ومبني على منهجية علمية متعارف عليها عالميا وآمنة والمبنية على استخلاص اللقاح من الفيروس، ولذلك يستحسن لمن لا يعرف شيئا أو لا يعرف ما يكفي عن هذا العلم أن ينتبه لمحاولات التضليل التي يقودها الإعلام الأوروبي الأمريكي وأتباعه والمستفيدون منه بيننا، مضيفا أن المغرب يتوفر اليوم على فرصة تاريخية لتثبيت مكانته كقوة إفريقية للسلم والتعاون، ويجب أن نمضي قدما في هذا الاتجاه عوض تكريس التبعية المقيتة التي أضاعت علينا عقودا من التنمية . وأكد مصطفى كرين في تصريح ل"تليكسبريس"، أن أهم العوامل التي يجب أخذها بعين الاعتبار في التعامل مع أي لقاح أربعة وهي كالتالي: الأمان: وهذا رهين بتقنية الإنتاج ومكونات اللقاح، وعكس الرجم بالغيب الذي تقوده العديد من المواقع الإعلامية المنحازة وينساق معه الكثير من الناس عن جهل أو عن مصلحة، فإن تقنية إنتاج اللقاح الصيني هي الأكثر أمانا والأكثر شيوعا عبر العالم، وتنطلق من الفيروس في حد ذاته بعد إضعاف قدرته على التسبب في المرض بواسطة وسائل مختلفة لا يتسع المجال هنا للتفصيل فيها. وكل الذين يطعنون في اللقاح الصيني اليوم، سبق لهم أن لُقحوا أو لقحوا أبناءهم بلقاحات تم إنتاجها عن طريق نفس التقنية التي استعملتها المختبرات الصينية لإنتاج لقاح كورونا، ولم يكن يطرح لهم ذلك أية مشكلة سابقا، طالما أنه جاء من أوروبا أو أمريكا، ولكنه فجأة أصبح الإعلام إياه يروج بأن هذا اللقاح غير آمن فقط لأن الصين هي من صنعته هذه المرة . ثانيا الفعالية: لقد أثبتت التجارب السريرية التي تمت، بشهادة الكفاءات العلمية المغربية من منطلق المشاركة الفعلية، أن اللقاح يملك فعالية ممتازة ولم يتسبب في أي آثار جانبية مهمة أو غير عادية . الثالث هو المنفعة الاقتصادية: وحيث إن المغرب مرشح فوق العادة للقيام بالتسويق والتوزيع في إفريقيا على الخصوص وربما في مناطق أخرى، فإن الرؤيا الملكية والمنفعة الاقتصادية بالنسبة لبلدنا ثابتة ومفتوحة على المستقبل من خلال التعامل مع الصينيين، وهو ما لن يحصل عليه المغرب أبدًا مع مختبرات احتكارية أوربية وأمريكية. الرابع هو المنفعة العلمية: إن التعاون مع الصين سيشكل مدخلا مهما لنقل التكنولوجيا المتعلقة بصناعة اللقاحات، وحيث إن اللقاحات تعتبر جزءً هاما من طب المستقبل، فإن هذه المسألة أن نقل التكنولوجيا سيعطي للمغرب موقعا رياديا على مستوى القارة والعالم، ولذلك نقول أن مصلحتنا من مصلحة الوطن. وخلص مصطفى كرين إلى القول إن المشكلة الكبرى التي ترعب هؤلاء الذين يطعنون في اللقاح الصيني هي أن الصين اليوم بصدد دمقرطة الولوج للصحة عالميا وجعل تكنولوجيا اللقاحات على الخصوص والدواء بشكل عام، في متناول الدول الضعيفة، وبالتالي تخليص جزء كبير من سكان الكرة الأرضية من قبضة لوبيات الصيدلة والدواء عبر العالم، أي أن الصين تقود ثورة إنسانية حقيقية في هذا المجال، وعلينا أن ندعم هذا التوجه عوض الانخراط الجاهل في اللغو والمزايدة .